الأداة الأقوى المتاحة لادارة أمورك الصحية هي بين يديك. اذ بات بالامكان الآن استخدام الهواتف الذكية لتشخيص المشاكل الصحية، فهي مجهزة بكاميرا ومقياس سرعة وقوة معالجة سريعة وامكانية الدخول الى بيانات غير محدودة عبر الانترنت. وحولت مجموعات بحث الهواتف الذكية الى مجاهر وأجهزة رصد القلب، وكاشفات الرعاش وأكثر من ذلك. كما تعمل بعض التطبيقات على جمع البيانات للتنبؤ بخطر الانتحار. ومع الانتشار الواسع للهواتف الذكية التي أصبحت في متناول عدد أكبر من الناس في جميع أنحاء العالم، أصبحت أدوات شائعة للرعاية الصحية التي قد تكون قادرة على تشخيص المشاكل الصحية، مما ينقذ حياة الناس الذين يعيشون في مناطق لا تتمتع بتكنولوجيا طبية. وقد حصر موقع US.News عدداً من الاستخدامات الطبية للهواتف أبرزها. اكتشاف «الإيدز» في 10 ثوان كان ما يقرب من 37 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية / الايدز في عام 2017. وكان يمكن للتشخيص المبكر أن يؤدي الى انقاذ الكثير من الأرواح، ويمكن أن يؤدي الوصول الى الأدوية المضادة للفيروسات الى اطالة العمر المتوقع بمقدار 10 سنوات والحد من الوفيات بين الرضع بنسبة %76 ومنع انتقال المرض من النساء الحوامل الى أطفالهن. وطور فريق من الباحثين بقيادة علماء في جامعة كوليدج لندن مؤخرا جهاز استشعار يمكن استخدامه لمرة واحدة ويتم توصيله بهاتف ذكي يمكنه تشخيص فيروس نقص المناعة البشرية في 10 ثوان. جهاز الاستشعار عبارة عن رقاقة كمبيوتر متخصصة تحتوي على قنوات صغيرة تسمح بتدفق السوائل، مثل الدم. الأجزاء الداخلية من القنوات مغلفة بجسيمات تتفاعل مع فيروس نقص المناعة البشرية. عند اضافة الدم من المريض الى القنوات، تستجيب الجسيمات اذا كان الدم مصابا بفيروس نقص المناعة البشرية. ويتم الكشف عن التفاعل بواسطة جهاز الاستشعار الذي يرسل اشارة كهربائية الى برنامج مثبت على الهاتف الذكي ويعرض النتائج على الطبيب. تشخيص دقيق للملاريا كثيرا ما يتم تشخيص مرض الملاريا، وهو مرض يهدد الحياة وينتقل عن طريق البعوض، خطأ. ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن أن تختلف أسباب ذلك، منها مثلا عدم خبرة العاملين في العيادات والمختبرات وعدم القدرة على اجراء تشخيص دقيق. وفي البلدان التي لا يكون فيها المرض شائعا، قد لا يفكر العاملون في الرعاية الصحية في اختبار الحالة. لكن في البلدان التي تنتشر فيها الملاريا، تتطور لدى بعض حاملي المرض مناعة كافية بحيث لا تظهر عليهم الأعراض. وفي الآونة الأخيرة، فاز باحثون في TU Delft في هولندا بجائزة لاختراعهم جهاز التشخيص البصري الذكي الخاص بالملاريا. ومن خلال وضع كرة زجاجية صغيرة أمام عدسة الكاميرا الخاصة بالهاتف الذكي، تمكن الباحثون من تحويل الجهاز الى مجهر يعمل على تكبير الصورة بمعدل 8.5 مرات. منع الانتحار وفقا لمركز السيطرة على الأمراض، فان الانتحار هو السبب الرئيسي العاشر للوفاة في الولايات المتحدة، وتظهر دراسة جديدة أنه في ازدياد. على الرغم من أن مجموعة متنوعة من العوامل قد تشير الى من هو في خطر، لا توجد طريقة واضحة لتحديد متى سيحاول شخص ما الانتحار. ويمكن للهواتف الذكية أن توفر فرصة في الوقت الحقيقي للاحساس بعوامل الخطر المباشرة والتدخل لإحباط السلوك. وتستخدم العديد من فرق الأبحاث، بما في ذلك في جامعة هارفارد وجامعة فاندربيلت، الهواتف الذكية لجمع أفكار تفصيلية من المتطوعين المعرضين لخطر كبير لمحاولة الانتحار. ويطلب من المشاركين الاجابة عن الأسئلة التي يتم ارسالها عبر رسالة نصية طوال اليوم، كما يطلب من بعضهم ارتداء أجهزة استشعار تراقب نشاطهم اليومي ومستويات نومهم. والفكرة هي جمع بيانات محددة وحساسة للوقت من مجموعة واسعة من الناس على مدى فترة زمنية طويلة، ثم استخدام خوارزميات تستند الى الذكاء الاصطناعي لرؤية أنماط لا يستطيع البشر رصدها. من هنا، يمكن للعلماء أن يبنوا برامج تشير الى أولئك المعرضين لخطر فوري، مما يسمح بالتدخل التكنولوجي والبشري. وبدأت الكاميرات المتقدمة وأجهزة استشعار الحركة والتعرف الى الوجه، وخوارزميات اللغة الطبيعية والذكاء الاصطناعي، في السماح للهواتف الذكية بالعمل كمساعدين للرعاية الصحية. قياس تدفق الدم قبل القيام باجراء طبي مثل تصوير الأوعية التاجية أو اجراء جراحة بايباس أو غسل الكلى، يمكن أن يقوم الطبيب بتحديد مدى تدفق الدم في شرايين المريض. اختبار ألن Allen Test هو الإجراء الشائع، ويتضمن الضغط على نقطتين على معصم المريض لوقف تدفق الدم مؤقتاً. بمجرد أن يتم تحرير الضغط، يقوم الطبيب بفحص مدى سرعة رجوع اللون الى اليد. في مايو 2018، نشر باحثون في كندا نتائج الدراسة، التي خلصت الى أن تطبيق iPhone المجاني المسمى بـInstant Heart Rate يمكنه تحليل تدفق الدم في اصبع السبابة بشكل أكثر دقة من اختبار ألن. يعمل التطبيق باستخدام ضوء الكاميرا وعدستها. ويحلل البرنامج انعكاس الضوء من اصبع الشخص، ويبحث عن التغييرات في اللون والسطوع لتفسير التغيرات في نبضه. في الدراسة التي شملت 438 شخصا، حصل تطبيق الهواتف الذكية على دقة تشخيصية بلغت %94 مقارنة مع %84 باستخدام اختبار ألن. فحص العين المتاح على الإنترنت أصبحت كاميرات الهواتف الذكية متقدمة جدا، بحيث يتم تكييفها لإجراء فحص العين. وقد طور العديد من فرق البحث تطبيقات فحص العين المثالية عبر الهاتف النقال للاستخدام في البلدان النامية، حيث يكون الوصول الى المعدات الباهظة الثمن ومتخصصي فحص العين محدودين. وهناك الآن العديد من الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، ولديها فحص للعيون على الانترنت تستخدم كاميرا الهاتف أو جهاز الكمبيوتر لتحديد الوصفة الصحيحة، وفحص الحساسية تجاه الضوء، وتحديد عمى الألوان والاستجماتيزم. وأكدت الأكاديمية الأميركية لطب العيون أن فحص العيون عبر الهواتف الذكية قد يكون مناسبا للأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39، الذين يرغبون ببساطة في تحديث وصفتهم الطبية. لكن لا يمكن للفحوصات عبر الانترنت تشخيص مشاكل في العين، مثل الجلوكوما أو اعتام عدسة العين، لذلك يجب اقرانها بزيارات منتظمة الى طبيب عيون. جمع البيانات لتشخيص باركنسون أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع المرض المعروف باسم مرض باركنسون. تشمل الأعراض هزات العضلات والحركة البطيئة وتصلب الأطراف وهو مرض يتطور تدريجيا مع مرور الوقت. ونتيجة لذلك، غالبا ما يتم تشخيص المرض بعد تقدمه. قام مشروع بحثي ممول من الاتحاد الأوروبي يدعى i-PROGNOSIS، وبتنسيق من جامعة أرسطو في سالونيك باليونان، بتطوير تطبيق يعمل مع الهواتف الذكية والساعات الذكية وضمادات اللياقة لتتبع مجموعة متنوعة من الاشارات البيولوجية التي، عند اضافتها معا، يمكن أن تشير الى بداية المرض. ويتم جمع خصائص الصوت وثبات اليد وتعبيرات الوجه في الصور والمحتوى العاطفي للرسائل النصية بموافقة المستخدم. وتستخدم تقنية التشفير لاستبدال اسم المستخدم برقم تعريف مشفر لحماية الخصوصية. ويقوم فريق البحث حاليا بجمع بيانات 5000 مشارك سيتم استخدامها في نهاية المطاف لبناء برنامج معلوماتي اصطناعي يمكن أن يحذر الناس من أنهم قد يصابون بالمرض. كما سيكون لدى البرنامج القدرة على تقديم ألعاب تساعد في تحسين النظام الغذائي للمريض والحالة العاطفية والجسدية والقدرة على الكتابة والحديث. الجهاز التنفسي عند الأطفال وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فان الأمراض التنفسية الحادة هي أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عند الأطفال في جميع أنحاء العالم. يقوم تطبيق جديد يعتمد على الهاتف الذكي، تم تطويره من قبل أطباء في مستشفى ماساتشوستس، بتشخيص المرض التنفسي الحاد عند الأطفال من خلال تحليل كيفية حدوث السعال. ويمكن أن يحل التطبيق، المسمى ResAppDx، محل الأشعة السينية والأشعة المقطعية وقياس التنفس واختبارات الدم والبلغم. ويقوم المطورون حاليا بتشغيل التطبيق من خلال التجارب السريرية لتقييم فعاليته وتحسين الخوارزمية الخاصة به. إعداد: إيمان عطية economic@alqabas.com.kw
مشاركة :