يعتبر المخرج والكاتب الإماراتي عبدالله الكعبي أحد المتحدثين في مناقشات «منصة الشارقة للأفلام»، سهماً صائباً واختياراً موفقاً، نظراً لإمكاناته في عالم الإخراج والكتابة، ويعد فيلمه الأخير «للرجال فقط عند الدفن» الحائز على جائزة أفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي من أكثر القصص غرابة وتشويقاً. وحول قصة الفيلم قال الكعبي: «فيلم طويل يستغرق 90 دقيقة، ويحكي قصة وفاة أم، وتدور أحداثه خلال أيام العزاء الثلاثة، إذ تنكشف من خلاله أسرار ماضي الأم من خلال الزوار والمعزين، وتعرف الأبناء على والدتهم المتوفاة بعد رحيلها». أما عن سر قصة الفيلم فذكر «استلهمت القصة من خلال سفري، كانت بجانبي سيده عجوز، وكانت كل المؤشرات تدل على أنها عمياء لا ترى، وبمجرد الوصول شعرت أنها تبصر لأنها أحدثت تصرفاً في حقيبتها، وكتبت شيئاً، فعرفت أنها مبصرة، ومن هنا جاءت فكرة الفيلم، القصة حقيقية لأنها تعكس واقعا حقيقيا، وهي من الواقع ووحي الخيال، وتوقعت لهذا العمل النجاح مسبقاً»، لافتاً إلى أنه لن يخوض في مشروع الا إذا شعر أنه سيوفق، فوراءه ثقة منتج، وممثلة بلا أجر، ومصور لم ينم 20 ساعة، «ولن أضيع جهد أحد وضع ثقته بي، كما أن العمل تمويل خاص، اضطررت لتصويره في الخارج، نظراً لارتفاع كلفته داخلياً، لكنه أخيراً عوضني حين شوهد في دور السينما وعرض على رحلات طيران، وقريباً سيعرض في ام بي سي شاهد ونتيفلكس، وأصبحت بسببه مطلوباً لتصوير منتجات لماركات راقية تنتظر فكرة مبتكرة، وهو الفيلم الرابع من أعمالي». يحكي الكعبي عن عشقه لرواية القصص، التي وجد من خلالها السينما الملجأ الوحيد لضخ عطائه الفني، قائلاً: «حين كنت طفلاً، كان أشقائي يتابعون الرسوم المتحركة والمسلسلات، بينما كنت عاشقاً للأفلام، وكنت أظن أن الفيلم مجرد شريط، لم أعرف أن هناك منتجاً ومخرجاً وكاتباً وغيره، وبدايتي مع الكاميرا كانت من خلال عملي مذيعاً في تلفزيون دبي، لكنني كنت أرى نفسي خلف الكاميرا، ثم تخرجت في الجامعه الأميركية في الشارقة، ونلت ماجستير الفنون الجميلة من باريس». وأردف: «قصتي مع صناعة السينما عشق كبير، فكرة ورؤية، لو خسرت سأتعلم النجاح بعده، وفخور لأنني من أوائل صناع السينما في الإمارات، وحالياً أعكف على عمل جديد يحمل عنوان الجمل، ويتحدث عن علاقة عشق بين الجمل والإنسان، وأتمنى تصويره في السعودية، لأننا نبحث عن صحراء جديدة، فالسعودية اليوم وبدخول السينما شرعت الأبواب للإبداع، والسوق السعودية كبيرة، أنت تتحدث عن 35 مليون خليجي، وبها مواقع خيالية وجميلة».
مشاركة :