سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، الأربعاء، على بلدة شرق سوريا كانت خاضعة لتنظيم "داعش"، ما دفع الإرهابيين إلى التقهقر في بقعة محدودة في آخر جيب لهم، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتقود هذه القوات، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، منذ 10 أيلول/سبتمبر هجوماً بدعم من التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، لطرد التنظيم من هذا الجيب الواقع في ريف دير الزور الشرقي بمحاذاة الحدود العراقية، والذي يدافع "داعش" عنه بشراسة. ورغم الهجمات المضادة التي شنها التنظيم، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على القسم الأكبر من معاقله. من جهته، قال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس، إن "قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على بلدة الباغوز"، وذلك غداة سيطرتها على نحو نصف بلدة الباغوز فوقاني، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها "داعش" في سوريا عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات. ولا يزال التنظيم يسيطر على قريتين صغيرتين وأراض زراعية في محيط البلدة، وفق المرصد. ولفت عبد الرحمن إلى أن "عمليات التمشيط في البلدة مستمرة بحثاً عن المتوارين من عناصر تنظيم داعش"، مضيفاً أنه "من المتوقع الآن التقدم باتجاه الأراضي الزراعية في محيط الباغوز". انحسار رقعة أراضي "داعش" ومنذ بدء الهجوم في أيلول/سبتمبر، قتل أكثر من 900 إرهابي و600 من قوات سوريا الديمقراطية، بحسب المرصد الذي وثق أيضاً مقتل أكثر من 380 مدنياً، بينهم نحو 140 طفلاً. وبعد صعوده في 2014 وسيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، انحسرت رقعة أراضي "داعش" وباتت تقتصر على مساحات صغيرة. لكن وعلى الرغم من انحسار المنطقة الخاضعة لسيطرته، يواصل التنظيم شن اعتداءات في دول المنطقة والخارج. وبالإضافة إلى الجيب الخاضع لسيطرته في شرق سوريا، يسيطر "داعش" على قسم من البادية السورية الممتدة من وسط البلاد حتى دير الزور، حيث تدور مواجهات متقطعة بين عناصره من جهة، وقوات النظام وتلك المتحالفة معها من جهة أخرى. وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً مدمراً تسبب بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :