أحدث خوان جوايدو رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، زلزالًا سياسيًّا هزّ العالم أجمع عندما أعلن نفسه رئيسًا بالوكالة لبلاده. خطوة جوايدو التي اتخذها مساء أمس الأربعاء، قوبلت بالكثير من ردود الأفعال، بين الاعتراف به رئيسًا لبلاده، أو رفضًا لخطوته ودعم الرئيس نيكولاس مادورو. الدول التي اعترفت بـ"جوايدو" رئيسًا هي الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وكولومبيا والبرازيل والأرجنتين وتشيلي وباراجواي وبيرو . كما هنّأ لويس ألماجرو الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية (مقرها واشنطن) جوايدو بقوله: "نمنحه اعترافنا الكامل لإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد". بينما وقف الاتحاد الأوروبي إلى الإنصات لصوت الشعب الفنزويلي، مطالبًا بإجراء انتخابات "حرة وذات صدقية"، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد باسم الدول الـ28 الأعضاء: "الحقوق المدنية والحرية والأمان لجميع أعضاء الجمعية الوطنية (الفنزويلية)، بمن فيهم رئيسها خوان جوايدو، يجب أن تُحترم بالكامل". على الجانب الآخر، اتخذت المكسيك موقفًا مؤيدًا لمادورو، وأكّد رئيسها آندريس مانويل دعمه للرئيس الفنزويلي والسلطات المنتخبة بحسب الدستور الفنزويلي، كما أعربت الحكومة الكوبية عن دعمها الحازم للرئيس الفنزويلي. ومساء أمس الأربعاء، وقف جوايدو أمام الآلاف من أنصاره تجمعوا في العاصمة قائلًا: "أقسم أن أتولى رسميًّا صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة". وبُعيد ذلك، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أنّ الجيش يرفض إعلان جوايدو، وقال عبر موقع "تويتر": "اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة.. نحن جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتيًّا بشكل غير قانوني.. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية". ونزل أنصار الرئيس الفنزويلي ومعارضوه بكثافة إلى الشارع مساء أمس، في كل أنحاء البلاد، في أجواء توتر شديد، وقُتل خمسة أشخاص في اضطرابات سبقت التظاهرات. وتجمّع المعارضون الذين ارتدى كثير منهم لباسًا أبيض في العديد من أحياء العاصمة ومناطق أخرى من البلاد؛ للمطالبة بـ"حكومة انتقالية" وانتخابات جديدة. من جهتهم، تجمع أنصار مادورو الذين ارتدى معظمهم لباسًا أحمر في العديد من نقاط التجمع بالعاصمة؛ للتعبير عن دعمهم للرئيس ورفض مطالب المعارضة التي اعتبروها محاولة انقلاب من تدبير واشنطن. يُشار إلى أنّه تمّ تنصيب الرئيس الفنزويلي في 10 يناير الجاري لولاية ثانية احتجت عليها المعارضة ولم تعترف بها واشنطن والاتحاد الأوروبي والعديد من دول أمريكيا اللاتينية.