14 أيقونة عالمية تزيّن مهرجان الشيخ زايد التراثي

  • 1/13/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المتجول في ربوع مهرجان الشيخ زايد التراثي المستمر في منطقة الوثبة حتى 26 من الجاري، يتوقف مطولاً عند منطقة المجسمات العملاقة التي تجسد أهم الأيقونات المعمارية في العالم. وفي تأكيد على شعار المهرجان «الإمارات ملتقى الحضارات»، يزداد الحماس للتعرف أكثر إلى حقيقة هذه المباني التي تركت في التاريخ صدى راسخاً في الأذهان حتى إن كثيرين يختارون وجهاتهم السياحية تحديداً لزيارتها والتقاط الصور التذكارية أمامها. «العالم في الإمارات» المحطة اليوم هي انطلاقة متفردة من منطقة «العالم في الإمارات» التي تم استقدامها للمرة الأولى مع بداية الموسم الحالي لمهرجان الشيخ زايد التراثي، واستغرق تشييد 14 معلماً فيها ما يزيد عن 4 أشهر، وكلها رموز ثقافية من مختلف حضارات العالم وأشبه بشريط توثيقي للتعرف من قلب العاصمة أبوظبي إلى التمايز والاختلاف في أوجه فنون العمارة ما بين الشعوب على مر العصور. وأجمل ما في التجربة أن تأمل هذه المجسمات الساحرة والتوقف عند ثرائها التاريخي يترافق مع باقة من المعزوفات الموسيقية التي تضفي بتنوعها أجواء آسرة تلامس حرفية العازفين الموجودين بجوار كل مجسم ممن يلعبون على وتر الموروثات الحضارية لمختلف الأعراق والأعراف. برج خليفة وبداية الجولة من منطقة «العالم في الإمارات» كانت عبر برج خليفة الذي يقع في إمارة دبي ويعد أعلى بناء شيده الإنسان وأطول برج في العالم بارتفاع 828 متراً. والبرج المتفرد بين ناطحات السحاب في العالم بدأ تشييده في 6 يناير 2010، ليصبح البناء الأعلى المكون من الخرسانة المسلحة، ويحمل البرج اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. ويتم الصعود إلى الطابق 124 منه عبر مصاعد خاصة مؤلفة من طابقين، ويتسع كل طابق منها إلى 14 شخصاً، وتنطلق بسرعة مذهلة تصل إلى 10 أمتار في الثانية. وخلال أقل من دقيقة يصل المصعد إلى «قمة البرج»، منصة المراقبة الوحيدة في العالم التي تضم شرفة مفتوحة في الهواء الطلق. برج إيفل بداية الجولة في منطقة «العالم في الإمارات» من برج إيفل الأشهر على الإطلاق بين المنشآت المعمارية في العاصمة الفرنسية باريس، وهو برج حديدي يبلغ ارتفاعه 324 متراً مما أضفى أهمية متزايدة على موقعه قي أقصى الشمال الغربي لحديقة «شامب دي مارس» بالقرب من نهر السين. ويكشف التاريخ أن البرج تم إنشاؤه في ظروف ملحة على يد جوستاف إيفل ومعاونيه بمناسبة المعرض الدولي لباريس عام 1889، ليصبح فيما بعد رمز مدينة باريس والموقع السياحي الأول فيها. ويتصدر برج إيفل قائمة المواقع الفرنسية الأكثر زيارة، حيث يتجاوز عدد الزوار في السنة الواحدة 8 ملايين زائر. وبقي برج إيفل لمدة 41 عاماً المعلم الأكثر ارتفاعاً في العالم، وتمت زيادة ارتفاعه إلى 327 متراً في 8 مارس 2011. وقد استعمل البرج في الماضي ضمن عدد من التجارب العلمية ويستفاد منه اليوم في بث برامج الراديو والتلفاز، ليصبح برج إيفل شعاراً لفرنسا ودليلاً على قدرتها التقنية، حيث استقطب ما يزيد على 240 مليون زائر منذ افتتاحه. ساعة «بيج بن» المحطة الثانية من داخل مهرجان الشيخ زايد التراثي مع ساعة «بيج بن» الشهيرة في لندن والتي بدأ تشييدها في 3 يونيو عام 1859، ويعني اسمها الجرس العظيم الذي يدق كل ساعة على مدار الساعة، وهي تقع في الطرف الشمالي من قصر «وستمنستر» وضمن البرج الأكثر شهرة في العاصمة البريطانية والذي يعرف باسم برج إليزابيث الثانية منذ عام 2012، بعدما كان يعرف سابقاً ببرج الساعة. وهكذا أصبحت الساعة رمزاً ثقافياً للمملكة المتحدة، ولاسيما في وسائط الإعلام المرئي وصناع الأفلام الذين لطالما استعملوا هذه الأيقونة للدلالة على لندن. وغالباً ما تخرج صورة البرج إلى العلن مع حافلة حمراء أو سيارة أجرة سوداء. ويعد برج الملكة المعلم الأكثر شعبية في بريطانيا وقد استخدم صوت الساعة كإشارة لضبط الوقت في عدد من الإذاعات بينها BBC منذ 31 ديسمبر 1923، وذلك عبر الميكروفونات المثبتة بشكل دائم في البرج والتي يتم توصيلها بخطوط متخصصة لضمان استمرار البث الحي، ويعتبر برج الساعة محور احتفالات السنة الجديدة في المملكة المتحدة، مع محطات الإذاعة والتلفزيون الذين يضبطون توقيتهم بحسب دقات عقاربها ترحيباً ببداية السنة الجديدة. تمثال الحرية بالوصول إلى تمثال الحرية الذي يطلق عليه اسم «الحرية تنير العالم»، تظهر منطقة «العالم في الإمارات»، كيف أن هذه المنحوتة الفنية قامت فرنسا بإهدائها إلى الولايات المتحدة الأميركية في 28 أكتوبر 1886 كهدية تذكارية بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأميركية. ومنذ ذلك الحين استقر التمثال بموقعه المطل على خليج نيويورك ليكون في استقبال زائري البلاد، سواء من السياح أو المهاجرين. صمم التمثال الفنان فريدريك بارتولدي بينكت فيما رسم هيكله الإنشائي جوستاف إيفل، وقد انتهت أعمال تصميمه في فرنسا في يوليو عام 1884 ليتم شحنه مباشرة إلى ميناء نيويورك الذي وصل إليه في 17 يونيو 1885. وتم تفكيك التمثال إلى 350 قطعة وضعت في 214 صندوقاً لتخزينها إلى حين انتهاء أعمال بناء القاعدة التي سيوضع عليها، والتي انتهت في وقت لاحق من وصول التمثال. وفي 28 أكتوبر 1886 قام الرئيس الأميركي جروفر كليفلاند بافتتاح التمثال في احتفال كبير. أكبر ساعة من الأيقونات البارزة التي يضمها مهرجان الشيخ زايد التراثي «ساعة مكة»، التي تم إنشاؤها فوق مجمع أبراج البيت الحرام في مدينة مكة المكرمة بارتفاع يزيد على 600 متر لتكون أكبر ساعة في العالم. وقد تم تشغيلها في شهر رمضان عام 1431 للهجرة تجريبياً. ويشتمل المشروع المحيط بها على أربع ساعات بمعدل ساعة لكل جهة من جهات البرج، منها ساعتان رئيسيتان إحداهما تواجه الحرم المكي إلى جهة الشمال والأخرى في الجهة المقابلة إلى الجنوب بارتفاع 80 متراً بما فيها لفظ الجلالة، وبعرض 65 متراً وقطرهما 25 متراً. وتعد ساعة مكة الأطول في العالم بطول 40 متراً، وارتفاع 400 متر عن مستوى الأرض، ويعد الهلال الموجود على قمة الساعة الأكبر في العالم إذ يبلغ قطره 23 متراً فيما يبلغ طول حرف الألف الموجود في كلمة «الله أكبر» أعلى الساعة، أكثر من 23 متراً. وفيما يرفع الأذان من أعلى ساعة مكة المكرمة بواسطة أقوى نظام صوتي من نوعه على الإطلاق، تضاء 21 ألف وحدة ضوئية باللونين الأبيض والأخضر. أهرامات الجيزة يقف جمهور مهرجان الشيخ زايد التراثي متأملاً أهرامات الجيزة التي تقع في محافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل، وقد بنيت قبل 25 قرناً قبل الميلاد. وتشمل ثلاث أهرامات هي: خوفو وخفرع ومنقرع. ويعتبر البناء الهرمي هو مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر في مصر القديمة، فقد بدأت بحفرة صغيرة تحولت إلى حجرة تحت الأرض ثم إلى عدة غرف تعلوها مصطبة. وبعد ذلك تطورت لتأخذ شكل الهرم المدرج على يد المهندس إيمحوتب وزير الفرعون والملك «زوسر» في الأسرة الثالثة. واستطاع المهندس هميونو مهندس الملك «خوفو» أن ينجز الشكل الهرمي المثالي وقام بتشييد هرم خوفو بالجيزة على مساحة 13 فداناً وبعده هرما خفرع ومنقرع. واستغرق بناء الهرم الأكبر نحو 20 عاماً وبناء الممرات والأجزاء السفلية من الهرم 10 أعوام، وذلك طبقاً لما ذكره المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي زار مصر في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من ألفي سنة من بناء الهرم وسمع هذه الروايات وسواها من بعض الكهنة والرواة. صومعة حسان تندرج صومعة حسان ضمن الأيقونات المعروضة في المهرجان، وتعتبر واحدة من أكثر المباني التاريخية التي نالت شهرة كبيرة، وهي تتميز بشهرة كبيرة لوجودها في العاصمة المغربية الرباط وقد تم تشييدها في عصر دولة الموحدين، فيما أنشئ «جامع الحسان» بناء على أمر من يعقوب المنصور عام 1197. ويعرف أن موقع جامع الحسان قد قامت بإضافته منظمة اليونسكو للتراث العالمي إلى قائمتها عن فئة المباني الثقافية في 1 يوليو 1995. استقطاب جماهيري تشهد منطقة «العالم في الإمارات» استقطاباً جماهيرياً لافتاً منذ افتتاحها بداية الموسم للمرة الأولى عند الساحة الرئيسة من الموقع، وقد نجحت فكرتها في التأكيد أن الإمارات لطالما جمعت حضارة العالم تحت سقف واحد، وإضاءتها على أهم الإنجازات التي شهدتها البشرية على مر العصور. ذكرت خديجة النعيمي أنها في كل مرة تزور المهرجان تشعر بالسعادة والانبهار لمجرد المرور بالقرب من هذه الأيقونات العالمية، وأشادت بفكرة توفير المعلومات من داخل المهرجان للاطلاع على تفاصيل إنشاء هذه المعالم التاريخية الخالدة على مر السنين، واعتبرت أن العاصمة أبوظبي هي دائماً السباقة في طرح الأفكار المتفردة لجمع أجمل ما في بقاع الأرض على أرضها. وتحدث عبدالرحيم الخاجة عن التنوع المعماري الذي تلخصه المجسمات المنتقاة داخل المهرجان مما يعزز المشهد التراثي على مستوى العالم. وذكر أن الحضارات العريقة لطالما كانت تقاس بحجم الإنجازات المعمارية فيها، وهذا يدل على أن الحرف اليدوية ومن بينها فنون العمارة، ما كانت لتنتقل إلينا لولا الحفاظ على الموروثات الحضارية المتحدرة من جيل إلى جيل. واعتبر سيف الغامدي أن منطقة «العالم في الإمارات» هي من أهم الأقسام الثقافية في مهرجان الشيخ زايد التراثي لهذا العام، وذلك لحجم الجذب الجماهيري الذي تسجله بشكل يومي، إذ لا يمكن للزائر أن يدخل إلى منطقة الوثبة من دون التوقف ملياً عند إحدى الأيقونات العالمية المبهرة بتاريخها وبطريقة تجسيدها من قلب المهرجان.

مشاركة :