يصعب على المرء أن يجيش بما في خواطره حال اصطدامه بالواقع المحتوم مما يجبره أن يترّيث برهة من الزمن للتعبير عما يكنه تجاه القريب أو الرفيق أو الزميل الذي لازمه عن قرب أو بُعد من خلال معايشة أحاديثه وحسن أخلاقه. ذلك ما حدث لي حينما صدمت والزملاء بوقع خبر فراق الأستاذ لطفي نصر الذي أحدث (فجوة) في قسم التحرير وممراته. تربطني بالأستاذ لطفي علاقة الطالب بأستاذه منذ أن التحقت بجريدة «أخبار الخليج» في 1993 وكنت ألتقيه بشكل يومي حتى ان بداياتي الصحفية كانت بإطراء منه في التشجيع والتحفيز على المواصلة بالتنويع في الأخبار، ومازلت أذكر كلماته: قلمك ممتاز ولكن لا تبقى على نمط معين في الأخبار.. حاول تنوع فيها. وفي التزامه العملي فإني مازلت أحتفظ بتعقيبه على إحدى المقالات المرسلة للنشر التي لا بد أن يطلع عليها الأستاذ أنور حيث كتب فوق العنوان الأستاذ محمد: الأستاذ أنور حاليا في إجازة -أي انتظر حتى يطلع على المقالة رئيس التحرير أولا. الأستاذ لطفي حريص على المصلحة العامة مهتم بالواجب على راحته. في أحد أيام السنوات المنصرمة لم يحضر إلى العمل وحين مبادرتي بسؤال الأستاذ أنور عن عدم حضور الأستاذ لطفي أجابني: بسبب وعكة صحية. فقلت له إن أثره سيكون واضحا، وكان الرد من الأستاذ أنور أن الأستاذ لطفي يعتبر دينامو الجريدة. كان الأستاذ لطفي يتصف بالتواضع والصراحة والأريحية أثناء حديثه مع من خالطوه في داخل الجريدة وخارجها، ومن خلال أعمدته الاجتماعية يسعى دائما للدفاع عن المواطنين وخاصة المتقاعدين الذين يدافع عنهم كثيرا بغية نيل حقوقهم. فوداعاً يا أستاذ لطفي نصر.. وعزاؤنا للزملاء والزميلات ومعارفه في داخل «أخبار الخليج» وخارجها ولكافة أفراد أسرته الكريمة.
مشاركة :