«الأبيض» جاهز لاصطياد «الصقور البيضاء» بــ«الضغط العالي»

  • 1/21/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يدخل منتخبنا الوطني مباراة دور الـ16 أمام قيرغيزستان اليوم، بطموحات ورغبة في مواصلة الزحف نحو الأدوار النهائية لكأس آسيا «الإمارات 2019»، التي أصبح «الأبيض» مطالباً بالفوز بلقبها، مستغلاً سلاحي الأرض والجمهور. ويلعب «الأبيض» لقاء اليوم متسلحاً بالثقة وارتفاع معنويات اللاعبين، ونظرة التحدي التي ظهرت على ملامح الجميع خلال التدريبات اليومية التي أجراها على ملعب جامعة نيويورك بأبوظبي، وشهدت تكثيف التحضيرات الفنية المتعلقة بخطة اللعب والطريقة الأنسب التي يواجه بها منتخبنا فريق «الصقور البيضاء» الذي يشارك للمرة الأولى في تاريخه، وقدم أداءً متميزاً، صعد به إلى الدور الثاني. وشهدت الأيام القليلة الماضية، تركيز الجهاز الفني بقيادة الإيطالي زاكيروني، على الجوانب التكتيكية والخططية داخل الملعب، حيث ينتظر أن تشهد مباراة اليوم بعض التغييرات في التكليفات الفنية لبعض اللاعبين، خاصة في منطقة المناورات بخط الوسط، بالإضافة إلى تفكير الجهاز الفني في بعض الأسماء ليتم الدفع بها منذ البداية، حيث لا تزال المفاضلة مستمرة بين الدور المنتظر لأحمد خليل، وما إذا كان يبدأ المباراة، أو يتم الدفع به في الشوط الثاني، بالإضافة إلى إسماعيل مطر قائد «الأبيض»، والذي سيكون له دور كبير في ربط الوسط بالهجوم، ونقل الكرة سريعاً في الخطوط الخلفية لدفاع قيرغيزستان. ويسعى زاكيروني لتشكيل خط هجومي من وسط الملعب، يتقدم إلى الأمام بهدف تشكيل الضغط العالي على مدافعي «الصقور البيضاء»، وهو ما ركز عليه المدير الفني خلال التدريب الأخير، بضرورة تقارب الخطوط وتحرك الأطراف من دون كرة لـ«خلخلة» قلب دفاع المنافس، الذي يعاني من قلة الخبرة، وبالتالي يحتاج لتعامل خاص، يعتمد على الوعي التكتيكي في التحرك وسرعة نقل الكرات من الوسط إلى الهجوم، واستغلال حالة الارتباك التي تصيب الضيوف، عند الضغط الهجومي من الأطراف والعمق. تلك الأفكار التكتيكية كانت حاضرة وبقوة في المحاضرة الأخيرة التي ألقاها الجهاز الفني على اللاعبين، وتفيد المتابعات أن زاكيروني طالب اللاعبين بمضاعفة جهودهم داخل الملعب، حيث يمتاز الفريق المنافس، بقوة اللياقة البدنية والقوة في الالتحامات، بالإضافة إلى الانطلاقات السريعة من الأطراف، والاعتماد على الكرات العرضية، التي يجيد خطه الأمامي التعامل معها، وصنع الخطورة على مرمى المنافسين. ويهتم الجهاز الفني بالأوراق الفنية القادرة على تحقيق المناورة في التشكيل وطريقة اللعب، وتحقيق الزيادة العددية داخل الملعب؛ نظراً لسرعة أدائها وانطلاقاتها، وتتمثل في محمد عبدالرحمن، وإسماعيل الحمادي وخلفان مبارك، وتماثل الأخير للشفاء تماماً من الإصابة التي لحقت به، وكانت عبارة عن «كدمة» في الأنف، بينما وجه الجهاز الفني إسماعيل الحمادي بضرورة أن يؤدي بتركيز شديد، خصوصاً في اللمسة الأخيرة، وشهدت المباريات الثلاث الماضية، إضاعة العديد من الفرص التي لاحت له، بجانب افتقاده التركيز في التمرير داخل المنطقة، وهو ما قد يدفع زاكيروني لمنح فرصة لوجه جديد يلعب بدلاً من الحمادي إن لم يكن منذ البداية، على الأقل في الشوط الثاني، أما محمد عبدالرحمن أو إسماعيل مطر فالمتوقع أن يكون لهما أدوار أكبر، لأن زاكيروني يبحث عن «أصحاب المهارة»، ليكونوا «كلمة السر»، في أداء المنتخب أمام قيرغيزستان اليوم، نظراً لما يتمتع به الأخير من قدرات فنية وبدنية هائلة، تتطلب ضرورة استغلال كافة الأسلحة، سعياً للحسم المبكر، حيث لا وقت للتعويض، ويحتاج «الأبيض» إلى إنهاء المنافسة وخطف بطاقة الصعود إلى ربع النهائي، خلال 90 دقيقة، دون الانتظار إلى ركلات الترجيح، وذلك لأن المنافس قد يلجأ إلى غلق المناطق الخلفية ويؤدي بطريقة دفاعية معتمداً على المرتدات. السرعة تمنح «الأبيض» 75% من أهدافه يملك منتخبنا الكثير من نقاط التفوق التي تمنحه أفضلية في مواجهة قيرغيزستان، أولها قدرته الواضحة على امتلاك الكرة، بمتوسط بلغ 65%، وهو ما لجأ إليه منتخب كوريا الجنوبية، ليتغلب على المنافس ذاته في الدور الأول، ويجب أن يتحول هذا الاستحواذ إلى تكتيك هجومي إيجابي؛ لأن «الأبيض» قادر على فعل ذلك، حيث إن متوسط دقة تمريره في نصف ملعب منافسيه، تجاوز نسبة 68%، وبدا واضحاً أن المنتخب لا يزال يملك قوة كبيرة في العمق الهجومي، وهو ما أسفر عن تسجيل نصف أهدافه في الدور الأول، وظهر ذلك واضحاً في مواجهة الهند. كما أن السرعة في الانتقال من حالة الدفاع إلى الهجوم، هي الحل الأمثل والأفضل لـ«الأبيض»، من أجل بلوغ شباك منافسيه، إذ أحرز 75% من أهدافه بواسطة هذا الأسلوب، كما سجل من هجمتين مرتدتين. وتشير الإحصائيات البدنية إلى أن لاعبينا، تفوقوا إجمالاً على منافسيهم فيما يتعلق بالثنائيات والالتحامات، بنسب تقترب من 55%، كما يجيد «الأبيض» تمرير الكرة بدقة عالية، بلغت في المتوسط 80%، وإذا تمكن لاعبونا من تنفيذ الضغط المتواصل على المنافس وتمرير الكرات الدقيقة في الثلث الأخير من الملعب، سيكون لهم الغلبة. ومن خلال متابعة أداء منتخب قيرغيزستان في مباريات الدور الأول، سيعتمد «الصقور» غالباً على التأمين الدفاعي وعدم المجازفة بالهجوم، مثلما فعل أمام الصين في بداية مسيرته في البطولة الحالية، وتكشف الإحصائيات الفنية عن متوسط نسبة استحواذه على الكرة، التي بلغت 40%، وكانت في أفضل حالاتها أمام الصين والفلبين بـ46%، مقابل التراجع الكبير أمام «النمور المحاربة» بـ29%، ولا يملك «الصقور» أفضلية فيما يتعلق بالالتحامات أو الثنائيات الهوائية، بعكس «الأبيض»، حيث بلغت نسبة نجاح المنافس بين 36% و40% على الترتيب، وهو ما يمنح منتخبنا نقطة تفوق هامة، وبرغم التوازن التكتيكي الذي يظهر على جبهات قيرغيزستان الهجومية، خاصة من خلال إنتاج الأهداف، إلا أن مباريات الدور الأول كشفت عن اعتماد «الصقور» الأكبر على التمريرات العرضية عبر الأطراف، بإجمالي 53 كرة عرضية، بمعدل 17 كرة كل مباراة! هاشيك: احذروا العرضيات أكد التشيكي إيفان هاشيك، مدرب الفجيرة الحالي، ومنتخب التشيك الأسبق، أن «الأبيض» مطالب بالقتال بقوة في لقاء اليوم، نظراً لقوة قيرغيزستان الذي ينتمي إلى المدرسة الروسية، وتعتمد على قوة الالتحامات وإجادة الكرات العرضية والهجمات المرتدة والانطلاقات من الأطراف بالنسبة للاعبيه. ولفت هاشيك إلى أن «الأبيض» لا بديل أمامه عن إنهاء المباراة خلال الـ90 دقيقة، عبر استغلال ضعف الخبرات الدولية لمنتخب قيرغيزستان الوافد الجديد للبطولة، والذي يلعب على المستوى الدولي الأول في آسيا للمرة الأولى في تاريخه، بينما يصب عنصر ارتفاع المستوى الدولي ووفرة الخبرات الدولية والقارية، في مصلحة لاعبي منتخب الإمارات، بوجود لاعبين بحجم وقيمة علي مبخوت وأحمد خليل وإسماعيل مطر وإسماعيل الحمادي والحارس خالد عيسى وإسماعيل أحمد وماجد حسن، وقال: تلك الأسماء تشكل عنصر الخبرة في أداء المنتخب، ويجب أن يكون لها دور في التعامل بذكاء مع منتخب بلا خبرة، ولكنه يملك طموحاً وروحاً قتالية وقدرات فنية جيدة على المستوى الفردي، لكن بالضغط العالي على لاعبيه من وسط الملعب، يمكن دفعهم لارتكاب الأخطاء ومن ثم الانقضاض عليها من مبخوت وخلفان والقادمين من الخلف في تشكيلة المنتخب الوطني. وأضاف: المباراة صعبة للغاية على «الأبيض»؛ لأنه يلعب تحت ضغط، أنه صاحب الأرض والجمهور، والساعي للوصول إلى النهائي والمطلوب منه المنافسة على اللقب، في بطولة تشهد مشاركة كل القوى الكبرى في آسيا، خاصة منتخبات قدمت أداءً مبهراً حتى الآن، مثل إيران واليابان والأردن وكوريا الجنوبية، والسعودية، ما يعني ضرورة أن يكون «الأبيض» في قمة الجهازية في مرحلة خروج المغلوب، حيث لا مجال للتعويض. وحذر هاشيك لاعبي منتخبنا من التهاون مع قدرات المنافس، مشيراً إلى أن الضيف قد يلجأ للتراجع للخلف واللعب بخوف هجومي بهدف إنهاك «الأبيض» وزيادة الضغوط على لاعبيه، ومن ثم يسعى لخطف هدف يربك الحسابات، وهو ما يحتاج إلى خط دفاع يقظ طوال الـ90 دقيقة، ولاعبي وسط مقاتلين، حيث إن الكرة المنتمية للمدرسة الروسية، عادة ما تمارس هذا النوع من الخطط التي تعتمد على الدهاء التكتيكي والمناورة بتراجع لاعبي الهجوم لتشكيل حائط صد من الوسط والانطلاق بسرعة خاطفة للتسجيل. سهيل: نحتاج إلى مساندة أقوى من الجمهور وصف الدكتور حسن سهيل مشرف منتخبنا الوطني المباراة بـ «المفصلية»؛ لأن الفائز تكون الفرصة سانحة أمامه لمواصلة المشوار في البطولة، متوقعاً أن تأتي المواجهة صعبة، في ظل حرص كل منتخب على تقديم أفضل ما لديه، لتحقيق الفوز، وتأمين بطاقة العبور إلى الدور المقبل. ودعا حسن سهيل جماهير كرة القدم الإماراتية لمواصلة وقفتها القوية خلف المنتخب الوطني، مثمناً ما قدمته الجماهير من دعم كبير ومساندة لافتة في المباريات الثلاث السابقة، معتبراً مواجهة قيرغيزستان محطة مهمة في مشوار «الأبيض»، ويحتاج فيها إلى دعم أكبر ومساندة أقوى تحفز اللاعبين أكثر وتشحذ هممهم، لبذل المزيد من الجهد لحسم اللقاء وضمان التأهل، متمنياً أن تتوافد الجماهير بكثافة إلى استاد مدينة زايد الرياضية من أجل دعم المنتخب. وطمأن مشرف منتخبنا الوطني الأسرة الرياضية على أوضاع المنتخب قبل اللقاء، مبيناً أن «الأبيض» يعيش أجواء رائعة يسودها الانضباط، ويغلب عليها روح الحماس، مشيراً إلى أن اللاعبين يتمتعون بروح معنوية عالية وإصرار كبير على بلوغ الدور المقبل من البطولة، وأنهم جميعاً حريصون على إسعاد الجماهير بالفوز على قيرغيزستان والتأهل على حسابه، مضيفاً أن «الأبيض» يخطط للمضي بعيداً في البطولة.

مشاركة :