والزيارات الميدانية كذلك يا أستاذ «لطفي نصر»

  • 1/21/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بالأمس كتب أستاذنا الفاضل «لطفي نصر» عن غياب مجالس الوزراء والمسؤولين، ووصفها بأنها في «ذمة التاريخ».. ونود أن نضيف أن «الزيارات الميدانية» كذلك هي في ذمة التاريخ، إن لم تكن مسجلة أساسا في التاريخ، على الرغم من أن القيادة الرشيدة تقوم بفتح مجالسها وبالزيارات الميدانية مباشرة لمواقع العمل، وتدعو المسؤولين للقيام بها. أتابع على قنوات اليوتيوب والوسائل الإعلامية قيام عدد من الوزراء والمسؤولين وحتى المحافظين في دولة عربية بزيارات ميدانية للشارع والالتقاء بالمواطنين مباشرة، والوقوف على مكامن الخلل والملاحظات والمشكلات، بدلا من الاعتماد فقط على التقارير المكتوبة، أو من خلال التفاعل و«ردود الفعل» لما ينشر ويكتب في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي. أتابع كذلك مشاركة الوزراء والمحافظين في تلك الدولة العربية في الحملات التوعوية وفي رصد المخالفات وفي تطبيق القانون، فيما يحصل على أرض الواقع، من خلال زيارات مفاجئة لمواقع العمل الخارجية، ومقارنة ما يرفع لهم من تقارير بما هو موجود في الميدان. أتابع كذلك قيام الوزراء والمسؤولين وحتى المحافظين في تلك الدولة العربية بزيارات مفاجئة إلى مؤسسات وهيئات ومراكز تابعة للوزارة خارج المبنى الرئيسي، ومشاهدة ما يقدم من خدمات للمواطنين، وكشف مواطن الخلل، بل ورصد من يحضر إلى العمل ومن هو متسيب، وكثيرا ما كشفت تلك الزيارات عن إحالة العديد من الموظفين والمسؤولين إلى التحقيق الإداري. لا نريد ولا نطمح إلى أن يقوم أي مسؤول بتقليد الممثل «أيمن زيدان» في مسلسله الشهير «يوميات مدير عام»، فهناك مشروع «المراسل السري» الذي تقوم به بعض الجهات للتعرف على كيفية أداء سير العمل في البلاد، ولا ندري ما مصير ونتائج تقارير «المراسل السري»..؟؟ ولكن من حقنا أن نتساءل: كم مرة قام مسؤول بزيارة مركز أو مؤسسة تابعة للوزارة ومقرها خارج مبنى الوزارة، وربما في محافظة أخرى..؟؟ كم مرة تمكن موظف من لقاء مسؤوله الأول في الوزارة وشاهده وهو يقوم بزيارة المؤسسة أو الفرع..؟؟ هل قام مسؤول في أي وزارة بزيارة كافة مباني الوزارة «داخل وخارج المقر الرئيسي»..؟ كم مرة قام بها مسؤول بالوزارة بتجريب الخدمات التي تقدم للمواطنين، ووقف في الطابور معهم، وبحث عن موقف لسيارته مثلهم، وقام باحتساب المدة الزمنية التي يتم فيها تخليص المعاملة الواحدة..؟؟ لا مانع إطلاقا من أن تحظى زيارة أي مسؤول بالتغطية الإعلامية، ولكن «دخيل الله» القيام بالزيارة الميدانية، فهي الأهم والأوجب، وحتى لا نعمم الأمر، فهناك ثلة قليلة من المسؤولين ممن يقومون ببعض الزيارات الميدانية، ولكنها حتما لا تشمل كل المرافق وكل الفروع، في حين أن معظم المسؤولين يعتمدون على رؤساء العمل في متابعة شؤون المؤسسات والمراكز والفروع، من باب الثقة والمسؤولية.. وكفى الله المؤمنين القتال. ديوان الرقابة المالية والإدارية، وإذ يقوم بمهامه ومسؤولياته، فإن جل عمله لا يخرج عن النطاق المكتبي والورقي.. فلماذا لا يبادر الديوان بالقيام بزيارات مفاجئة لمبنى الوزارة وفروعها ومراكزها الأخرى خارج المبنى الرئيسي للوزارة والهيئة..؟ أليست الرقابة الإدارية تشمل الزيارات على أرض الواقع بعيدا عن المكاتب..؟ ولو سجل الديوان ملاحظاته، لوجدنا في اليوم التالي «فزعة» غير مسبوقة للمسؤولين بزيارة فروع الوزارة ومراكزها الخارجية، بل وحتى الزيارات الميدانية في الشارع لأماكن ومواقع العمل واللقاء بالمواطنين. مقال أستاذنا الجليل «لطفي نصر» قرع جرسا مهمًّا لغياب مجالس الوزراء، ونقول له: والزيارات الميدانية كذلك يا أستاذ «لطفي نصر».

مشاركة :