من دفع خوان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيسا لفنزويلا إلى فوهة المواجهة؟!

  • 1/24/2019
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

نصّب خوان غوايدو، النائب الفنزويلي البالغ من العمر 35 عاماً، نفسه "رئيساً" مؤقتا للبلاد، وأصبح خلال أسابيع رأس حربة المعارضة الساعية لانتزاع السلطة من الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو. ويتساءل المراقبون عن السر الكامن وراء نجاح هذا الشاب البسيط الذي كان حتى الأمس القريب مغمورا لا يعرفه أحد،  في إعادة تعبئة خصوم الرئيس الاشتراكي؟، ويرد أنصاره بالقول إن سر نجاحه يعود إلى أصوله المتواضعة وبلاغته الخطابية. وهذا الرجل طويل القامة ذو الصوت الجهوري، أصبح في الخامس من يناير أصغر رئيس للبرلمان المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في فنزويلا، بعد أن كان مغموراً. وقال عنه مادورو "إنه فتى يتسلى بالسياسة". في السنوات الأخيرة، اختفت شخصيات المعارضة الصاعدة مثل ليوبولدو لوبيز وانريكي كابريليس وفريدي غيفارا، من المشهد السياسي إما بسبب حرمانها من حقوقها المدنية أو انتقالها إلى الخارج. وقال خوان اندريس ميخيا، النائب البالغ من العمر 32 عاماً، والذي ينتمي مثل غوايدو، إلى حزب الإرادة الشعبية الذي يقوده ليوبولدو لوبيز لوكالة "فرانس برس" إن فنزويلا "بلد معتاد على تجسيد السلطة والولاء ونحن نحمل خوان غوايدو عبئاً كبيراً". وأضاف أن "التغيير ليس مرتبطاً به وحده بل بالجميع". ومنذ أن تولى قيادة المعارضة، انتقل هذا الشاب الذي لم يكن معتاداً على الخطب، من الظل إلى دائرة الضوء وبات يحظى بمكانة سياسية فاجأت الجميع. وهناك من دون شك قطبة خفية وراء تولي هذا الشاب البعيد عن السياسة، رئاسة البرلمان، وسر عميق وراء حصول هذا المهندس الصناعي المجهول على دعم الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأمريكية والبرازيل والبيرو وكندا. وعند تنصيب نفسه رئيساً الأربعاء حصل بعد دقائق فقط على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب به كرئيس بالنيابة، وكذلك على اعتراف الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية بحجة "تحفيز عودة الديموقراطية إلى هذا البلد". وكانت لقطات توقيفه من قبل الاستخبارات الفنزويلية في 13 يناير الجاري خلال عملية في وسط طريق سريع عندما كان في طريقه إلى اجتماع سياسي، انتشرت في جميع أنحاء العالم مثل النار في الهشيم خلال لحظات. وقد أفرج عنه خلال ساعة. بعد يومين، اتصل به نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لينوه بـ"قيادته الشجاعة" ويعبر عن "دعم حازم" من قبل الولايات المتحدة للجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان) وادعى أنها "الكيان الديموقراطي الشرعي الوحيد في هذا البلد". وبدعم خفي قام غوايدو بمبادرات عدة ضد السلطة التي أسسها الرئيس السابق هوغو تشافيز.. من اقتراح تشكيل حكومة انتقالية إلى وصف مادورو رسميا بأنه "مغتصب للسلطة" ووعد بإصدار "عفو" عن العسكريين الذين يقبلون الانضمام إلى المعارضة. وراهن على حشد تعبئة ضد النظام الأربعاء، بمن لم يستجب لدعوته أكثر من بضع آلاف من المعارضين في كراكاس وبقية أنحاء البلاد. بدأ خوان غوايدو العمل السياسي في 2007 مع جيل الطلاب الذين نزلوا إلى الشوارع ضد الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013). وقال دييغو مايو أوكامبوس المحلل في مكتب "آي اتش اس ماركيت" في لندن إن "غوايدو وجه جديد ينظر إليه المعتدلون على أنه رجل توافق ويحترمه الراديكاليون بسبب مشاركته الفعالة في التظاهرات". وقد كان من الأعضاء المؤسسين لحزب الإرادة الشعبية في 2009 وأصبح أحد قادته في غياب ليوبولدو لوبيز الذي أمضى السنوات الأخيرة في السجن أو في الإقامة الجبرية بتهمة التحريض على العنف خلال موجة تظاهرات في 2014. وفي 2010 انتخب غوايدو الذي ناب عن لوبيز برئاسة الحزب، نائباً عن ولاية فارغاس في 2015. وقال خوسيه ايرنانديز (24 عاماً) الذي كان يحضر إحدى خطبه "لم أكن أعرفه من قبل. آمل ألا يخيب ظننا". المصدر: أ ف ب

مشاركة :