وزيرة خارجية الهند في يوم أفريقيا: أول مرة نخصص ذلك لقارة بأكملها

  • 1/21/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قالت سوشما سواراج، وزير الشئون الخارجية الهندي، خلال فعالية «يوم أفريقيا» التي عقدت على هامش قمة «جوجرات النابضة بالحياة» 2019، إنها المرة الأولى التي نخصص فيها يوما لقارة بأكلمها.وجاء في كلمتها: «إن هذا اليوم الذي يمثل حقًا مناسبة تاريخية، نقوم بتنظيم فعالية "يوم أفريقيا" للمرة الأولى خلال قمة "جوجرات النابضة بالحياة". وتعد تلك هي المرة الأولى التي نخصص فيها يومًا لقارة بأكملها، فيما يمثل إقرارًا واضحًا بالأهمية المتزايدة التي نوليها لمكانة الاقتصادات الأفريقية على خريطة التنمية والنمو للعالم المعاصر».وتابعت: «وإنه ليسعدني بشكل خاص أن يتم الاحتفال بهذا اليوم التاريخي على أرض جوجرات. وكما أن جوجرات هي الولاية التي منحتنا مهانداس غاندي، فإن إفريقيا هي القارة التي منحت الهند المهاتما. كما تكمن أهمية هذه الفعالية في كونها تعقد في الذكرى المائة والخمسين لميلاد غاندي والذكرى المائة للزعيم الأفريقي البارز نلسون ماندلا».وأضافت: «ومن ثم، فإنه يشرفني أن أتحدث في هذه المناسبة الخاصة للغاية أمام هذا الجمع الموقر. لطالما ارتبطت الهند بأواصر خاصة مع الشعب الإفريقي وقدمت الدعم لتحريرها من ربقة الاستعمار والتمييز العنصري، وكما قال نيلسون مانديلا نفسه: «لم يكن من الممكن أن نتحدث اليوم عن الانتصار ما لم تكن بقية دول العالم قد حذت حذو جمهورية الهند اليافعة».وأوضحت: «لقد ألهمت حركة الوحدة الأفريقية الآباء المؤسسين لأفريقيا فأدت إلى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية ومنظمة الاتحاد الأفريقي التي خلفتها».وتابعت: «وتطور الأمر إلى مستوى جديد بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهي الاتفاقية التاريخية التي تم توقيعها في مارس من العام الماضي لتحقيق التكامل الاقتصادي لأفريقيا، بما يتماشى مع وثيقة رؤية أجندة 2063. إننا ننظر إلى شراكتنا الواسعة مع الدول الأفريقية من منظور خبرتنا. عندما حصلنا على استقلالنا، وجدنا أن المساعدات الخارجية كانت تأتي مصحوبة بشروط، سواء أكانت هذه الشروط معلنة أو ضمنية، مع توصيات من شأنها أن تحد من سيادتنا الوطنية واستقلالنا».واكدت: «وحيث أن أفريقيا تسعي إلى تحقيق التنمية من خلال مشروعات ذاتية تديرها وتمتلكها بنفسها، فإننا عازمون على تأسيس شراكتنا على أسس المساواة والاحترام المتبادل والاستفادة المتبادلة. إننا نفخر بنموذج التعاون القائم بيننا وبين أفريقيا، وهو النموذج الذي يقوم على الطلب والتشاور والمشاركة، ويستخدم الموارد المحلية، ويعمل على بناء القدرات، ويقوم على تحديد القارة الأفريقية أولويات احتياجاتها».وقالت: «لقد أعلن رئيس الوزراء مودي أن أفريقيا على رأس قائمة الأولويات في سياستنا الخارجية والاقتصادية. وخلال زيارته إلى أوغندا، حدد سياستنا تجاه أفريقيا في 10 محاور رئيسية فقال إن شراكتنا التنموية سوف تسترشد بالأولويات الأفريقية. وسوف تعمل على تحرير الإمكانات الأفريقية ولا تحد من آفاق مستقبل القارة الأفريقية».وتابعت: «خلال السنوات الأربعة الماضية، شهدت العلاقات العريقة التي تربط بيننا وبين أفريقيا نموًا وازدهارًا. كما شهدت علاقاتنا السياسية مع أفريقيا طفرة غير مسبوقة حيث بلغ عدد الزيارات التي قام بها كل من الرئيس أو نائب الرئيس أو رئيس الوزراء إلى الدول الأفريقية 29 زيارة، فضلًا عن العديد من الزيارات الوزارية».وأضافت: «اسمحوا لي أن أضيف أن هناك زيارات قد تمت من كلا الجانبين بالإضافة إلى زيارة 41 من رؤساء الدول/رؤساء الحكومات الذين شاركوا في المنتدى الثالث، فقد استضفنا أكثر من 35 زعيم من أفريقيا شاركوا في مختلف الفعاليات التي عقدت في السنوات الأربع الماضية، بالإضافة إلى زيارات على المستوى الوزاري».وأوضحت: «ونظرا للتعاون غير المسبوق مع أفريقيا، فقد اتخذ مجلس وزراء الحكومة الاتحادية في الهند قرارًا بفتح 18 سفارة ومفوضية عليا جديدة في إفريقيا في السنوات القليلة المقبلة، مما سيؤدي إلى وصول عدد البعثات الدبلوماسية الهندية في إفريقيا إلى 47 بعثة. الأول وقد تم بالفعل افتتاح أولى هذه البعثات في رواندا في العام الماضي».وتابعت: «أيها الأصدقاء، لقد برزت أفريقيا كشريك تجاري واستثماري هام. وبلغ حجم التجارة الثنائية بين الهند وأفريقيا 62.66 مليار دولار أمريكي في الفترة 2017 - 2018، وهو ما يعكس زيادة بنسبة 22٪ تقريبًا مقارنة بالعام السابق. وتحتل الهند المرتبة الثالثة كأكبر وجهة تصدير بالنسبة لأفريقيا».وأكدت: «ونحن سعداء لأن برنامج التفضيل بالإعفاء من الرسوم الجمركية الذي أعلنته الهند لصالح أقل البلدان نموًا أفادت الدول الأفريقية وساهمت في زيادة ثابتة في أرقام التجارة من خلال توسيع نطاق الوصول إلى الرسوم الجمركية إلى 98.2٪ من إجمالي التعريفات في الهند. وتتمتع 38 دولة أفريقية الآن بمزايا البرنامج».وأشارت إلى: «ونرى أن التوقيع الذي تم مؤخرًا على اتفاقية إنشاء منطقة للتجارة الحرة في القارة الأفريقية يمثل فرصة أخرى لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع أفريقيا. وفي ظل الآثار الإيجابية "للعائد الديمقراطي"، فقد أصبحت القارة الأفريقية واحدة من أسرع المناطق نموًا في العالم».وأوضحت: «وفي السنوات الأخيرة، كانت هناك زيادة في الاستثمارات الهندية في أفريقيا. وتعد الهند هي خامس أكبر مستثمر في أفريقيا مع حجم استثمارات تراكمية يبلغ 54 مليار دولار أمريكي. وتنمو استثماراتنا باطراد في القارة الأفريقية في عدد من القطاعات».وأضافت: «وتشمل هذه القطاعات ما يلي: الاتصالات، والهيدروكربون، والاستكشاف، والزراعة، والتعليم، وتكرير النفط وتجارة التجزئة، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والكيماويات، والأدوية والمستحضرات الصيدلانية، والسيارات وغيرها. وهناك إمكانات كبيرة للتوسع في علاقاتنا التجارية والاستثمارية بشكل أكبر، لا سيما في مجالات المعادن والتعدين والمواد الكيميائية والمستحضرات الصيدلانية والبنية التحتية ، والتصنيع الذي يقوم على أساس التكنولوجيا المتقدمة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات».وأكدت: «لقد اشتهرت خطوط الائتمان الخاصة بنا، والتي تقدم بشروط مواتية للغاية، وأدت إلى توسيع شراكتنا الإنمائية مع أفريقيا بشكل كبير. ويجري حاليًا تنفيذ 189 مشروعًا في 42 بلدًا أفريقيًا بقيمة 11.4 مليار دولار تقريبًا في إطار خطوط الائتمان الهندية. وقد كان لهذه المشاريع أثر إيجابي في العديد من البلدان الأفريقية، والذي يمثل في تغير حياة سكانها من خلال تغطية مجموعة من القطاعات مثل توليد الطاقة وتوزيعها، والمشاريع المتعلقة بالمياه، وخاصة في المناطق الريفية، والزراعة، والري، والسكك الحديدية، ومصانع السكر، والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات».وتحدثت عن المبادرة الهندية قائلة: «وفي مبادرة جديدة، عرضنا بناء مراكز مؤتمرات المهاتما غاندي في أفريقيا كمنحة مساعدة، في إطار الاحتفال بالذكرى السنوية المائة والخمسين لميلاد غاندي. وقد ركز نهجنا تجاه أفريقيا على مساعدة الأفارقة في تحقيق إمكاناتهم الحقيقية في مختلف المجالات من خلال عدد من برامج بناء القدرات في إطار منح برنامج التعاون الاقتصادي والفني الهندي في أفريقيا والمنح الدراسية الخاصة بمجلس العلاقات الثقافية الهندي وبرامج التدريب الأخرى في إطار قمة الهند وأفريقيا الثالثة».وقالت: «إن ما نقوم به من جهود لبناء القدرات في أفريقيا هو أمر فريد من نوعه، حيث يستفيد منه الآلاف من أبناء القارة الأفريقية. وإنني أشعر بسعادة كبيرة لوجود بعض الطلاب الأفارقة معنا اليوم في الهند وأود أن أرحب بهم ترحيبا خاصا، حيث أنهم يمثلون مستقبل أفريقيا».وأضافت: «وتم التوقيع على اتفاقية في سبتمبر 2018 لتعزيز التعاون مع أفريقيا في قطاع الصحة والتعليم، و ذلك لإرساء شبكة ربط إليكترونية بين الهند وأفريقيا بهدف تقديم خدمات التعليم عن بٌعد والعلاج عن بُعد، وذلك تضع الهند ما توصلت إليه من معرفة وخبرة فنية في خدمة الدول الأفريقية».وتابعت: «وبالنسبة للتعاون على الصعيد الثقافي، شهدت السنوات الأربع الماضية تعاونا استثنائيا في هذا المجال، حيث نظمت الهند مهرجانات ثقافية في 15 دولة أفريقية، منها 12 دولة شهدت إقامة تلك المهرجانات للمرة الأولى. وتشارك الفرق الفنية الأفريقية بصورة منتظمة في الفعاليات الثقافية الهندية الكبرى مثل: مهرجان الحرف اليدوية الهندي سوراجكوند ميلا».وختمت كلمتها بالقول: «أيها الأصدقاء.. إن الإرهاب هو أحد أخطر التحديات التي تواجه السلم والأمن الدوليين، حيث أن هناك العديد من الدول الأفريقية - تماما مثل الهند- من ضحايا الإرهاب. ولذلك، فإن عملية الحفاظ على السلام والأمن، ومكافحة الإرهاب والتطرف هي أحد العناصر الهامة في منظومة التعاون بين الجانبين».

مشاركة :