قال الخبير الاقتصادي رئيس مجلس إدارة مجموعة الشال الاستثمارية جاسم السعدون إن الميزانية الجديدة للدولة كالعادة «كارثية» ومتناقضة. وأوضح السعدون أنها جاءت متناقضة مع قرار مجلس الوزراء بتحديد سقف للميزانية، ليتم الإعلان ان هذا القرار تم الغاؤه، وترفع الميزانية الى 22.5 مليار دينار بزيادة %4.7، علماً ان ميزانية السنة الماضية تجاوزت السقف كاستثناء وحيد بقيمة 21 مليار دينار، لتجاوز أزمة حساب العهد. وأضاف أن %17 من إجمالي الميزانية مخصص للإنفاق الرأسمالي دون ربط مشروعات الخطة بالأهداف التنموية المنشودة من تحول الكويت لمركز مالي وتجاري، ودون ان تخلق فرص عمل جديدة، مستدركاً «لا المشروعات الصغيرة توفر فرص عمل ولا الكبيرة توفرها.. فأين يعمل الشباب؟». وأشار إلى أن مشروعات الخطة مثل الفيل الأبيض «أي نوع من الخيال غير القابل للإنجاز، مبيناً أن غالبية مشروعات الدولة لا تستطيع إداراتها ومكلفة جداً في صيانتها، فهي عبارة عن مستشفيات لا يتم تشغيلها أو طرق تتكسر مع اول زخة مطر. ونوه الى أنه لا توجد مشكلة من زيادة الرواتب والدعوم، ولكن المشكلة في أن تلك الزيادات غير مستدامة في ظل انكماش الموارد، ولهذا نرى الخدمات بمختلف انواعها الصحية والتعليمية الى مزيد من التردي، والفساد يستشري اكثر وأكثر. وتابع السعدون: ذكرت الميزانية أن عجز الميزانية سيكون 7.7 مليارات دينار بعد استقطاع احتياطي الأجيال، وهذا متوقع في ظل ثبات الإيرادات، وربما انكماشها مع الزيادة في المصروفات، متسائلاً «كيف يكون لدينا سياسة مالية توسعية في ظل انكماش الايرادات؟!». وقال: بلغ متوسط اسعار النفط خلال السنة الجارية نحو 67 دولارا للبرميل، ولكن: «ألم يرسل انخفاض أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة الى 57 دولاراً والحديث عن تخفيض الانتاج رسالة إلى صانع القرار بأننا قد نكون مقبلين على انخفاض كبير في الأسعار؟». ولفت السعدون الى أن كل تلك المؤشرات وغيرها توحي بأن الحكومة تسير في مسار معين ومصرة على الاستمرار فيه، وهو عكس المسار المعلن، معتبراً أن ما يحدث هو سياسة استنزاف.
مشاركة :