حذر تنفيذيون من تراكم عدد من الأحداث الجيوسياسية خلال الاثني عشر شهراً الماضية، ما أدى إلى تدهور بيئة الاستثمار العالمي بشكل مثير للقلق. وقال مارتن جيلبرت، الرئيس التنفيذي لشركة «ستاندرد لايف أبردين» البريطانية لإدارة الأصول، خلال حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: إن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان لها تأثير في مزاج المستثمرين في السوق. فقد فرضت الولايات المتحدة منذ انعقاد دافوس العام الماضي، تعرفة جمركية على صادرات صينية بقيمة 250 مليار دولار، وردت بكين بفرض التعرفة على بضائع أمريكية بقيمة 110 مليارات دولار، شملت قطاعات مهمة سياسياً مثل الزراعة. وشهدت أسواق الأسهم هبوطاً كبيراً في نهاية عام 2018، وقد تجلت هذه المخاوف بسبب النزاع وكيفية تأثيره في النمو العالمي. وقال جيلبرت لمحطة سي.إن.بي.سي في سويسرا: «هناك الكثير من المخاطر الجيوسياسية الناتجة عن النزاع بين الولايات المتحدة والصين، وبالتأكيد نحن في وضع أسوأ مما كنا عليه قبل عام». وحذر جيلبرت من أن الاقتصاد العالمي قد يواجه المزيد من الرياح المعاكسة هذا العام، مما قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسواق. وقال: «على الرغم من أن الاقتصاديين يقولون إن النمو العالمي سيكون على ما يرام في العام المقبل، إلا أن أسواق الأسهم تقول كلاماً مختلفاً كلياً، وتدل على أن هناك بعض المشاكل». وكان صندوق النقد الدولي قد خفض أول أمس تقديراته للنمو في الاقتصاد العالمي إلى 3.5% بدلاً من 3.6% في ثاني خفض خلال ثلاثة أشهر. من جهة أخرى،أظهر استطلاع رأي عالمي أجرته مؤسسة الاستشارات الإدارية والمراجعة المحاسبية الدولية «برايس هاوس ووتر كوبر»، تنامي مشاعر التشاؤم تجاه الاقتصاد العالمي بين كبار المديرين في العالم، وبحسب نتائج استطلاع الرأي، فإن نسبة المديرين الذين يعتقدون أن نمو الاقتصاد العالمي سيتراجع خلال العام المقبل، ارتفعت من 5% إلى 29% خلال عام واحد، في حين تراجعت نسبة المديرين الذين يعتقدون أن معدل نمو الاقتصاد العالمي سيرتفع من 57% إلى 42% خلال الفترة نفسها. وشمل المسح حوالي 1400 رئيس شركة في 91 دولة، وكانت المخاطر الخمس الأكبر التي يتوقعها المديرون خلال العام الحالي، حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي والنزاعات التجارية إلى جانب الإفراط في القيود والقواعد التنظيمية ونقص العمالة الماهرة والقرصنة المعلوماتية. وفي ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، فإن نسبة المديرين الصينيين الذين يعتبرون الولايات المتحدة سوقاً لنمو أنشطتهم تراجعت بشدة. (د ب أ)
مشاركة :