عظَّم الله أجرك ورحمنا يا عم عابد!!

  • 2/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من يرثيك يا عم عابد خزندار غير الكلمة الحرة، التي لا تزني، ولا تأكل من ثدييها؟ ولئن خطفك إمام الساخرين اليوم، فلقد مزَّقها القتل كل يومٍ منذ قال المتنبي: إذا ما تأملت الزمانَ وصرفه * تيقنتَ أن الموتَ ضربٌ من القتلِ! والآن الآن.. تهنأ يا سيدي برجعاك إلى مولاك الحق، مطمئنَّ النفسِ، راضياً مرضياً، وتتركنا وقد نتَّف الرقيب بمقصِّه الصدئ، ما أفنيت عمرك تحاول إنباته في أجنحتنا الصغيرة، من زغب كنا نأمل أن نفرده ريشاً قبل أن نغادر ظهرك الذي لم ينكسر لغير الله!! ليت شعري: من كان يراقب (نثارك) في الشرق الأوسط، ثم في الرياض؟ من كان يجرؤ أن يقول لك: هذه الكلمة لا تصلح للنشر؟ ناهيك أن يعبث بوجعك اليومي، فيحذف ويعدِّل دون إذنك؛ لأن هذه الكلمة (قد) تفسَّر لمسؤول نافذٍ خطأً فيمنعك من الكتابة، ويلفت نظر (عريف الفصل) ليتأدب زملاؤك الآخرون؟ إيه يا عم عابد.. أنت صورت لنا أن المسؤول الكبير هو أول من يحرص على سماع صوتك المدوي.. وهم يعتقدون أن الهمس (قد) يزعج قيلولته الناعمة، فيمنعونا من إثارة مواضيع يجب (في نظرهم الأعمى) أن تزعج كل الوطن، إلا المسؤول بشكل أو بآخر، أمام الله تعالى، وأمام التاريخ، عن هذا الوطن! وكم ربَّيتنا على أن المسؤول هو أكبر المهتمين بالإصلاح، وأنه لا يمكن أن يقبل التقصير والظلم، (لو) وصلته الكلمة واضحةً جليةً، كما خلقها الله! لكنهم يعتقدون أنه (مثلهم) آخر من يفكر في هموم البلد! وأنه أناني مستبد سيفشُّ غِلَّه فيهم إن نغصُّوا عليه بأدنى مشكلة، كما يفشون هم غلهم فيمن هو أصغر منهم! فإذا كتبت (عن هم) حرفوه للمسؤولين (عنهم)!! وإن قلت بالحجنجزية الفصحى: (نبغى كل شي زين طال عمرك)، حذفوا الكلمة الأولى؛ لأنك موااااطٍ ليس من حقك أن (تبغي)!! كم صورت لنا المسؤولين الكبار جبالاً لا تهزها الرياح، ولكن الرقابة تريد أن تكرِّس فينا اليوم وكل يوم أنهم صغار (كلمة توديهم وكلمة تجيبهم)!! ولكن لماذا تطمئن لتركنا الآن؟ ألأن الأمانة آلت إلى سلمان بن عبدالعزيز المثقف الواعي بأهمية حرية الكلمة، قبل أن يكون حامل الهمِّ الوطني الأول؟ نقلا عن مكة

مشاركة :