عقد مركز حمد الجاسر الثقافي أمس الأول ندوة علميّة في دارة العرب عن العالم البلدانيّ عبدالله الشايع، شارك فيها الأستاذان سعد الماضي، وعبدالله السهليّ، وأدارها الأستاذ مسعود المسردي. وافتتح الأستاذ سعد الماضي مشاركته بتقديم نبذة تعريفية عن الشيخ الراحل عبدالله الشايع، الذي وُلد في بلدة الشعراء عروس جبل ثهلان، في شوال 1355 هجرية، ودرس في نظام الكتاتيب، ثم انتقل مع والده - رحمهما الله - إلى عفيف عام 1368 هجرية. وتحدث عن أعماله وهواياته قبل اتجاهه إلى علم البلدانيات؛ حيث أنجز شجرة نسب آل شايع عام 1406 هجرية واهتم بعلم الفلك، ثم تحدث عن اهتمامه بالبلدانيات الذي جاء بعد تقاعده المبكر بعد أن قرأ في كتب التاريخ ودواوين العرب وأيامها، فمكث أربع سنوات حتى تبلورت فيه حقيقة هذا العلم، وبدأ بنشر أبحاثه في جريدة الجزيرة ومجلة الدارة ليكون مجددًا في هذا الحقل العلمي. وركز المشارك على منهج الشايع التجديدي، الذي يعتمد استقراء النصوص البلدانيّة، ورصد القرائن، ووضع خرائط تقريبية للجهات التي يريد السير الميداني فيها، واستخدام جهاز تحديد المواقع (GPS) وتحديد المواضع بالإحداثيات، واهتمامه بالركام الموجود فوق الجبال ومسالكها وفي فسيح الأرض، واعتماده على دلالات أهل المكان أكثر من اعتماده على الخرائط. وفي ختام ورقته، تحدث عن مواقفه من المعاصرين البلدانيين، وموقفه من تراجم كتب المستشرقين. كما ركز الأستاذ عبدالله السهلي مشاركته في الحديث عن مؤلفات الراحل عبدالله الشايع وإنتاجه العلمي مستعرضًا كتبه حسب ترتيب صدورها في مجال البلدانيات ابتداءً بتأليف كتابي: «نظرات في معاجم البلدان»، وانتهاءً بالإصدار السادس عشر، البحث التاريخي والتحقيق الميداني في «مواضع بعض الغزوات والسرايا النبويّة» التي تكشف معرفته بجزيرة العرب وجبالها ووهادها وشعابها ومواردها وطرقها القديمة. ثم تحدث عن أشهر من يصحبه في رحلاته، ودوافعه للتأليف في هذا المجال، وما حمله من عبء البحث والتحري عن تلك المواضع بكل حرص وعناية، مشيدًا بمنهجه - رحمه الله - في مؤلفاته وتحقيقه، وأسلوبه المتميز في الكتابة.
مشاركة :