محمد كافود: القيم الثقافية تحدد آلية تعامل الإنسان مع الآخر

  • 5/1/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سعادة الدكتور محمد عبد الرحيم كافود وزير التعليم والتعليم العالي الأسبق، على أن دول مجلس التعاون الخليجية لديها الإمكانيات لوضع استراتيجية للهوية العربية وترجمتها للغرب، بشكل يساهم في تغير نظرته السلبية، وإلصاقه بالثقافة العربية والإسلامية تهم العنف ونبذ الآخر، مؤكداً على أن كل شخص في مجاله يستطيع تقديم شيء للحفاظ على الهوية العربية والقيم الإسلامية التي تعلي روح التسامح.جاء ذلك في الجلسة النقاشية التي حملت عنوان «التسامح في الثقافة العربية» التي نظمتها، الأربعاء الماضي، بيوت الشباب القطرية بمقرها بمنطقة اللقطة، وأدارت محاورها الأكاديمية والإعلامية الدكتورة حنان فياض. وقال الدكتور محمد كافود إنه بعد أحداث 11 سبتمبر وتفجير برجي التجارة العالمي في أميركا تصاعدت حدة الهجوم على الثقافة الإسلامية من قبل الغرب، مشيراً إلى أنه صدرت، في وقتها، وثيقة من 60 مثقفاً أميركياً هاجموا فيها الثقافة الإسلامية واتهموها بالعدوانية، دون أن يكون هناك رد عربي إسلامي على تلك الوثيقة التي صورت العالم العربي والإسلامي، ظلماً وبهتاناً، على أنه عدواني لا يعرف قيم التسامح. وأضاف أن الشباب هم الأمل في بناء الأمم والتطور الحضاري وترسيخ القيم الأصيلة، وعلى رأسها التسامح، لكنها قيم تحتاج إلى تربية مبكرة، تبدأ بمرحلة الطفولة وتترسخ في مرحلة الشباب، لتكون ذات انعكاس إيجابي على التواصل الحضاري بين شباب من مختلف الحضارات، منوهاً بأنه إذا أسئ توجيه الشباب، وزاغوا عن الطريق القويم أصبحوا خطراً على مجتمعاتهم. وأشار إلى أن القيم متعددة، ولكن القيم الثقافية هي المنظومة التي تحدد آلية تعامل الإنسان ودوافعه تجاه الآخر، كيف سيتعامل مع الناس، مؤكداً على أن الثقافة الإسلامية غنية بنماذج نبذ العنف وإعلاء قيم التسامح، لكن تصرفات البعض شوهت سمعة وثقافة المجتمع الإسلامي، حتى إن بعض النماذج تسببت مؤخراً في إلصاق تهمة التطرف بثقافتنا العربية والإسلامية التي على العكس تماماً تنبذ هذه التصرفات، بل وتحرمها وتعلي من قيم التسامح والعفو وقبول الآخر. وتابع: إن تدني الأوضاع الأمنية والمعيشية والثقافية في بعض الدول العربية أدى لتكون تنظيمات خارجة عن القانون توصف بالإرهابية، نتيجة لعدة أسباب منها الخارجية ومنها الناتج عن التربية، ولكنها جميعاً ليس لها أي بعد إسلامي، والتصقت بالإسلام التصاقاً ظالماً يجافي الواقع والحقيقة». واستعرض وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق، خلال الجلسة النقاشية، نماذج لقيم التسامح وقبول الآخر في الثقافة العربية والإسلامية، أبرزها ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، وما أكد عليه القرآن الكريم في أكثر من موضع وموقف. وأشار إلى أن الإسلام حث على بر غير المسلمين، والبر هو أعظم مراتب التعامل البشري، والقرآن يخاطب الرسول وكافة الناس بقيم خلقية حتى في الجدال، مؤكداً على أهمية العفو النابع من التسامح، والأمر بالعرف والصفح «ولا تنسوا الفضل بينكم، ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن « مشيراً إلى أن هذا قليل من كثير يؤكد من خلاله الدين على التسامح، منوها بأن الدين الإسلامي يؤكد على أهمية الإيمان بجميع الرسل، وهى أكبر قيمة للتسامح لا توليها حتى الأديان الأخرى أهمية. وشهدت الجلسة النقاشية العديد من المداخلات الهامة التي أثرتها بأفكار قدمها الحضور، وعلى رأسهم الدكتور محمد سيف الكواري، العضو الاستشاري لبيوت الشباب، الذي تولى تكريم سعادة الدكتور محمد عبد الرحيم كافود في نهاية الجلسة التي تأتي ضمن فعاليات الموسم الثقافي لبيوت الشباب القطرية لعام 2017.;

مشاركة :