وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "الوطن" الشهر الماضي، انتقد تكهّنات حول إمكان تأجيل الانتخابات وتمديد ولاية بوتفليقة، قائلاً إنّه يتوقّع أن يوقف الجيش خطوةً مماثلة. وأثارت هذه التصريحات حفيظة وزارة الدّفاع التي توعّدت باللجوء إلى القضاء إذا تمّ خرق القواعد المتعلّقة بسلوك العسكريّين المتقاعدين. ومنذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 وترشحه رغم ذلك لولاية رئاسية رابعة في 2014، لم يهدأ الجدل حول الوضع الصحي للرئيس البالغ من العمر 81 عاما والذي يمسك بالسلطة منذ ابريل/نيسان 1999. وقد أفقدته الجلطة الدماغية القدرة على الحركة، لكنه واصل الحكم حيث يظهر نادرا في التلفزيون الرسمي خلال استقبال ضيوف أجانب أو ترؤس اجتماعات لكبار المسؤولين، إلى جانب رسائل لمواطنيه في المناسبات الوطنية والدينية. لكنه تغيّب لفترات طويلة عن الظهور أو حتى استقبال شخصيات دولية كان آخرها ولي العهد السعودي الأمي محمد بن سلمان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وذلك لأسباب صحيّة. وأغرق امتناع الرئيس عن كشف نيته للترشح لولاية رئاسية خامسة، الجزائر في حالة من الترقب في خطوة اعتبرها البعض تكتيكا سياسيا ورأى فيها البعض الآخر تريثا من قبل بوتفليقة نفسه أو من الدائرة المقربة منه أو ترتيبا. واعتاد الرئيس الجزائري منذ وصوله الحكم قبل عشرين عاما على تأجيل إعلان موقفه من سباق الرئاسة إلى آخر لحظة من المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح لدى المجلس (المحكمة) الدستوري أي إلى غاية مطلع مارس/اذار القادم. ودخول بوتفليقة السباق مجددا سيجعل منه نسخة طبق الأصل لانتخابات 2014، التي فاز فيها بأكثر من 80 بالمائة من الأصوات، وناب عنه قادة أحزاب الموالاة في تنشيط حملته الدعائية بسبب وضعه الصحي.
مشاركة :