شهدت فعاليات معرض الأثاث IMM Cologne الدولي بمدينة كولن الألمانية، تسليط الأضواء على العديد من الاتجاهات الحديثة؛ حيث تتوافر الأرائك بمختلف الألوان لتلبية الأذواق المختلفة للعملاء، كما يمكن تصميم كل خزانة أو رف أو مطبخ بما يتناسب حسب المتطلبات الفردية في الغرفة أو تبعًا للمساحة المتوفرة في المنزل. وأوضحت خبيرة الأثاث والديكور الألمانية أورسولا جايسمان، أنه يقل الاهتمام حاليًا بالاتجاهات الفردية والتطورات الخاصة بالألوان والخامات والأشكال، في حين يزداد الاهتمام بالمفاهيم المعيشية والحياتية؛ حيث يتعلق الأمر حاليًا بكيفية تعديل الوحدات المكانية مثل المطابخ أو غرف المعيشة أو حتى دمج هذه الوحدات معًا، كما ينصب اهتمام الخبراء حاليًا على كيفية تحقيق رغبات المرء في المنزل. وفيما يلي أبرز الاتجاهات التي ظهرت بالدورة الحالية لمعرض كولن: تداخل النطاقات المعيشية لقد أصبح نطاق المعيشة المفتوح حقيقة واقعة، وخاصة في المباني الجديدة، وقد يرغب المرء في تعديل المساحة المفتوحة وإعادة تصميمها وفقًا لتصميم المباني القديمة، التي اعتاد عليها، ولكن المساحات المعيشية المفتوحة تعتبر بمثابة خطوة للتطوير؛ نظرًا لأن عدم وجود جدران يتيح للمرء فرصة لإزالة الحدود التصميمية والإبداعية. أكد ماركوس ماجيروس، المتحدث الإعلامي باسم معرض الأثاث IMM Cologne، ذلك بقوله: "لم يعد هناك التزام صارم بوجود الغرف". وقد أصبحت طاولة الطعام منذ فترة طويلة بمثابة مكتب في المنازل الصغيرة، كما أن تجهيزات المطبخ أصبحت تمتد إلى غرف المعيشة، وهو ما يتضح في التصميم "Truly Truly" من إبداع الزوجين كاتيه وجويل بوي؛ حيث قاموا بتصميم منزل بالكامل بدعوة من معرض الأثاث IMM Cologne وتتمثل رؤيتهما التصميمية في إلغاء جميع الجدران الداخلية باستثناء الحوائط التي تحيط بالسرير، وجعل المطبخ في مركز المنزل. وأوضح جويل بوي قائلًا: "يعتبر المطبخ من الأماكن المهمة؛ حيث يمكن أن يجتمع أعضاء الأسرة للطهي أو العمل أو تناول الطعام أو التحدث معًا أو حتى الاسترخاء". ومن حيث التصميم، تقوم شركات المطابخ حاليًا بتصميم وحدات المطابخ مثل الخزانات والخزانات الجانبية في غرف المعيشة، ويمكن الجمع بينها من خلال الألوان أو المفروشات؛ وذلك من أجل الانتقال السلس بين النطاقات الوظيفية من الموقد في المطبخ إلى الأريكة في نطاق المعيشة. الاهتمام بلغة الأشكال الصغيرة ينصب اهتمام الكثير من المصممين حاليًا على جوهر قطع الأثاث مرة أخرى، وتراجع التركيز على الجوانب التصميمية لصالح تبسيط الموديلات إلى الحد الأدنى وتصغير الأشكال بشدة، وقد تمثل هذه القطع إما التخلي عن الديكورات والزينة أو أنها تهدف إلى وضع الإكسسوارات والديكورات في بؤرة الضوء. ويتناسب هذا الاتجاه مع التصميمات الجديدة لقطع الأثاث القديمة، التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة، مثل مقعد المقهى 214، الذي يعود إلى عام 1859، والذي تم تعديله، وهو عبارة عن قطعة أثاث تتكون من 6 مكونات فقط و10 مسامير وصامولتين، كما تم تقليص حجم الكثير من الأرائك؛ حيث تأتي بأرجل نحيفة، كما تبدو المساند وظهور المقاعد مثل المقاعد الرياضية، وعادة ما تأتي هذه التصميمات بأحجام صغيرة جدًا، كما تظهر الوسادات كعنصر زينة على بعض الأرائك. أجواء مريحة لا تزال الأجواء المريحة من الموضوعات التي تهيمن على اتجاهات عالم الأثاث؛ حيث يعتبر المنزل بمثابة واحة للاسترخاء وسط المتغيرات الأخيرة، التي عصفت بالمجتمع؛ حيث يتم هنا تحقيق التوازن بين الحياة والعمل، فبينما يستخدم المرء الهاتف الذكي طوال اليوم أو يعمل أمام شاشات الحاسوب في المكتب أو أثناء التنقل، فإنه يحتاج إلى الهدوء والاسترخاء في المنزل. وعادة ما يرغب الأشخاص في الاعتماد على قطع السجاد والوسادات وقطع الأثاث الوثيرة والأشكال المستديرة من أجل الاستمتاع بالراحة في المنزل، ويتناسب هذا الاتجاه مع تقنيات المنزل الذكي، التي تتشابك مع بعضها البعض من أجل توفير المزيد من الأمان والراحة في المنزل. خامات طبيعية يتزايد الإقبال حاليًا على الخامات الطبيعية؛ حيث لا تزال الأخشاب تشهد ازدهارًا كبيرًا، ولكن عند الرغبة في الحصول على قطع أثاث بجحم أكبر، فإنه يتم الاعتماد على الخامات المتجددة، بالإضافة إلى أن الأحجار تشهد حاليًا إقبالًا كبيرًا، وخاصة عند تصميم المطابخ الفاخرة، التي تكون ذات واجهات مكسوة بالجرانيت، كما أن الطاولات الجانبية الصغيرة قد تشتمل على الأحجار أيضًا.
مشاركة :