أوكرانيا مستعدّة لفرض القانون العرفي ومقتل 19 من جنودها في معارك الشرق

  • 2/12/2015
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، استعداده «لفرض القانون العرفي» على أراضي البلاد كافة إذا تصاعد النزاع في الشرق، حيث قتِل 19 جندياً وجرح 78 في هجمات شنّها الانفصاليون الموالون لروسيا قرب بلدة ديبالتسيف، الموقع الاستراتيجي الذي سيسمح لهم بربط معاقلهم الرئيسية بعضها ببعض. وربما، يهدف ارتفاع وتيرة القتال قبل قمة مينسك، إلى إجبار بوروشينكو على القبول بصفقة تعترف بتقدّم الانفصاليين. وهو قال قبل ساعات من مشاركته في القمة التي ستجمعه مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، والتي ستحاول إقرار «خطة سلام» اقترحتها ألمانيا وفرنسا: «كل شيء سيكون رهناً بنتيجة القمة: إما أن نوقف المعتدي عبر السبل الديبلوماسية، أو سيكون هناك تدبير آخر». واعتبر بوروشينكو الذي وصل الى السلطة بوعد بإنهاء الحرب واستعادة المناطق المتمردة، أن قمة مينسك «تقدّم إحدى الفرص الأخيرة لإعلان وقف نار غير مشروط، وسحب الأسلحة الثقيلة». في المقابل، حافظت موسكو على تفاؤلها. وقال مصدر ديبلوماسي روسي: «من المرجح بنسبة 70 في المئة إبرام اتفاق. والرؤساء لم يسافروا الى مينسك بلا سبب». وتحدّث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن «تقدم ملحوظ» سجّل في المفاوضات التي سبقت قمة مينسك، لكنه أكد مجدداً موقف موسكو حول إحدى أبرز النقاط العالقة في المفاوضات، وهي طلب كييف استعادة السيطرة على حدودها مع روسيا في القسم الخاضع لسيطرة المتمردين بالتعاون مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، مكرراً أن كييف «يجب أن تبحث هذا الأمر مباشرة مع المتمردين». لكنّ الأخيرين قالوا إنهم لن يستطيعوا بحث المسألة طالما أن السلطات الأوكرانية تنفّذ مبادرات لتحسين مواقعها على الأرض بهدف عرضها خلال المفاوضات. وبحث ممثلو الانفصاليين على مدى ساعتين في مينسك، الوضع مع موفدين من كييف وموسكو ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية. ثم عرضوا اقتراحاتهم لتسوية النزاع. وقال موفد «جمهورية دونيتسك» المعلنة من جانب واحد، دنيس بوشيلين: «من المبكر جداً الحديث عن وقف نار». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أبدى قلقه من «استمرار دعم روسيا للانفصاليين»، وحذّر في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي من أن فشل مفاوضات السلام «ستكون له تداعيات على موسكو». وخلال الاتصال، شدّد أوباما على «أهمية أن ينتهز الرئيس بوتين الفرصة التي تشكّلها المفاوضات الراهنة بين روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، في محاولة لإيجاد حل سلمي للنزاع». وأفاد البيت الأبيض بأن «الرئيس أوباما أكد الكلفة الإنسانية المتزايدة للقتال»، وذكّر بدعم الولايات المتحدة سيادة أوكرانيا، ووحدة أراضيها»، علماً أنه اتصل هاتفياً أيضاً بالرئيس الأوكراني بوروشينكو. وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أن الرئيسين أملا في إحراز تقدّم في قمة مينسك. أما الكرملين، فقال إن «الرئيسين الروسي والأميركي أكدا ضرورة التوصّل الى حل سياسي للصراع الداخلي في أوكرانيا لإنهاء إراقة الدماء فيها سريعاً، وهما أشارا الى ضرورة حماية حقوق سكان كل مناطق أوكرانيا، ومن بينها تلك الناطقة باللغة الروسية في شرق البلاد». وفي برلين، قال الناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إن قمة مينسك هي «بارقة أمل، ونتيجتها غير أكيدة»، مردداً صدى الشكوك التي عبرت عنها المستشارة في الأيام الأخيرة. ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني مقتل 19 من جنوده على الأقل في الساعات الـ24 الأخيرة، بينهم 5 في هجوم صاروخي استهدف مقر قيادته في الشرق في مدينة كراماتورسك التي يسكنها 200 ألف شخص، واستعادها الجيش من أيدي المتمردين في تموز (يوليو) الماضي، ما جعلها في منأى عن المعارك. كما قتِل 5 مدنيين على الأقل في قصف مدفعي استهدف صباح أمس محطة باصات ومصنع معادن في دونيتسك. وحمّلت وزارة الخارجية الأوكرانية روسيا «المسؤولية عن هذا الهجوم، في وقت يظهر فيه أمل ضئيل بتسوية الأزمة وإعادة السلام الى منطقة دونباس».

مشاركة :