ناشد وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، في ختام القمة الاقتصادية العربية التي انعقدت، الأحد، في بيروت، المجتمع الدولي لتشجيع النازحين السوريين على العودة إلى ديارهم. وقال باسيل في بيان "إزاء استفحال أزمة النزوح واللجوء السوري علاوة على استمرار وتفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين المزمنة، ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء ووضع كل الإمكانيات المتاحة لإيجاد الحلول الجذرية والناجعة". كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى "مضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المواتية لعودة النازحين واللاجئين إلى أوطانهم بما ينسجم مع الشرعية الدولية ذات الصلة ويكفل احترام سيادة الدولة المضيفة وقوانينها النافذة". وانطلقت، الأحد، أعمال الدورة الرابعة من القمة العربية الاقتصادية التي تستضيفها بيروت، وسط غياب كبير في التمثيل على مستوى القادة العرب من رؤساء وأمراء وملوك، باستثناء الرئيس الموريتاني، وأمير قطر. واعتذر عدد من الرؤساء في الأيام الأخيرة عن الحضور من دون تقديم أسباب واضحة، آخرهم الرئيسان التونسي والصومالي. وفي كلمته الافتتاحية، رحب الرئيس اللبناني، ميشال عون، بالمشاركين. وقال: "زلزال حروب متنقلة ضرب منطقتنا والخسائر فادحة ولسنا اليوم هنا لمناقشة أسباب الحروب والمتسببين بها إنما لمعالجة نتائجها المدمرة على الاقتصاد في بلداننا". كما أكد أن لبنان دفع ثمناً غالياً جراء الحروب والإرهاب، ويتحمل منذ سنوات العبء الأكبر لنزوح الأشقاء السوريين والإخوة الفلسطينيين، كما أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر بعدوانه وعدم احترامه القرارات الدولية. وناشد المجتمع الدولي المساهمة والعمل لتأمين عودة النازحين السوريين، من دون ربطها بالحل السياسي في سوريا. مصرف عربي لمساعدة المتضررين إلى ذلك، أوضح أن لبنان يعمل على طرح حلول لأزمة النازحين السوريين في مشروع البيان الختامي للقمة. وأضاف: "أتقدم بمبادرة ترمي إلى اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية ووضع آليات فعالة وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولّى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضرّرة على تجاوز محنها". وتابع: "أدعو جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لمناقشة وبلورة آليات فعالة تتماشى مع التحديات التي تواجهنا ومتطلبات إعادة الإعمار". إلى ذلك، أسف عون لعدم حضور الرؤساء، وقال: "ألتمس العذر للرؤساء والقيادات التي لم تتمكن من الحضور إلى القمة". واكتمل السبت وصول وزراء الخارجية والاقتصاد العرب، الذين أعدوا مشاريع قرارات تتعلق بـتسعة وعشرين بنداً على جدول الأعمال، أبرزها دعم الاستثمارات في الدول المضيفة للاجئين السوريين. ولعل الأبرز في تلك القمة، كان إلى جانب غياب القادة العرب، الجدل الذي رافق الإعداد لها لجهة دعوة سوريا. كما شغل ملف عودة اللاجئين السوريين، اجتماعات سابقة عقدت تحضيراً للقمة، وسط انقسامات بين الدول المعنية حول صياغة بنود تلك المبادرة المتعلقة باللاجئين، لاسيما لجهة التشجيع على العودة الطوعية إلى المناطق التي توقف فيها القتال.
مشاركة :