تمكنت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، أمس، من طرد تنظيم «داعش» من آخر بلدة صغيرة، كانت تحت سيطرته في محافظة دير الزور شرقاً، ليقتصر وجوده حالياً في هذا الجيب على مزرعتين صغيرتين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما طالبت روسيا إسرائيل بوقف ضرباتها الجوية «العشوائية» على سورية. وتفصيلاً، أفاد المرصد السوري، أمس، بسيطرة «قوات سورية الديمقراطية» على الباغوز، آخر بلدة صغيرة كانت تحت سيطرة التنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأشار مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إلى «عمليات تمشيط مستمرة في البلدة، بحثاً عن المتوارين من عناصر التنظيم»، متوقعاً تقدم قوات سورية الديمقراطية «باتجاه الأراضي الزراعية في محيط الباغوز». وقال عبدالرحمن إن «قوات سورية الديمقراطية» تمكّنت من تحقيق تقدم مهم واستراتيجي في المنطقة، عبر تقدمها وسيطرتها على بلدة الباغوز فوقاني، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في سورية، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وبحسب المرصد، ارتفع إلى 26 ألفاً و950 عدد الأشخاص الخارجين من جيب التنظيم من جنسيات مختلفة، منذ مطلع شهر ديسمبر من عام 2018، من ضمنهم «نحو 1770 عنصراً من تنظيم داعش، ممن جرى اعتقالهم ضمن النازحين». وقال مدير المرصد إن «التنظيم بات منهاراً بشكل كبير، ولم يعد بمقدوره الصمود أكثر»، لكنْ هناك مقاتلون «يرفضون الاستسلام، في الوقت الذي سلم فيه المئات أنفسهم لقوات سورية الديمقراطية». ولايزال التنظيم يسيطر، وفق المرصد، على قريتين صغيرتين، هما عبارة عن مزرعتين، وحقول في محيط هذه البلدة. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، شون راين «نرى أن كثيرين من مقاتلي العدو يفرون». وأوضح أن «قوات سورية الديمقراطية» «باتت على بعد أقل من 10 كيلومترات عن الحدود العراقية»، لكنها لاتزال تواجه مقاومة مقاتلين شرسين، مؤكداً أن «مهمتنا تبقى إلحاق الهزيمة الكاملة بالتنظيم». وأشار إلى أنه «من الصعب تحديد المدة اللازمة لذلك، رغم التقدم»، مضيفاً «نحاول تجنب الحديث عن مُهل، ذلك أن الأمر يتعلق أكثر بإضعاف قدرات الأعداء». وقدر المرصد خروج نحو 5000 شخص من هذا الجيب، منذ الإثنين الماضي، بينهم 470 مقاتلاً متطرفاً. وقال المرصد إن معظم المدنيين هم عائلات المقاتلين، وتم نقلهم بواسطة عشرات الشاحنات التابعة لـ«قوات سورية الديمقراطية»، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، في حين قال عبدالرحمن إن آخرين غادروا المنطقة بسياراتهم الخاصة. وتوجّهت القافلة إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية في محافظة دير الزور، حيث تقلّصت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى نحو 10 كيلومترات مربّعة، بحسب المرصد. يأتي ذلك في وقت أفاد فيه المرصد، أمس، بسماع دوي انفجارين عنيفين في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، والتي تسيطر عليها فصائل «درع الفرات وغصن الزيتون» المدعومة من تركيا. وقال في بيان صحافي أمس، إن التفجيرين ناجمان عن تفجير عبوتين ناسفتين، إحداهما بسيارة قرب المركز الثقافي في المدينة، والذي تتخذه فصائل «غصن الزيتون» مقراً لها. وحسب المرصد، أسفر الانفجاران عن أضرار مادية. وكان ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيب تسعة آخرون يوم الأحد الماضي، جراء انفجار حافلة بالقرب من دوار (كاوا الحداد) في مدينة عفرين. من ناحية أخرى، طالبت روسيا، أمس، إسرائيل بضرورة التوقف عن تنفيذ ما وصفته بالضربات الجوية العشوائية على سورية، وذلك بعد أيام من استهداف سلاح الجو الإسرائيلي قوات إيرانية هناك. ودأبت إسرائيل على مهاجمة أهداف إيرانية في سورية، وأخرى تخص الفصائل المسلحة المتحالفة معها، منها ميليشيات حزب الله اللبنانية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، رداً على سؤال لوكالة تاس الروسية، بشأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سورية «ينبغي استبعاد أسلوب شن ضربات عشوائية على أراضي دولة ذات سيادة، وفي هذه الحالة نحن نتحدث عن سورية». وأضافت أن مثل هذه الضربات تزيد التوتر في المنطقة، وهو ما قالت إنه لا يصب على المدى الطويل في مصلحة أي دولة هناك، بما في ذلك إسرائيل. ونقلت «تاس» عنها قولها «ينبغي ألا نسمح مطلقاً بأن تتحول سورية، التي تعاني صراعاً مسلحاً منذ سنوات، إلى ساحة لتسوية الحسابات الجيوسياسية». وتأتي تعليقاتها عقب ضربات نفذتها إسرائيل في سورية، الإثنين الماضي. كما حذرت زاخاروفا من أن الوضع في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال سورية «يتدهور بسرعة»، في تصريحات تتزامن مع زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لموسكو. وأكدت أن المنطقة تخضع، الآن، لسيطرة شبه كاملة لـ«جبهة النصرة»، وقالت «استمرار الاستفزازات يشكل خطراً على المدنيين، وعلى العسكريين السوريين، وقاعدة حميميم الجوية الروسية». ويبدو أن الخارجية الروسية استبقت لقاء أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتوجيه رسالة بضرورة احتواء تداعيات سيطرة جبهة النصرة على إدلب، في خطوة اعتبر مراقبون أنها تأتي بعد ضوء أخضر من تركيا. وأثيرت هذه الفرضية بعد إعلان «هيئة تحرير الشام» (النصرة)، التابعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، تأييدها للهجوم التركي على المقاتلين الأكراد، ما اعتبره مراقبون تأكيداً جديداً على الارتباط الوثيق وتقاطع المصالح بين الطرفين، الذي تجسد قبل أيام بصفقة مدوية في إدلب شمال سورية. وبعد أيام على تسليم الفصائل السورية المسلحة الموالية لأنقرة، إدلب لجبهة «النصرة»، إثر معركة وصفت بالمسرحية، خرج زعيم الجماعة الإرهابية، أبومحمد الجولاني، ليعلن الثمن الذي سيدفعه لأنقرة مقابل هذه الصفقة. وقال الجولاني، خلال مقابلة نُشرت الإثنين الماضي على تطبيق تلغرام، مع قناة معنية بأخبار التنظيمات الإرهابية والتابعة للهيئة: «نرى حزب العمال الكردستاني عدواً لهذه الثورة، ويستولي على مناطق يقطن فيها عدد كبير من العرب السنة».طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :