تحول الحلم الجميل إلى سراب جثم على صدور عشاق «النشامى»، بعد أن خرج المنتخب الأردني من دور الستة عشر لكأس آسيا بركلات الجزاء الترجيحية على يد «التنين الذهبي» الفيتنامي، الذي تأهل بصعوبة بالغة من دور المجموعات، لكن عرف يوم أمس كيف يضحك أخيراً وكثيراً. لم يكن المنتخب الأردني في يومه أبداً، رغم أنه تقدم بهدف جميل قبل أن ينتهي الشوط الأول، لكن الفريق الفيتنامي عرف كيف يعود سريعاً إلى المباراة، فلم يتأخر في إعادة المباراة إلى حيث بدأت، مستغلاً فورته الهجومية وفرصه الكثيرة التي لاحت له، وكانت كافية لكي يحسم المباراة في زمنها الأصلي بدون اللجوء إلى شوطين إضافيين أو حتى ركلات الحظ. خسر منتخب «النشامى»، لأنه لم يكن الأفضل في المباراة.. دموع الحزن حلت هذه المرة بدلاً من دموع الفرح، لأن المنتخب الأردني افتقد إلى مقومات الفوز، فحزم حقائبه عائداً من أول مباراة في الأدوار الإقصائية، رغم أنه كان أول منتخب يتأهل إلى دور الستة عشر، لكن شتان بين الصورتين والحالتين. أمس، ترك «النشامى» الكلمة للفيتناميين الذي سيطروا على وسط الملعب، وفرضوا أسلوب لعبهم ولم يسمحوا للمنتخب الأردني، كي يفرض ما يريد على أرض الملعب.. غابت روح «النشامى» وإرادة الفوز.. غاب التركيز الذهني وهدوء الأعصاب والأداء الجماعي والحلول الفردية، غابت اللياقة البدنية التي لم تمكن اللاعبين من تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة، وحل عوضاً عن ذلك التوتر والقلق والخوف والارتجال من اللاعبين في صناعة الهجمات، بعد أن فشل المدرب فيتال في قراءة أوراق الخصم. ربما لم يكن الكثيرون يتوقعون من «النشامى» الوصول إلى أبعد من هذا الدور قبل أن تبدأ المنافسات، لكن الحال اختلف بعد دخول اللاعبين أجواء البطولة، وانتزاع بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة الثانية. اللاعبون لم يكونوا في يومهم أبداً، وليس من مبرر لذلك التوتر والخوف الذي سيطر على الوجوه، وربما كان الإعداد النفسي في هذه الحالة في غير مكانه، وليس من مبرر لحالة «التوهان» التي حدثت خلال المباراة. كان بالإمكان أفضل مما كان.. هذا لسان حال الأردنيين ومتابعي البطولة، وهم يودعون منتخب «النشامى»، الذي كان على موعد مع كتابة تاريخ جديد له، لكن قدر الله وما شاء فعل، ولتكن هذه المشاركة بمثابة محطة إعداد لتصفيات كأس العالم المقبلة، وصفحة جديدة تفتح للمنتخب الأردني لعله يستعيد مكانه.
مشاركة :