أكد الإيطالي ألبرتو زاكيروني مدرب منتخبنا الوطني، أن مباراة اليوم ستشهد أداء أفضل بالنسبة للاعبي «الأبيض»، من حيث الروح القتالية واللعب برغبة كبيرة في الفوز، خصوصاً بعد بلوغ مرحلة الأدوار الإقصائية، في مواجهة وصفها بالصعبة، أمام منافس بحجم المنتخب قيرغيزستان. وعن البطولة والمطلوب من «الأبيض» خلال لقاء اليوم، قال: «أعلم أن الكل ينتظر الأداء بجانب النتيجة، هذا أيضاً ما نفعله، لكننا واجهنا منتخبات فرضت أمامنا أسلوباً دفاعياً، ولم تجارِنا من حيث السيطرة الهجومية، بل دانت لنا السيطرة والاستحواذ على الكرة، وكنا الأكثر خلقاً للفرص وأيضاً الأكثر إضاعة لها، بينما المنتخبات التي واجهتنا لعبت بطريقة دفاع المنطقة معتمدة على الهجمات المرتدة». وأضاف: «جئت إلى الإمارات بدوافع كبيرة في تحقيق إنجاز لهذا الجيل، لقد تعاقدت مع اتحاد الكرة لهدف واحد فقط، وهو الفوز بلقب كأس آسيا مع المنتخب، والجميع يعمل لهذا الهدف بالتأكيد، نعم مرت على الفريق محطات صعبة وإصابات وغيابات، لكن مازال المنتخب في صلب المنافسة ومازالت لديه القدرة على الحسم والسير بعيداً في البطولة، لذلك نمتلك الثقة والطموح، كما أتمنى أن نرى الجماهير تملأ المدرجات لتقدم الدعم للاعبين في تلك المرحلة التي تتطلب دوراً كبيراً من اللاعب رقم 1 في المدرجات». وتابع: «سعيد بالتأهل لدور الـ16، وصلنا لمرحلة مهمة وهي مرحلة خروج المغلوب، وسنلتقي اليوم منتخب قيرغيزستان الذي يغلب عليه الطابع الروسي في الأداء.. والكل يعرف كيف تطورت الكرة الروسية، وقد صعد بعدما واحتل المركز الثالث في دور المجموعات، وأرى أن الفريق القيرغيزي تطور في الفترة الأخيرة من مباراة إلى أخرى، لقد رصدنا نقاط القوة والضعف، ونقلتها للاعبين خلال المحاضرات الفنية والنظرية والعملية، نحن نعلم كيف نواجه هذا المنتخب، لكن علينا أن نلعب بتركيز شديد، خصوصاً في منطقة المناورات بوسط الملعب». وأشار زاكيروني إلى أن المراحل الإقصائية من البطولة، تعتبر بمثابة نهائيات بالنسبة للمنتخب، وقال: «كل مباراة سندخلها، هي مباراة نهائية بالنسبة لنا، وعلى الجماهير أن تدرك ذلك، نحن نحترم المنافسين ونعلم أن الفرص متساوية أمام منتخب يمتلك لاعبين مميزين، حتى ولو كانت هذه هي مشاركته الأولى، فيكفي وصوله لدور الـ16، لذلك ستكون مباراة صعبة لكن لدي ثقة في جميع اللاعبين، ونحن جاهزون للمباراة المهمة مساء اليوم». ولفت مدرب «الأبيض» إلى أن المنتخب استفاد مؤخراً من تعافي جميع اللاعبين ودخولهم للتدريبات الجماعية واسترجاع الفورمة الفنية والبدنية للجميع، باستثناء سيف راشد، الذي بدأ في التعافي والمشاركة في التدريبات الجماعية ولكنه سيكون أكثر جاهزية للمباراة المقبلة وليس هذه المباراة، وجميع اللاعبين باتوا الآن جاهزين للتحدي بحسب قوله، وأضاف: «لاحظت تركيزاً عالياً من جميع اللاعبين في التدريبات الأخيرة، أرى الرغبة في الزحف نحو النهائي في عيون اللاعبين، وسيكون الأداء بروح قتالية عالية، تلك الرغبة وهذا الانسجام وهو شيء إيجابي، المباراة مساء اليوم ستكون مختلفة تماماً عن المباريات السابقة، وكل مباراة لها طبيعتها الخاصة، درسنا المنتخب القيرغيزي، ومن المؤكد أننا سنجري بعض التغييرات على النواحي الفنية والخططية طبقاً لطبيعة المباراة، التي تفرض علينا ضرورة إجراء بعض التغييرات». وعما إذا كان سيتخلى عن التحفظ الدفاعي، الذي سيطر على الأداء في المباريات التي خاضها الفريق بمجموعته في الدور الأول، قال زاكيروني: «كل المنتخبات التي تلعب في هذا المستوى العالي والبطولات الكبيرة مثل كأس آسيا تلعب بتوازن بين الدفاع والهجوم، أنا لست مدرباً دفاعياً أو ألعب بتحفظ، لابد أن نلاحظ أننا في مباريات الدور الأول هاجمنا بنحو 6 أو 7 لاعبين مع الاستحواذ على الكرة، والسيطرة على منطقة المناورات، هذا لا يعني أنه علينا اللعب بـ4 مهاجمين أو رؤوس حربة حتى يرى الناس أننا نلعب كرة هجومية، المهم أن نتواجد بكثرة عددية في الخطوط الخلفية للمنافسين وهذا ما فعلناه». وأضاف: «لدينا العديد من اللاعبين المتميزين، سواء في التشكيلة الأساسية أو الاحتياطيين، حيث يصنع البدلاء الفارق في المباريات عند إقحامهم في الشوط الثاني، مثلما كان واضحاً في مبارياتنا الماضية، نقدم أداء جيداً رغم التحفظ الدفاعي، الذي سيطر على أداء معظم الفرق التي واجهناها في الفترة الماضية، والتي تعتمد على المرتدات». وعن الضغوط التي يواجهها في البطولة الحالية، وعما إذا كانت تختلف عن الضغوط التي واجهها عندما خسر مع المنتخب الياباني في المباراة الأولى بكأس آسيا 2011 ثم فاز باللقب في نهاية البطولة، قال زاكيروني: «أتيت من إحدى أهم بطولات الدوري الكبيرة في العالم وهو الدوري الإيطالي الذي يحفل بالعديد من الضغوط إعلامياً وجماهيرياً، كلنا متفقون على ضرورة تطوير السرعة ومستوى الأداء من مباراة لأخرى، والملاحظ هو تحرر اللاعبين من الضغوط بعد التأهل للدور الثاني ولديهم التركيز والإصرار على إحراز اللقب وإسعاد الجماهير». وأضاف: «درسنا منتخب قيرغيزستان جيداً، ونعرف نقاط القوة والضعف في أداء المنافس، الشيء الوحيد الذي تفوق منافسونا فيه علينا هو الهجمات المرتدة، ولكنهم جميعاً اعتمدوا على الدفاع والتحفظ مع الاعتماد على المرتدات، الدليل على هذا كان واضحاً في المباراة أمام تايلاند». وعن اللاعب سيف راشد وما إذا كان جاهزاً للمشاركة الآن بعد الإصابة التي عانى منها مؤخراً، قال زاكيروني: «سيف راشد تدرب في آخر يومين أو ثلاثة أيام، ونشكر الجهاز الطبي على تجهيزه، والتدريب الأخير للفريق اليوم سيحسم موقفه من المشاركة في المباراة». وحول استفادة «الأبيض» من تنظيم البطولة في الإمارات، وما إذا كان ذلك لصالح الفريق في المباراة علماً أن الفريقين تأهلا للدور الثاني بعد تحقيق فوز واحد فقط كما كان التعادل للمنتخب الإماراتي مع نظيره البحريني بضربة جزاء في المباراة الافتتاحية، قال: «خلال المباريات الثلاث التي خاضها فريقي، سجلنا أربعة أهداف، ونسعى لتطوير مستوى وسرعة الأداء دائماً، ومنتخب قيرغيزستان فريق قوي وإقامة البطولة على أرضنا قد يمنحنا بعض الحافز والأفضلية، ونسعى لاستغلال هذا وتحقيق الفوز، ونتمنى أن نستغل سلاح الأرض والجمهور لصالحنا».