حركت انتقادات منظمتي "أوكسفام" و"أتاك" غير الحكوميتين بشأن احتكار الثروات في العالم، النقاش مجددا على هامش منتدى دافوس، حول السياسات الضرائبية التي لا تسهم في تقليص هذا التفاوت. ووفقا لـ"الفرنسية"، فإن الأشخاص الأكثر ثراء حول العالم يخفون عن مصلحة الضرائب نحو 7600 مليار دولار. وأوضحت "أوكسفام" بمناسبة نشر تقريرها السنوي حول التفاوت في العالم أن الأغنياء يستفيدون ليس فقط من الثروات التي تزداد، بل أيضا من أدنى المستويات الضريبية منذ عقود". بدورها اتهمت منظمة "أتاك" المناهضة للعولمة الأحد مؤسسات مؤشر كاك 40 باللجوء إلى عدة تقنيات للتهرب من الضرائب خصوصا من خلال نحو 2500 فرع ناشطة في أراض تعتبر جنات ضريبية. وتركزت الانتقادات أيضا في الأسابيع الأخيرة على شركات "جوجل" وأبل" و"فيسبوك" و"أمازون" المتهمة بعدم دفع ضرائب على مستوى أرباحها خصوصا في فرنسا. وقال ألان ترانوا مدير الدراسات في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية عدم دفع هذه المؤسسات ضرائب على مجمل أرباحها في فرنسا فضيحة". وأعلن برونو لومير وزير الاقتصاد والمال أن فرنسا تنوي، لعدم وجود توافق أوروبي، فرض اعتبارا من هذا العام ضريبة خاصة على الشركات التي تقدم خدمات رقمية تمثل رقم أعمال أعلى من 750 مليون يورو على المستوى العالمي و25 مليون يورو في فرنسا"، وهي ضريبة "غير طموحة بما يكفي. و"جوجل" و"أبل" و"فيسبوك" و"أمازون" والشركات الرقمية الأخرى أوصلت أصحابها إلى أعلى المرتبات في تصنيف "فوربس" لأكبر الثروات في العالم والذي تستند إليه "أوكسفام" في تقريرها. ويحتل صاحب شركة أمازون الأمريكي جيف بيزوس المرتبة الأولى بثروة تقدر بـ112 مليار دولار، تليه أسماء عدة في العالم الرقمي مثل مارك زوكربرج (فيسبوك 71 مليار دولار) ولاري بايدج (جوجل 48.8 مليار دولار) وجاك ما (علي بابا 39 مليار دولار) ويحتل الأربعة مراتب بين الأثرياء العشرين الأوائل في العالم. وبحسب منظمة أتاك غير الحكومية بات 26 شخصا يملكون المبالغ نفسها التي يملكها الأفراد الأكثر فقرا في العالم الـ 3.8 مليار وفي العام 2017 كان عددهم 43 شخصا. وقال خبير الاقتصاد فيليب أغيون "من الناحية الأخلاقية كمواطن الأمر مقلق، هل هذا جيد أو سيئ بالنسبة للنمو؟ الابتكار يولد الثروات ويجب أن نسمح للمبتكرين بجمع الثروات، مجتمع يسوده التساوي لا يولد ابتكارات". وأوضح تقرير "أوكسفام" أن مقابل كل دولار ضرائب على الدخل يجمع في العالم، هناك أربعة سنتات فقط تجمع من الضرائب على الثروات. وقال جوناتان جوبي-لوبريه الباحث في علوم الاقتصاد في ليون والمساهم في إعداد تقرير حول عدم المساواة في العالم في 2018، "الضرائب هي الطريقة الأنسب للحد من الهوة الكبيرة في الثروات". وأضاف أن الالتزام بدفع الضرائب يحد من الثروات الكبرى من جهة، ويسمح من جهة أخرى بتمويل الخدمات العامة، مثل التعليم خاصة، التي تدعم وصول قاعدة أوسع من السكان للثروات". وقال ألان ترانوا إنه إذا وضعنا الضرائب جانبا كل شيء يبقى مرتهنا بما يفعله هؤلاء الأشخاص بالثروة التي يجمعونها، ويمكن أن تكون مفيدة في حال أعيد توظيف قسم منها في مؤسسات علمية وفنية أو إذا ما أعيـــــــد توظيفـــــهــــا للخير العام". والنقاش حول فرض ضريبة على كبرى الثروات يتركز في فرنسا على الجدل حول إلغاء الضريبة على الثروة، وفي الولايات المتحدة اقترحت النائبة الديمقراطية ألكسندريا أكاسيو-كورتيز فرض ضريبة بمستوى 70 في المائة على الأكثر ثراء وحصلت على دعم بول كروجمان أحد الحائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد. والأشخاص الـ 26 الأكثر ثراء في العالم بحسب ترتيب فوربس هم جيف بيزوس وبيل غايتس وورن بافيت وبرنار أرنو ومارك زوكربرغ وأمانسيو أورتيغا وكارلوس سليم حلو وتشارلز كوك وديفيد كوك ولاري إليسون ومايكل بلومبرج ولاري بايدج وسيرجي برين وجيم وولتون وروبسون وولتون وأليس وولتون وما هواتينج وفرنسواز بيتانكور مييرز وموكيش أمباني وجاك ما وشيلدون أدلسون وستيف بالمر ولي كا-شينج وهوي كا يان ولي شو كي ووانج جيانلين. ويملك كل واحد منهم ثروة تزيد قيمتها على 30 مليار دولار.
مشاركة :