العين..كنوز أثرية وطبيعية لا تقدر بثمن

  • 1/22/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

العين: راشد النعيمي تزخر مدينة العين برصيد وافر من الوجهات السياحية، والمواقع الأثرية، التي تم تطويرها، والاعتناء بها؛ لتمثل امتداداً لما كانت عليه العين قديماً؛ واحة خضراء حيوية على طريق القوافل الممتدة من الإمارات العربية المتحدة إلى عُمان؛ وهي المركز التراثي لإمارة أبوظبي، وواحدة من أقدم التجمعات البشرية الدائمة، توجت أهميتها؛ بإدراجها ضمن قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي.وتمتلك العين اليوم ست واحات، ومواقع أثرية؛ مثل: «بدع بنت سعود»؛ و«جبل حفيت» و«هيلي»، وجميعها تشهد على سكن البشر المتواصل في هذه المنطقة الصحراوية منذ العصر الحجري الحديث إلى جانب آثارها، التي تعود إلى ثقافات عدة؛ إذ إن بعضها يرجع إلى ما قبل التاريخ؛ وهي تشكل اليوم تراثاً إنسانياً تحت مظلة اليونيسكو، ويأتي اختيار مدينة العين؛ لتميز المواقع الثقافية فيها، وبشكل خاص الأهمية الجيولوجية؛ والأثرية؛ والتاريخية؛ التي تعطيها الكمالية والتنوع، التي يصعب تواجدها في مواقع أخرى من هذا النوع في العالم.تشمل الآثار المذهلة، التي صنّفتها اليونيسكو: القبور الحجرية الدائرية، التي (تعود إلى حوالي 2500 سنة قبل الميلاد)، والأفلاج، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأبنية المصنوعة من الطين؛ ومنها أبنية سكنية إلى جانب أبراج وقصور وأبنية إدارية؛ لتقدم شهادة مهمة عن انتقال الحضارات في المنطقة من الصيد، وجمع الثمار إلى الاستقرار.العين؛ وبفضل التخطيط السليم؛ والنظرة الثاقبة؛ تحولت إلى قبلة سياحية مهمة ومتفردة في المنطقة، تستثمر مواردها بصورة متنامية، وتطلق يوماً بعد آخر مشروعات ووجهات جديدة، وتعكف باستمرار على تطوير ما لديها من كنوز تراثية وأثرية وسياحية؛ لتكون مستقبلاً الوجهة المتكاملة؛ وفق أرقى المقاييس.«الخليج» جالت في وجهات العين؛ للتعريف بتراثها الزاخر؛ وطبيعتها المتفردة؛ من خلال مواقع شهيرة؛ هي غيض من فيض من إمكانات مدينة العين الساحرة. أقدم مسجد شهدت مدينة العين- خلال الأشهر الماضية- اكتشاف أقدم مسجد في المدينة؛ حيث يعمل علماء الآثار بدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي على دراسة الاكتشاف، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1000 عام مضت؛ حيث تم اكتشاف الآثار الإسلامية الجديدة، بالقرب من موقع بناء مسجد الشيخ خليفة في العين؛ وهي تتضمن عدة أفلاج، وثلاثة أبنية على الأقل، والأكثر أهمية هو المسجد، الذي يعود إلى الفترة الذهبية المبكرة من العهد الإسلامي في فترة الخلافة العباسية قبل نحو ألف عام.وتؤكد المكتشفات الجديدة، مدى ثراء تاريخ المنطقة؛ ما يتطلب المزيد من الدراسة والتحليل؛ للتعمق في طبيعة الحياة في كل فترة زمنية؛ حيث كشف خبراء الآثار أن هذه الأبنية- وهي من الطوب- بقايا قلعة صغيرة، إلى جانب اكتشاف العديد من الأبنية الأخرى، وكان سكانها يحصلون على احتياجاتهم من المياه العذبة من أفلاج بنوها بالقرب منها. مدافن حفيت منذ ما يقرب من 5000 سنة، وفي ظل الارتفاع الشاهق لجبل حفيت، الذي يبلغ 1160 متراً، اختار سكان مدينة العين الأوائل المنحدرات الشمالية والشرقية لسلسلة من المدافن لموتاهم. وقد تم العثور على مئات المدافن في هذه المنطقة، إضافة إلى القطع الأثرية، التي توضح الروابط التجارية مع بلاد الرافدين القديمة (العراق)، وإيران ووادي السند (باكستان والهند). كما تم بناء هذه المدافن على مدى 500 سنة بين 3200 و2700 قبل الميلاد؛ حيث تقع أبرزها في مقبرة على طول السفوح الشرقية. كما تم العثور على مدافن أخرى على طول قمم التلال والمرتفعات البارزة المؤدية للشمال من جبل حفيت في اتجاه مدينة العين بحوالي 20 كلم.وتضم كل المدافن المقببة غرفة واحدة على شكل دائري أو بيضوي، يبلغ طولها من مترين إلى ثلاثة أمتار، وهي مصنوعة من صخور محلية كاملة أو مقطعة. وتحاط الغرفة بجدران من حلقة أو حلقتين أو ثلاث حلقات، يبلغ ارتفاعها من ثلاثة إلى أربعة أمتار فوق سطح الأرض. وتنحدر جدران الحلقة إلى الداخل تدريجياً حتى تتلاقى في النهاية؛ لتشكل قبة. ويقطع المدخل الضيق، باتجاه الجنوب، الجدار على مستوى الأرض. قصر المويجعي يمثل «قصر المويجعي»، الذي أشرفت على ترميمه «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، صرحاً وطنياً وتاريخياً مهماً في تاريخ المنطقة، كما شهد هذا القصر مولد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.ويسلّط القصر، الذي تحول إلى متحف ومعرض، الضوء على سمات القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، ومراحل مهمة في تاريخ الإمارات، ومسيرتها نحو الاتحاد والتنمية، ويعد «قصر المويجعي» أحد أهم معالم العين المدرجة على قائمة «اليونيسكو» لمواقع التراث الإنساني العالمي؛ حيث يعكس عراقة وتاريخ الإمارات، وثراء تقاليدها الأصيلة، ودوره كحصن تاريخي في قلب «واحة المويجعي».يعد «قصر المويجعي» أحد أبرز الأماكن السياحية في مدينة العين، وظل لما يقرب من قرن، شاهداً وحافظاً للقيم الإماراتية، وقد شيّد هذا القصر في فترة حكم الشيخ زايد الأول على يد ابنه الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة (1856-1945)، وسكن هذا القصر فيما بعد ابن الشيخ خليفة الأول، الشيخ محمد بن خليفة، وكان هذا المبنى العريق يستخدم ديواناً ومكاناً لتجمع أهالي المنطقة والزوار. مركز زايد لعلوم الصحراء يعد «مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء» صرحاً تعليمياً مهماً؛ وأول مبنى بالإمارات «خمس لآلئ»، إذ يجمع بين المعرفة والتعليم؛ من خلال معارضه التفاعلية؛ والوسائط المتعددة؛ والمواد البصرية، التي أنتجت خصيصاً لهذا المركز، بالاستعانة بخبراء ومتخصصين عالميين في هذا المجال، وتعد الكوادر الوطنية المدربة، التي تم تأهيلها على مدى السنوات الماضية؛ لتقدم تجربة فريدة للزوار، من أهم مكونات هذه التجربة؛ لتكتمل بذلك كافة العناصر لدى الزائر؛ لتمثل فعلاً صورة حقيقية لطبيعة دولة الإمارات العربية المتحدة؛ من خلال المرشدين الثقافيين في المركز.يتكون المركز من 5 معارض تفاعلية: «قاعة تكريم الشيخ زايد»؛ «صحراء أبوظبي عبر الزمن»؛ «عالم أبوظبي الحي»؛ «أهل الصحراء»؛ و«نظرة نحو المستقبل». أثناء التجول، سينتقل الزوار في رحلة عبر الزمن؛ حيث تأخذهم القصص والأفلام إلى ماضي، حاضر، ومستقبل الإمارات، الذي سيكون أكثر إشراقاً، وبذلك سيقوم الزوار بإعادة النظر في علاقتهم مع البيئة، وتشجيعهم على التواصل معها، واعتماد أساليب حياة أكثر استدامة. منتزه العين للحياة البرية منذ إنشائها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه«عام 1968 حتى يومنا الحاضر، الذي أصبحت فيه أكبر حديقة حيوانات على مستوى الشرق الأوسط؛ تقدم الإنجاز الإماراتي بريادة عالمية؛ حيث كانت نشأة حديقة الحيوانات بالعين ضمن توجه بيئي غير مسبوق لمؤسس الدولة رحمه الله في ستينات القرن الماضي، حين كرّست الحديقة جهودها؛ لحماية المها العربي من الانقراض، وتدارك الأخطار، التي تهددها حتى أصبح عدد المها العربي اليوم في الحديقة يفوق ال300؛ بعد أن كانت مجموعة صغيرة تقاوم الفناء، وأكثر من 4000 حيوان معظمها من المهدد بالانقراض تمت المحافظة عليها ضمن برامج إكثار وحماية ذات معايير ومواصفات عالمية.وفي مسيرة متواصلة، وبجهود حثيثة، استطاعت حديقة الحيوانات بالعين أن تكون مركزاً مهماً لبرامج الإكثار وصون الحياة البرية، وحماية التنوع البيولوجي لفصائل متعددة من الحيوانات، وبالتعاون مع مؤسسات وهيئات متخصصة في هذا المجال، كما وسعت توجهاتها؛ لتضم في 2016 أكبر سفاري من صنع الإنسان في العالم.وكشفت حديقة الحيوانات بالعين عن سبعة مشاريع ضخمة، ستقدم تجارب فريدة في مجتمع حدائق الحيوان؛ تضع دولة الإمارات على رأس الخريطة السياحية العالمية والمحلية؛ من خلال مشروع «سفاري الفيلة»، الذي يضم 16 فيلاً إفريقياً، و«معبر الأسود»؛ إذ سيشاهد الزائر الأسود بشكل مباشر وهي تمارس حياتها البرية بحرية تامة. أرض الكوالا وقط الرمال وفي مجال المعارض، تشتمل المشاريع السبعة على معرضين؛ هما: أرض الكوالا؛ وقط الرمال، وتتميز أرض الكوالا الأسترالية بمساحات داخلية وخارجية من المنخفضات والمرتفعات والجسور، مع مراعاة درجة الحرارة في فصلي الصيف والشتاء؛ لضمان توفير البيئة المماثلة لبيئة الكوالا الطبيعية، إضافة إلى متعة مشاهدة إطعام الكوالا والحيوانات الأخرى في المعرض. فيما سيرى الزائر في«معرض قط الرمال» مجموعة نادرة وكبيرة مهددة بالانقراض؛ تشمل توسعة المعرض الحالي، ليصبح 4 معارض؛ تشمل: قطط الرمال والثعالب الفينيقية والحيوانات الليلية؛ مثل القوارض.واستكمالاً لرسالتها في المحافظة على الحياة البرية، وبالنظر إلى ما يتعرض له قط الرمال من تهديد خطر الانقراض والفناء؛ ستنشئ الحديقة في مشاريعها القادمة مركزاً متخصصاً؛ لإكثار هذا النوع من القطط؛ عبر برامج إكثار هذا الحيوان النادر وحمايته. متحف المربعة أحدث متحف في العين؛ هو«متحف قصر المربعة»، ويتبع قسم الموروث الشرطي بإدارة المراسم والعلاقات العامة بقطاع المالية والخدمات بشرطة أبوظبي، ويضم مقتنيات وأدوات عسكرية وأسلحة قديمة لم تعد تستخدم، ومراحل تطور الزي العسكري لشرطة أبوظبي إلى جانب وثائق ومعلومات حول قوى الأمن منذ عام 1956، إضافة إلى مراحل تطور الشرطة على مدى العصور والحضارات القديمة.ويمثل متحف شرطة المربعة حقبة مهمة من حقب تاريخ الشرطة، ويرسخ على مدى عقود ماضية ما حققته شرطة أبوظبي من إنجازات أمنية ومجتمعية عظيمة بالنظرة الحكيمة والثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في اهتمامه بالشرطة؛ من خلال إنشاء مراكز شرطية.وبنيت «قلعة المربعة»في عام 1948 بأمر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال حكمه لمنطقة العين، وقد قام بالإشراف على بنائها المغفور له المهندس محمد بن أحمد البنا، وهي من الطوب الطيني، ومحصنة ومستطيلة الشكل، على شكل برج مربع ضخم يتكون من طابقين؛ حيث تعد موقعاً أساسياً للحماية، وكانت جذوع النخل تمثل عوارض تحمل السقف الأعلى للقلعة، وهي تعبر عن الأصالة فقد اكتسبت القلعة اسمها من شكل البرج، وكانت تعرف في الخمسينات ب«مربعة زايد». واحات العين تقع واحة العين، التي تعد أول مواقع اليونيسكو للتراث العالمي، التي تستقبل الزوار وسط مدينة العين، وعلى مقربة من متحف العين الوطني؛ حيث تضمّ عدداً كبيراً من مزارع النخيل، التي لا يزال معظمها يعمل حتى الآن، وستحيطك ممرّاتها المظلّلة بجو من الانتعاش ينقلك إلى ملاذ هادئ، بعيداً عن الحرارة؛ حيث لا يتناهى إلى مسامعك سوى زقزقة العصافير، وحفيف سعف النخيل.تستخدم هذه الواحة نظام الأفلاج في الري؛ حيث يبلغ عمره حوالي 3000 عام؛ حيث تضمّ واحة العين مجموعة من قنوات المياه المبهرة، التي تضخ الحياة في مزارع النخيل، التي تتوسّط المدينة. تتوزع الواحة على مساحة تزيد على 1200 هكتار (حوالي 3000 فدّان)، وتحتوي على أكثر من 147000 نخلة من أصناف متنوّعة تقارب المئة صنف. وهي أفضل مثال؛ لتعبر كيف نجحت أجيال لا تحصى في الاستفادة من مياه الآبار الجوفيّة؛ للمحافظة على خضرة المدينة الجميلة. نظم تراثية زراعية مهمّة وصُنِّفت هذه الواحة كإحدى النظم التراثية الزراعية المهمّة على الصعيد العالمي، كما نوّهت «الفاو» بالجهود المتواصلة، التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة؛ للمحافظة على البيئة، والتراث وقد تم تطوير الواحة؛ لتقدم تجربة ثقافية غنية للزوار؛ حيث تم بناء المركز البيئي عند مدخل الواحة؛ لتقديم لمحة عامة عن أهمية الموقع في أبوظبي؛ وذلك من خلال سلسلة من المعارض التفاعلية الرائعة؛ حيث يسلط الضوء على التدابير المتخذة؛ للمحافظة على النظم الإيكولوجية. كما يساهم المزارعون في إبهار الزوار؛ من خلال عرض أساليب الزراعة التقليدية. وقد تمّ إنشاء تجربة المركز البيئي المصمم خصيصاً عند مدخل الواحة؛ بحيث يسرد مكونات هذا الموقع المدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي في منطقة العين، وهو يوفر لمحة عامة عن أهمية الموقع في حضارة أبوظبي. كما يسلّط الضوءَ على التدابير، التي يتم اتخاذها للمحافظة على النظام البيئي الدقيق في الواحة؛ عبر سلسلة من المعارض التفاعلية المذهلة والمسلية. كما يُبرز الموقع للزوار المساهمة القيّمة، التي يقدّمها المزارعون في العين؛ عبر عرض متواصل لأساليب الزراعة التقليدية، وعبر تطوير برنامج يستمر على مدار العام، ويحفل بالمهرجانات، والفعاليات والأنشطة التفاعلية. متحف قصر العين يُعدّ«قصر العين»أحد أفضل القلاع المُعاد تأهيلها في إمارة أبوظبي. ويُسلّط المعرض فيه، الضوء على الحياة اليومية في القصر؛ عندما كان يعيش فيه الحاكم المغفور له الشيخ زايد وعائلته قبل عام 1966. يعود تاريخ هذا القصر إلى عام 1937، وتتميّز عمارته بأسلوب بدوي، وقد تمّ تحويله إلى متحف في عام 1998؛ ليكون معلم جذب سياحي وثقافي رئيسي. افتتح المتحف أبوابه للزوّار في عام 2001، ويواصل حتى يومنا هذا الاحتفاء بالتاريخ العريق، الذي يتمتّع به هذا البلد، ويحافظ على روابطه بالحاضر والمستقبل. ويبرز في أنحائه تناقض بين عناصر التصميم الحديثة، والتأثيرات الإماراتية التقليدية. يضمّ المتحف مجموعة واسعة من الساحات، التي يمكن استخدام مرافقها لأغراض رسمية، وخاصّة في مجمّع واحد. تمّ بناء كلّ منطقة من هذه المناطق وإعادة ترميمها؛ باستخدام مواد بناء محلية ومراعية للبيئة، بما في ذلك الطين والرمل والجصّ، فضلاً عن عناصر أشجار النخيل لصنع أسقف الغرف وأبوابها ونوافذها. أمّا القسم الأكثر زيارة في المتحف، فهي الغرفة المُخصّصة لتعليم سكّان القصر القرآن الكريم وأحاديث النبّي محمد -صلى الله عليه وسلّم- المُدوّنة على السقف. قلعة الجاهلي تعد«قلعة الجاهلي» إحدى أكبر القلاع التاريخية، التي بُنيت في نهاية القرن التاسع عشر في مدينة العين في عهد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (1898-1909)، طيب اللَّه ثراه، كرمز للقوة. وكانت مقر الإقامة الصيفي للأسرة الحاكمة. تتكون القلعة الرئيسية من ساحة مربعة الشكل، وبرج دائري من أربعة طوابق.حكم الشيخ زايد بن خليفة، زعيم قبيلة بني ياس، وكبير عائلة آل بوفلاح، إمارة أبوظبي في نهاية القرن التاسع عشر. وخلال فصل الصيف، كان حاكم أبوظبي يترك الساحل برطوبته المرتفعة، متوجهاً إلى مدينة العين؛ حيث الرطوبة المنخفضة والأرض الخصبة والمياه النقية.كان الشيخ زايد بن خليفة يمتلك مزرعة في مدينة العين، وقد أمر بإنشاء«قلعة الجاهلي»كمركز لحكم القبائل، التي عاشت في تلك المنطقة، والإقامة بها في فصل الصيف. بدأ العمل في بناء القلعة عام 1891؛ لكن لم يتم الانتهاء من بنائها حتى عام 1898.بدأت أعمال الترميم الأولية للقلعة عام 1985، ثم تبعها بعد ذلك في عامي 2007 و2008 مشروع ضخم؛ لإعادة تأهيلها. وتم بناء مركز معلومات للزوار، إلى جانب معرض دائم للمستكشف والمصور الفوتوغرافي البريطاني ويلفرد ثيسجر، إضافة إلى معرض مؤقت.وتتكون«قلعة الجاهلي» في الأساس من حصن مربع مرتفع وبرج دائري منفصل يتكون من أربعة طوابق متحدة المركز ترتفع وتضيق على التوالي. هيلي وبدع بنت سعود يقع أكبر مجمع أثري للعصر البرونزي في دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة هيلي بمدينة العين، ويعود تاريخه إلى بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، واستمر حتى بداية الألف الثانية دون انقطاع.وقد ضُمت بعض أجزاء هذا الموقع إلى حديقة آثار هيلي، التي تم تصميمها؛ لتسليط الضوء على الآثار التاريخية؛ وإتاحتها للزوار. ويُعد«مدفن هيلي الكبير»، أكبر المدافن الجماعية في مجمع هيلي الأثري المبنية بأشكال دائرية من الحجر المنحوت، فيما يصل قطره إلى 12 متراً، ويبدو أنه كان على ارتفاع أربعة أمتار عن سطح الأرض. ويحتوي المدفن على أربع غرف داخلية كل واحدة منها مخصصة لدفن عدد محدد من الموتى. كما تدل قبور جماعية أخرى تعود إلى نفس الفترة على دفن المئات من الموتى هناك من زمن بعيد. لقد امتاز هذا المدفن بأنه يحتوي على مدخلين يحملان زخارف نافرة لأشكال حيوانية وآدمية جميلة؛ وأبرزها حيوان المها «الوضيحي»، وهي من الحيوانات الأصلية في الجزيرة العربية، ويؤديان إلى غرفه الأربع، التي استعملها الإنسان؛ لدفن الموتى، الذين زودهم بالهدايا والحاجيات الشخصية.وتعد المدافن من أهم المعالم الأثرية في موقع بدع بنت سعود؛ حيث أقيمت هذه المدافن على قمم وسفوح هذا المرتفع، ويبلغ عددها أكثر من أربعين مدفناً حجرياً مبنية من الحجارة غير المتناسقة.

مشاركة :