(كونا) – نشر المنتدى الاقتصادي العالمي، اليوم الأربعاء، تقريراً يرصد «العلاقة الخفية» بين هدر الغذاء، وانتشار الجوع عالمياً، وكذلك زيادة الاستهلاك، وعلاقته بالتغيرات المناخية. ويشير التقرير الصادر على هامش فعاليات المنتدى في منتجع «دافوس» السويسري، إلى «أنه وعلى الرغم من أن الأمن الغذائي قضية عالمية، فإن آثاره غالباً ما تكون مخفية، وذلك في الوقت الذي دعم فيه الاقتصاد الحر سلاسل التوريد لتلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات الغذائية». ويعول التقرير على التقنيات الحديثة لتتبع احتياجات المستهلك، ورصد شفافية إنتاج الغذاء، ورصد أكثر دقة لسلامة الأغذية، ومنع المخاطر التي تحيط بها، وتحديد مصدر تلوث الأغذية بدقة، وبالتالي التخفيف من آثارها. ويتوقع أن يؤدي تطبيق تلك التقنيات من المساعدة في التقليل من هدر الأغذية بما قد يصل إلى 85 مليون طن سنوياً بحلول 2030. ويؤكد التقرير، أن «الثورة الصناعية الرابعة تؤثر سلبياً على الأنظمة الغذائية، لاسيما في الدول النامية حيث تهيمن سلسلة القيمة على المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، والمؤسسات الغذائية الصغيرة والمتوسطة». ويرى التقرير، أن تركيبة تلك السلاسل أصبحت شديدة التعقيد، ولا تتسم بالشفافية، ويصعب تتبعها من البداية إلى النهاية ما يسهل عمليات الغش الغذائي، وانشار الأمراض المنقولة عبر الأغذية، وفقدان القيمة الغذائية للمنتجات الناجم عن عدم كفاءة سلسلة التوريد. وأوضح أن كل تلك المشكلات تؤثر على نقص الإنتاج، وسلامة سلسلة التوريد على الجميع، وغالبا ما تكون الشرائح الأضعف اجتماعياً هم أول من يعاني من السلبيات على الرغم من الغذاء يعتبر أساسياً لرفاه الناس كافة ويلعب، دوراً حاسما في نمو المجتمعات البشرية. ولكن ثمة حاجة إلى التحول الأساسي لتحقيق التطلع نحو نظام غذائي شامل، وفعال، ومستدام، ومغذي، وصحي. ويؤكد التقرير، أن ما يقرب من ثلث إنتاج الأغذية العالمي يتم هدره حاليا في الوقت الذي يعاني فيه قرابة 800 مليون شخص من نقص التغذية المزمن. في الوقت ذاته يثبت التقرير، أن النظم الغذائية مسؤولة عن 25 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، بينما تقدر منظمة الصحة العالمية إصابة 600 مليون شخص بسبب ملوثات الغذاء الذي يؤدي أيضاً إلى وفاة نحو 420 ألف إنسان سنوياً.
مشاركة :