كنوز مهدرة.. كهوف حمام فرعون الأثرية بأرض الفيروز أسيرة الإهمال

  • 1/21/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمتلك أرض الفيروز خاصة جنوب سيناء كنوزا سياحية لا تعد ولا تحصى ، خاصة أماكن السياحة العلاجية والترفيهية، وعلى الرغم من انعقاد مؤتمر للسياحة العلاجية منذ عامين للنهوض بها مازالت أهم المزارات السياحية العلاجية قيد الإهمال والتجاهل ، أبرزها كهوف حمام فرعون الى تتميز بعيون المياه الكبريتية وكهوف السونا الطبيعة والمياه الساخنة.بقول الطالب ناصر سلامة صباح من قبيلة العليقات برأس سدر أنه لابد من استغلال منطقة حمام فرعون فى الاستشفاء وعلاج الأمراض مشيرا الى ان المكان مهمل ويعانى غياب الخدمات والمرافق ولا توجد به اية كافيتريات ودورات مياه كما أن المكان أخذته شركة مصر سيناء للسياحة ولم تفعل شيء به.وأضاف محمد محمود من أبناء المنطقة ان حمام فرعون مملوك لهيئة التنمية السياحية طبقا لقرار جمهوري بالإضافة لاشتراك هيئة الآثار فى الولاية عليه نتيجة وجود آثار وحفريات به.وقال أسامة صالح الباحث الأثري بجنوب سيناء، إن منطقة كهوف حمام فرعون تقع على الشاطئ الشرقي لخليج السويس بالقرب من حمام فرعون(عين المياه الكبريتية) في إحدى أجزاء جبل حمام فرعون ، وتبعد عن مدينة رأس سدر حوالى ( 55 كيلو متر) ويبلغ عددها أربعة كهوف، وقد تم الكشف عن أول هذه الكهوف عام 2004م وفى عام 2008م تم الكشف عن باقي الكهوف أثناء قيام منطقة اثار جنوب سيناء بأعمال الحفائر الأثرية موسم 2007/ 2008م ،وتم اخضاع المنطقة للآثار بقرار وزير الثقافة رقم 43 لسنة2009م.وأشار صالح إلى أنه تمت دراسة وتوثيق النقوش والرسوم الموجودة بالكهوف من قبل بعثة جامعة ليدن الهولندية بالاشتراك مع المجلس الأعلى للأثار في عام 2009 وذلك لتحديد طبيعة تلك النقوش وتحديد أنسب الطرق للحفاظ عليها وحمايتها من التلف.واوضح صالح ان تلك الكهوف عبارة عن تجاويف تم حفرها في باطن الجبل و تختلف مساحاتها من كهف لآخر، وتحتوي جميع الكهوف على كتابات يونانية قديمة بالمداد (الألوان) الأحمر والأسود والأصفر، كما تحتوى على رسومات لرهبان وقديسين ورسوم صلبان ، ولعل أهم هذه الكهوف هو الكهف المكتشف في عام 2004 والذى يحتوى على رسوم لثلاثة قديسين في وضعية الوقوف بهيئة كاملة ونقشت أسمائهم أعلى الرؤوس باللغة اليونانية القديمة بالإضافة الى رسوم لصلبان على جانبي كل قديس . وأضاف أن تلك الكهوف ترجع الى الفترة فيما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين وهى الفترة التي شهدت انتشار وازدهار حركة الرهبنة في صحارى وجبال مصر، واتخاذ تلك الأماكن كملاذ آمن هربًا من الاضطهاد الروماني تارة والخلافات المذهبية تارة أخرى .وتتجلى براعة الرهبان والقديسين الأوائل في اختيارهم لهذا الموقع تحديدًا لإقامة تلك الكهوف حيث يصل خليج السويس فيها الى أقل اتساع له وهو حوالى 17كم بينما اتساعه في باقي المناطق حوالى 25 كم مما يؤكد أن هذه المنطقة كانت نقطة عبور من الصحراء الشرقية الى سيناء لاسيما وأن الصحراء الشرقية كانت عامرة بالرهبان كما أن موقع كهوف حمام فرعون يقابله تمامًا في الجهة الغربية دير الأنبا أنطونيوس ، ومن المرجح ارتباط تلك الكهوف بشكل كبير بأهم مناطق الرهبنة في سيناء ألا وهى منطقة سانت كاترين والتي كانت مقصدًا للعديد من المتوحدين والنساك الأوائل .واوضح صالح انه لابد أن نفرق بين تلك الكهوف الاثرية وبين المزار السياحي المعروف باسم كهف حمام فرعون والمجاور لتلك الكهوف مباشرة ، وهو عباره عن عين للمياه الكبريتية الغنية بعنصر الكبريت وعناصر معدنية أخرى متحللة ومذابة في المياه الجوفية التي تنبع من الجبل أسفل الحمام لتصب مياهها الكبريتية الساخنة في خليج السويس ، وتشير دراسات الجيولوجيا الحرارية الى أن حمام فرعون، هو الأكثر سخونة بين العيون والينابيع والآبار الساخنة البالغ عددها 1450 عينًا وينبوعًا وبئرًا في مصر حيث تبلغ درجة حرارة المياه حوالى 92 درجة مئوية ، كما أن المياه المتدفقة من حمام فرعون تعد الأغنى في عناصرها المعدنية من الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والسيلكون والأملاح المذابة من أي عيون أخرى في مصر.وبالتالي فنحن أمام منطقة تشتمل على نوعين مهمين من أنواع السياحة وهما السياحة العلاجية والأثرية متمثلة في وجود الكهوف البيزنطية والسياحة العلاجية متمثلة في عين المياه الكبريتية او ما يعرف بكهف حمام فرعون .ومن الممكن استغلال المنطقة والكهوف المسيحية الموجودة بها للترويج للسياحة الدينية لاسيما بعد ادراج مسار العائلة المقدسة في مصر ضمن مراحل الحج المسيحي لتكون تلك الكهوف ضمن المزارات الدينية باعتبارها أماكن مقدسة ومباركة لدى المسيحيين. وطالب أن تتضافر جهود كافة الجهات المعنية لتطوير تلك المنطقة بما يضعها على خريطة السياحة المصرية لتمثل عامل جذب للسياحة الأثرية ، الدينية والعلاجية.وقد طالب عدد كبير من ابناء جنوب سيناء باستغلال منطقة حمام فرعون لما تحويه من كنوز في السياحة العلاجية بالإضافة للقيمة الأثرية التاريخية.

مشاركة :