منهج التفكير الناقد والفلسفة ونقص التأمل

  • 1/21/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرا ما كان يشدني برنامج الدكتور مصطفي محمود -رحمه الله- (العلم والإيمان)، ذلك البرنامج الذي يحلق بالعقل في أمور شتى في هذا الكون وعلاقتها بالعلم والدين، في تحليل عميق يفضي إلى التأمل والتدبر في عظمة الخالق -عز وجل- وكيف أوجد الحياة في نظام دقيق محكم، فتمنيت أن تقوم وزارة التعليم بوضع منهج قريب من هذا البرنامج والاستفادة منه في تغذية عقول أبنائنا، حيث يبحر بعقولهم ليس فقط التأمل، بل تحفيزها نحو البحث الذي يعد من أساسيات التعليم. لقد اعتمدت الوزارة منهجا جديدا هو (مهارات التفكير الناقد والفلسفة) للمرحلة الثانوية، وأوضح الوزير السابق بعض ما سوف يحتويه، حيث يقوم على تنمية مهارات الطلاب في تحسين مهارات التفكير والتشجيع على طرح الأسئلة، وخلق بيئة محفزة على احترام وجهات النظر المختلفة، وتمكينهم بالثقة والاعتزاز بالنفس، من خلال إظهار الاهتمام والاحترام للآخرين ومصالحهم «الاستماع والتعاطف»، ورعاية العلاقات، خاصة بناء أفكار بعضهم البعض «الاستجابة والاتصال»، وتقديم أفكار جديدة وبناء على أفكار الآخرين «اقتراح وتغيير»، وتبرير وتقييم الأفكار «الاستجواب والتفكير»، انطلاقا من أربع ركائز أساسية هي: التفكير العاطفي، والتفكير التعاوني، والتفكير الإبداعي، والتفكير النقدي، يعزز لدى الطلاب تبرير وجهات نظرهم باستخدام حجج منطقية، عبر الممارسات البناءة للحوار، والاحترام للتنوع والتعاطف مع تجارب الآخرين، وكذلك الفهم الضروري لكيفية استخدام العقل والمنطق في حل الخلافات، وتحمّل مسؤولية أكبر في التعلم الذاتي مدى الحياة، بما يسهم بفاعلية في تحقيق أهداف برنامج تعزيز الشخصية السعودية، وبناء قيم الإيجابية والمرونة، والمساهمة في بناء المواطنة التي تستشعر مسؤوليتها تجاه الوطن والعالم من حولها اجتماعيا وثقافيا. لقد انصب التركيز في هذا المنهج على جانب فكري بحت، نعم سوف يكون له أثر إيجابي في تحسين شخصية الطالب في مسألة الحوار البناء الهادف المعتمد على حقائق واضحة ورصينة، ولكن كنت أطمع في أن يكون هناك توسع نحو فلسفة التأمل القائمة على العلم والدين التي تدخل الطالب في حالة من التفكير العميق الذي يوسع مداركه، ويجعله يبحث بشكل نظري أو تطبيقي.

مشاركة :