عذرية الفتيات في إيران: حلول جراحية لمشكلة دينية وتقاليد مجتمعية-صور

  • 2/11/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد: تناول تقرير نشرته شبكة ال"بي بي سي" البريطانية مسألة العذرية بين الفتيات في إيران : تقول سيدة تدعى ماهناز: "دخلت المستشفى بعد أن تعرضت لحادث سيارة نجم عنه كسر في عظمة الفخذ. كنت أشعر بألم شديد. ثم طلبت أمي من الأطباء أن يتأكدوا من حالة عذريتي". عندما وقعت الحادثة لماهناز في شمالي إيران كان عمرها في ذلك الوقت 21 عاما، كما أنها فقدت شقيقها وزوجة شقيقها في تلك الحادثة، كما فقدت عذريتها. وقالت :"في اليوم الذي طلبت فيه أمي من الأطباء إجراء كشف على عذريتي، جاء خبير من جهاز الطب الشرعي، وبعد الكشف أعطونا تقريرا يفيد بأنني فقدت عذريتي في حادثة السيارة". أهمية العذرية على الرغم من التغيرات التي شهدها المجتمع الإيراني في الآونة الأخيرة، فإن مسألة العذرية في البلاد لاتزال قضية مهمة للغاية. فلأسباب دينية وثقافية، تطلب العديد من الأسر أن تكون العروس عذراء قبل إتمام الزواج. لا تعتبر الجمهورية الإسلامية ممارسة الجنس خارج إطار الزواج شيئا محظورا فحسب، بل جريمة يعاقب القانون مرتكبيها. ولطالما تحدث علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني وكبير رجال الدين الشيعة، عن أهمية العفة كإحدى القيم الإسلامية ودافع عن العذرية بوصفها "شيمة الكمال". فالعذرية لا تمثل مسألة دينية في إيران فحسب، بل هي مسألة ثقافة أو تقليد، فعلى سبيل المثال لا يمكن للفتاة العذراء أن تتزوج بدون موافقة والدها. فلكي تعتبر الفتاة عذراء، يجب أن يكون غشاء البكارة سليما، وهذا هو ما يفحصه الأطباء. ولا توجد احصاءات تخبرنا بشيوع إجراء كشوف العذرية في إيران، لكنها مسألة محل اهتمام كبير بالنسبة إلى النشطاء المدافعين عن حقوق المرأة والنقاد الاجتماعيين. تحظر بعض الدول إجراء مثل هذا الكشف، لكن لا يوجد قانون في إيران يحرم ذلك. فالمحاكم الإيرانية بإمكانها أن تصدر أمرا لإجراء كشوف العذرية في حالات مثل الاغتصاب أو إذا شكا زوج من أن زوجته ليست عذراء في ليلة زفافهما. وأحيانا تقرر أسرة العروس أو العروس نفسها إجراء هذا الكشف. وفي هذه الحالة تعطي أسرة العروس تقريرا لأسرة العريس يثبت عذرية ابنتهما. ويثبت هذا التقرير أن الفتاة عذراء قبل الزواج، وهنا لا يحق لأسرة العريس إلقاء أي لوم أو عذر على الفتاة بعد ذلك. عذراء من جديد أجرت فتاة إيرانية تدعى سيما كشف العذرية قبل الزواج، وقالت "لم أكن أرغب على الإطلاق في إجراء الكشف، لكن أسرتي أجبرتني على ذلك. كانت أمي تصيح في وجهي كل يوم وأبي غاضب مني بشدة. لذا أجريت الكشف. وأعطت والدتي التقرير إلى أسرة العريس وقالت ليس في الفتاة أي مشكلة، إنها عذراء". بيد أن فتيات إيرانيات أخريات يخترن طريقة أخرى، فهن يمارسن الجنس قبل زواجهن، وإذا قررن الزواج بشخص ما لا يعرفونه أو زوج اختارته الأسرة ، يلجأن إلى إجراء جراحات تعيد لهن عذريتهن مرة أخرى. وتعرف هذه الجراحات باسم "ترقيع غشاء البكارة"، وهي عملية جراحية لا تنطوي على أي خطر، فهي عبارة عن إعادة ربط أنسجة غشاء البكارة ببعضها خلال عملية تستغرق نحو 30 دقيقة تحت تأثير التخدير الموضعي. وتقول طبيبة أمراض نساء في طهران تدعى إلمي: "بإمكاننا التعرف على أي فتاة أجرت عملية جراحية لاستعادة عذريتها. لكنني لا أرغب في أن أذكر ذلك، لأنني أعلم أنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لبعض العائلات". وقالت ساناز، سبق وأجرت هذه الجراحة قبل ثلاث سنوات: "أسرتي متدينة وأرغب في أن أعيش حياتي بحرية وأن أتخذ القرارات المتعلقة بجسدي، لكن ذلك من المحظورات في محيط أسرتي. فعندما كان لدي صديق، كنا نمارس الجنس لكننا لم نستطع الزواج، لذا ساعدني على أن ألجأ لطبيب متخصص وأجريت الجراحة. وتزوجت منذ عام بعد العملية الجراحية واعتقد العريس وقتها أني عذراء". سمية أيضا أجرت تلك العملية، وقالت "الفرق بين الرجال والنساء هو أن الشباب بإمكانهم ممارسة الجنس وقتما شاءوا ثم يبحثون بعد ذلك عن فتاة عذراء. نحن أيضا نرغب في ممارسة الجنس قبل الزواج. (فبفضل هذه الجراحات) يمكننا ممارسة الجنس أيضا ثم نستعيد عذريتنا، لأن كون الفتاة عذراء مسألة بالغة الأهمية لهم". ملاحظة:جميع الأسماء الواردة في متن هذه التقرير مستعارة لاعتبارات الخصوصية. BBC

مشاركة :