أوباما يتمسك برفض دفع الفدية لتحرير الرهائن

  • 2/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد ساعات على تأكيده مقتل رهينة أميركية في سورية، الألم الذي يشعر به خلال اتصال بالعائلات المفجوعة مع تأكيده أن حكومته ستواصل سياسة عدم دفع فدية لخاطفي الرهائن. وقال إوباما إن القول للأهل بأنه لن يسمح بدفع فدية مقابل تحرير الرهائن هو «أيضاً صعب قوله»، وذلك في مقابلة مع موقع «بوزفيد» الإخباري على الانترنت. وأكد البيت الأبيض الثلثاء مقتل كايلا مولر الموظفة الإنسانية البالغة من العمر 26 عاماً والمتحدرة من اريزونا (جنوب غربي الولايات المتحدة) والتي كانت محتجزة لدى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بعد خطفها في حلب في آب (اغسطس) 2013. وقال أوباما إن «ردة فعله الفورية كانت الحزن العميق» فور تبلغه بمقتل الشابة الأميركية. ويتعرض البيت الأبيض لضغوط من أجل مراجعة سياسته في مجال دفع الفدية. لكن الرئيس الأميركي أشار إلى أن هذه السياسة قائمة لأنه «في حال بدأنا بدفع فدية ليس فقط نكون قد موّلنا مجزرة أشخاص أبرياء وعززنا منظمتهم ولكن نحوّل في الواقع الأميركيين إلى أهداف مهمة جداً في عمليات الخطف المستقبلية». وقال أيضاً إن الولايات المتحدة سلكت طرقاً أخرى من أجل تحرير كايلا مولر بما في ذلك شن غارة للقوات الخاصة في سورية. وأضاف: «خصصنا مصادر ضخمة وما زلنا نخصص مصادر كبيرة من أجل تحرير المعتقلين أو الرهائن في أي مكان في العالم». وأوضح: «نظمت عمليات كاملة - مع أخطار مرتفعة جداً - من أجل نجدة ليس فقط كايلا ولكن نجدة أشخاص آخرين محتجزين واننا قد نكون على الارجح تأخرنا يوماً أو يومين تقريباً». وأعلن تنظيم «الدولة» مقتل كايلا مولر الجمعة في غارة شنتها الطائرات الأردنية على مدينة الرقة في شمال سورية، وهو ما نفته عمّان. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست الثلثاء: «وفق معلوماتنا، ليست هناك أدلة على وجود مدنيين في المنطقة المستهدفة قبل الغارة الجوية للتحالف التي شنها الاردن في السادس من شباط (فبراير)». وأضاف: «هذا يدعو إلى التشكيك في التأكيدات التي صدرت عن مجموعة الدولة الاسلامية». وأعرب والدا مولر الثلثاء عن حزنهما العميق لمقتلها، إلا أنهما قالا انهما يفخران بها وبالعمل الانساني الذي كانت تقوم به. وقالا: «نحن فخورون جداً بكايلا وبالعمل الذي قامت به أثناء وجودها هنا معنا. لقد عاشت من أجل هدف وسنعمل ليل نهار لتكريم حياتها». وأضافا: «قلوبنا انفطرت على ابنتنا الوحيدة ولكننا سنواصل حياتنا بسلام وكرامة وحب لها». وفي رسالة بعثت بها مولر من الأسر في مطلع العام 2014، قالت إن خاطفيها «لم يلحقوا بها أذى» ولكنها حزينة بسبب المعاناة التي تسببت بها لعائلتها. وقالت في الرسالة التي نشرتها عائلتها: «إن مجرد تفكيري بكم يجعل الدمع ينهمر من عيني». واكدت أنها تحلم برحلات التخييم التي كانت تقوم بها مع عائلتها وتتخيل لقائها بهم في المطار عند الافراج عنها. وكتبت تقول: «انا مشتاقة اليكم جميعاً كما لو انني أُجبرت على الانفصال عنكم لعقد من الزمن». واشاد أوباما بالعمل الانساني الذي كانت تقوم به كايلا مولر في الولايات المتحدة والشرق الأوسط وغير ذلك من المناطق. وقال: «لقد كرست كايلا حياتها لمساعدة الآخرين المحتاجين سواء في الوطن أو في أنحاء العالم. ففي بريسكوت بأريزونا تطوعت في ملجأ للنساء وعملت في عيادة لفيروس الايدز ... كما عملت مع منظمات انسانية في الهند واسرائيل والاراضي الفلسطينية بدافع من رغبتها في خدمة الآخرين». وتابع: «وفي النهاية أخذها طريقها الى تركيا حيث ساعدت على توفير الراحة والدعم للاجئين السوريين الذين اجبروا على الفرار من منازلهم اثناء الحرب». ومع مقتل كايلا يبقى الصحافي أوستن تيس هو الأميركي الأخير المحتجز في سورية. ورداً على سؤال هل يحتجز تنظيم «الدولة الإسلامية» أي رهينة أميركي آخر، أجاب الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أول من أمس: «لقد تفادينا الحديث عن الحالات الفردية لأميركيين محتجزين رهائن لكننا على علم بأن رهائن أميركيين آخرين محتجزون في المنطقة». ورفض ذكر مزيد من التفاصيل، قائلاً: «لن أخوض في الحديث عن مناقشات معينة بشأن حالات أفراد محتجزين كرهائن والسبب الرئيسي هو أننا لا نعتقد أن من مصلحتهم أن نتحدث عنهم علانية». واستدرك قائلاً: «لكن ترددت أنباء معلنة عن أن أميركياً آخر واحداً على الأقل محتجز رهينة في سورية». وكانت عائلة اوستن تيس - وهو صحافي اختفى في دمشق في آب 2012 - عقدت مؤتمراً صحافياً في واشنطن الأسبوع الماضي عن اختفائه.

مشاركة :