بدأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث جولة جديدة للبحث مع أطراف الأزمة اليمنية آليات تنفيذ اتفاق السويد، في محاولة لإنقاذه من الانهيار، نتيجة عدم التزام الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في تنفيذ بنوده. ووصل غريفيث صنعاء أمس (الاثنين)، بعد أن اختتم زيارة إلى مسقط، حيث من المقرر أن يلتقي قياديين في جماعة الحوثي الانقلابية، ورئيس لجنة التنسيق المشتركة لمراقبة تنفيذ اتفاق السويد في الحديدة الجنرال الهولندي مارك كاميرت. في غضون ذلك، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال لقائه في الرياض أمس، قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، إن بلاده والولايات المتحدة الأميركية تتفق في الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية معاً، لمواجهة التحديات المتربصة باليمن والمنطقة والعالم، من خلال مواجهة خطر الميليشيات الانقلابية الحوثية وداعمها إيران وقوى التطرف والإرهاب، لتطهير اليمن والمنطقة من شرورها. من جهته، أعلن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن الميليشيات الحوثية تدفع باتجاه إفشال تنفيذ اتفاق السويد، وتحديداً فيما يخص انسحابها من مدينة وموانئ الحديدة. وقال الإرياني عبر حسابه في «تويتر»، إن الهجوم السياسي والإعلامي والاعتداءات التي تمارسها الميليشيات على فريق الرقابة الدولية برئاسة الجنرال باتريك كاميرت تهدف في المقام الأول لإفشال تنفيذ اتفاق السويد بشأن الوضع في الحديدة، «والذي يعني عملياً انسحاب الميليشيات من المدينة والموانئ الثلاثة والانتشار خارج المحافظة». وأضاف: «بات واضحاً أن استراتيجية الميليشيات الحوثية في تعاملها مع فريق الرقابة الأممية قائمة على وضع العقبات والعراقيل، والحيلولة دون تنفيذ مهماتها بصورة طبيعية، وخلق مناخات غير آمنة لتحركاتها». وفي عدن، جدد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك التزام الحكومة بتطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مشاورات السويد، مندداً بخروق الميليشيات الحوثية للاتفاقات. وأكد خلال اجتماعه أول من أمس باللجنة الحكومية المختصة بشأن متابعة اتفاقات السويد: «موقف الحكومة والتزامها بدعم وتنفيذ اتفاق السويد دون تجزئة»، مشيداً باستمرار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتعزيز وقف إطلاق النار. إلى ذلك، أعرب مجلس الوزراء اليمني أمس عن أسفه وحزنه لمقتل خمسة خبراء أجانب من طاقم المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام»، التي زرعتها الميليشيات في محافظة مأرب، وذلك أثناء نقل مجموعة من الألغام استعداداً لإتلافها. وأكد وقوفه ومساندته لمشروع «مسام»، وتقديره للجهود الكبيرة من جانب السعودية ودول التحالف العربي «في تبني وإطلاق هذا المشروع الإنساني المهم، والذي تمكّن حتى الوقت الراهن من نزع ما يقارب ٤٠ ألف لغم من المناطق المحررة من الميليشيات». وفي الرباط، دانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) سرقة الميليشيات مخطوطات وكتباً تاريخية وعلمية ونفائس نادرة من مكتبة مدينة زبيد الواقعة في القلعة التاريخية بمحافظة الحديدة. وقال المدير العام للإيسيسكو الدكتور عبد العزيز التويجري: «المخطوطات والكتب المنهوبة تمثل تراثاً نفيساً يوثّق تاريخ مدينة زبيد، التي كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي». وأكد أن سرقة هذا التراث تعد عملاً إجرامياً بحق التراث الحضاري اليمني، ومخالفة خطيرة للمواثيق والإعلانات الدولية الخاصة بحماية التراث الحضاري والمحافظة عليه. ودعا المدير العام للإيسيسكو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وبخاصة اليونيسكو إلى التدخّل لإجبار ميليشيا الحوثيين على إعادة ما نهبته من مكتبة مدينة زبيد، كونه جزءاً من التراث الثقافي للإنسانية جمعاء، والذي ينص اتفاق لاهاي المتعلق بحماية الممتلكات الثقافية في فترات النزاعات المسلحة على تجريم الاعتداء عليه. ميدانياً، لقي 7 من عناصر الميليشيات مصرعهم، في قصف مدفعي شنّته قوات الجيش اليمني، على مواقع لهم في جبهة الشامية شمال غربي محافظة صعدة. واستهدفت مدفعية الجيش غرفة عمليات للميليشيات في محيط جبل «آل قراد» الاستراتيجي أثناء اجتماع كان يضم عدداً من قياداتها الميدانية.
مشاركة :