د. صالح السعيدي – ما الذي حملته المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على الأراضي السورية هذه المرة من معطيات، حتى بدت مختلفة عن سابقاتها من جولات لضربات إسرائيلية تكررت على مدار الأعوام السابقة، وهل ثمة تغيير حقيقي وفعلي في قواعد الحوار الناري الجاري على الأرض السورية بين طهران وتل أبيب؟ ثمة ملامح رئيسية وأخرى فرعية في هذه المواجهة ميَّزتها عما سبق، كما أنها تعد الجولة القتالية الأولى لرئيس الأركان الإسرائيلي الجديد أفيف كوخافي في مواجهة قائد فيلق القدس قاسم سليماني. الجديد في هذه الجولة هو التحضير الإسرائيلي لرد الفعل الإيراني على أي هجوم، فبعد قيام ميليشيات موالية لإيران العام الماضي بإطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية، أدركت تل أبيب حينها أن قواعد الاشتباك قد تغيرت، وأنه بات لزاماً عليها وضع احتمالية رد إيراني على كل هجوم تقوم به، وهو ما تم فعلاً هذه المرة، فبعد ساعات قليلة على الهجوم الإسرائيلي لم يتأخر رد إيران بصاروخ اعترضه نظام القبة الحديدية الذي نصبته إسرائيل في الشمال قبيل هجومها. المعطى الآخر يتمثل في أن التصعيد مع إيران يعد إحدى الأوراق المفضلة لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، لا سيما مع اقتراب استحقاق الانتخابات في أبريل المقبل، وسعيه للخروج من طوق اتهامات الفساد الذي يحاصره، وهو ما يجعل التصعيد مع إيران فرصة لتعزيز مكانته السياسية من دون المخاطرة بدفع تكلفة ذلك التصعيد.
مشاركة :