تتواصل الجهود لتسهيل تأليف الحكومة في لبنان، في حين يبدو أن هناك توزيعا للادوار بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، بحيث يتولى الحريري مسألة حلحلة العقد المتعلقة بتوزيع العقائب، بينما يتولى باسيل عقدة تمثيل "اللقاء التشاوري". وكثف الحريري اتصالاته، أمس، بعيداً عن الاضواء، بعدما كان التقى، أمس الاول، رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، حيث تركز البحث على وزارة البيئة. وقالت مصادر متابعة إن "بري قد قبل أن تسحب وزارة البيئة من كتلته، على أن يكون البديل عنها وزارة الصناعة"، مضيفة: "ستتركز الاتصالات مع اللقاء الديمقراطي لمعرفة اذا كان سيتخلى عن وزارة الصناعة، على أن تسند له وزارة التنمية الادارية". واعتبرت المصادر أن من الضروري أن "يخضع هذا الملف لموافقة جميع الأطراف المشاركة في الحكومة، لضمان عدم نسف الجهود المبذولة في اللحظات الأخيرة، كما حصل في المرات السابقة". وختمت: "مشكلة تشكيل الحكومة لم تعد تلك القضية المستعصية، بل هي تدرجت وتحولت الى عقبة قد تجد الحل لها خلال أيام، أو اسبوع على ابعد تقدير". إلى ذلك، نقل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي عن رئيس مجلس النواب نبيه بري تشديده، خلال لقاء "الاربعاء النيابي" أمس، على اننا "يجب ان نتعالى عن كل السمسرات والخلافات والانقسامات، لكي ننطلق الى معالجة الاوضاع التي لا يتم معالجتها الا من خلال وجود حكومة تتخذ ما تتخذه من اجراءات للاجابة على الاسئلة". وأضاف بزي: "الرئيس بري سمع كلام الرئيس المكلف سعد الحريري، أمس، ونقل الاطمئنان فيما يتعلّق بالزخم الجديد". وتابع: "يجب أن يمثل اللقاء التشاوري في هذه الحكومة بأحد أعضائه الـ ٦، أو أحد الـ3 الذين تمت تسميتهم من قبله". في السياق، أبدى عضو "اللقاء التشاوري" النائب قاسم هاشم، أمس، بعض المرونة المستجدة في هذا الخصوص، اذ قال: "وزير اللقاء يجب أن يكون ممثلا للقاء، خصوصا فيما يتعلق بالثوابت الاساسية، ولكن في موضوع التصويت على طاولة مجلس الوزراء، الأمر خاضع للنقاش حسب الملف والقضية، ووفق الاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تجمعنا معه العديد من القضايا"، مشيرا إلى أن "الاتفاق محصور برئيس الجمهورية وليس التيار الوطني الحر". ولفت هاشم الى أن "هناك أجواء ايجابية بدأنا نتلمسها بالتزامن مع الحراك الذي أطلقه الرئيس الملكف مطلع الاسبوع، على أمل أن تكون خواتيمه سعيدة، إذا ما سارت الامور بالشكل الصحيح". من ناحية أخرى، علق باسيل، على شراء القطريين سندات لبنانية، ووصفهم بـ"المستثمرين الجيدين". وقال في حديث إلى شبكة "CNN" الإخبارية الأميركية مساء أمس الأول: "القطريون بصدد شراء سندات لبنانية وأدعو الآخرين للقيام بالأمر ذاته لأنه آمن وذو عائد جيد، تعرفون لبنان وتعرفون أننا مررنا بأسوأ الظروف وخرجنا منها". وتابع: "نحن نرحب بالسعوديين للقيام بأمر مماثل وأكثر، وأعلم أنهم قاموا بهذا الأمر في السابق، ونحن نشجعهم ونشجع أصدقاءنا للمساهمة والمحافظة على استقرار لبنان، والعالم لا يمكنه تحمل انهيار لبنان". وفي معرض رده على سؤال حول إن كانت التوترات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل تبقيه مستيقظاً بالليل، قال باسيل: "ما يبقيني مستيقظاً هو حالة الصمت على الخروقات الإسرائيلية اليومية لاستقلالنا وسيادتنا، لدينا نحو 150 خرقاً جوياً وبرياً للقرار الأممي 1701، هذا ما يثير القلق".
مشاركة :