أبوظبي: إيمان سرور لليوم الثالث على التوالي واصلت ندوة «ثقافة التسامح وبناء الهوية بين الأنا والآخر»، جلساتها التي شارك فيها مفكرون ونقّاد وباحثون، حيث أثرت أوراقهم موضوع الندوة التي نظمت على هامش انعقاد المؤتمر ال27 للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد في أبوظبي. وأوضح الدكتور عدنان البرجي، أمين الشؤون الخارجية في اتحاد الكتاب اللبنانيين، الذي ترأس الجلسة الثالثة للندوة، أن الندوة ركزت على موضوع «الأنا العربي» و«الآخر الغربي»، وقال البرجي: إن أبرز ما يهمنا كمثقفين غياب مشروع عربي خاص بنا، نسعى من خلاله للتعامل مع الآخرين نراهم ويروننا من خلاله. وأكد البرجي، أن ما نسعى إليه في «اتحاد أدباء وكتاب العرب»، هو الإسهام في بناء الشخصية العربية ومن خلالها نسهم في بناء المشروع العربي الواحد. وقال الدكتور محمد بن رضا اللواتي، عضو الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، في ورقته الموسومة ب «العناصر الثقافية العُليا وصلتها بالهوية - البحث الإنثروبولوجي والموقف الديني»: إن هذا العصر يشهد صراعا مريرا بين مفهوم «الهوية» وضرورة المحافظة عليها، ووضع الحدود الفاصلة لها عن غيرها من الهويات، وبين «العولمة الثقافية» التي تريد دمج كل الهويات خارج إطارها المحدد لتبدو بلا ملامح ثابتة، أو ملامح شمولية تتسع لكل الثقافات وتسري في كل الهويات دون أن تمنعها عن ذلك حدودها الخاصة. وقدم الشاعر عمر السراي دراسة حول «الهوية - التشكلات المعرفية من مفهوم مصطلح الهوية» من خلال الأطروحات الفكرية وصولاً إلى ربطها بالفلسفات المعروفة غربياً وشرقياً. وقالت الدكتورة ضياء عبدالله الكعبي، أكاديمية وناقدة بحرينية، إنها حاولت في ورقتها «مقاربة نقدية عن الأنا والآخر وتحولاتهما المعرفية» مقاربة الإشكاليات الكبرى والتحولات المعرفية العميقة التي طرأت على مفاهيم ثقافية هي «الأنا» و«الآخر»، مشيرة إلى أنها ركزت على تحولات هذين المفهومين في الدراسات الثقافية وفي دراسات خطابات ما بعد الكولونيالية والنقد الثقافي على اختلاف اشتغالاته وتعدد مرجعياته النقدية والفكرية. وقالت الكعبي: «لقد شكّل الآخر ولا يزال يشكّل مجالاً لإشكاليات عدة منها السياسي والثقافي لارتباطه بمفهوم الهوية، وهو مفهوم ملتبس وعرضة لتأويلات عدة لدى الفلاسفة والمنظرين على اختلاف مرجعياتهم وخلفياتهم المعرفية؛ وكلّ واحد منهم يجذبه إلى منطقة اهتماماته واشتغالاته». وتناول الدكتور عبدالقادر المرزوقي، أستاذ النقد الحديث في جامعة البحرين، موضوع الهوية بين المعطى التاريخي والمتخيل الثقافي.
مشاركة :