في أزقة فاس القديمة المتداخلة تحتوي مكتبة القرويين التي غالباً ما تقدم على أنها أقدم مكتبة في العالم، كنوزاً لا تقدر بثمن ومؤلفات قيمة جداً، وهي باتت بعد سنوات من الترميم متاحة للباحثين بانتظار أن تفتح أبوابها للجمهور. انتهت المكتبة من سنوات ترميم طويلة. ولم تفتح أبوابها للجمهور بعد إلا أنها متاحة للباحثين وبعض الصحفيين. وأسست مكتبة القرويين التي كانت تضم فيما مضى مسجداً وجامعة، في العام 859 من قبل فاطمة الفهري وهي ابنة تاجر تونسي ثري أتت إلى فاس في عهد الأسرة الإدريسية. وأصبحت دار العلم والحكمة هذه من أهم المراكز الثقافية في العالم العربي. فهي تضم وثائق في علوم الشريعة الإسلامية والفلك والحقوق والطب التي قدمت إليها على مر القرون من قبل سلاطين وأميرات وعلماء. ويوضح بوبكر جوان المدير المساعد للمكتبة عملية الترميم الأولى حصلت العام 2004 أما الثانية فقد أنجزت للتو. ويبقى بعض التفاصيل الأخيرة والكهرباء. وتعلو بنية خشبية مزخرفة يطغى عليها اللون الأحمر وثريا نحاسية ضخمة، قاعة القراءة المجاورة لقاعة المطبوعات التي تضم 20 ألف مصنف. ويؤدي سلم إلى القاعة الرئيسية للمكتبة وهي قاعة المخطوطات التي يحرسها بابان كبيران من الفولاذ ونظام إنذار ومراقبة بالكاميرات، واعتلت الأرفف الحديد العادية مخطوطات قيمة. وتضم القاعة 3800 كتاب بعضها لا يقدر بثمن من بينها أرجوزة في الطب للفيلسوف والطبيب ابن طفيل وهو من أكبر المفكرين العرب، تعود للقرن الثاني عشر. وقال جوان إن هذا العمل يتناول كل أمراض الجسم من الصلع إلى مسمار القدم لكنه نظمها في أبيات شعر لتسهيل تعلمها. ومن التحف القيمة التي تحويها المكتبة نسخة بخط اليد من الموسوعة التاريخية كتاب العبر لابن خلدون. وتحمل هذه النسخة توقيع الفيلسوف الأندلسي. وفي المكتبة أيضاً نسخة بخط اليد من مصنف عن علم الفلك للفارابي حول كوكب المشتري مع رسوم في غاية الدقة فضلاً عن موسوعة عن المذهب المالكي لأبي الوليد محمد المعروف باسم ابن رشد الجد، وهو جد ابن رشد، تقع في 200 صفحة مكتوبة بخط صغير على ورق غزال.
مشاركة :