«عودة الابن الضال».. من الأفلام المهمة، جمع فيه مخرجه يوسف شاهين بين الدراما والموسيقى والسياسة والرومانسية من خلال شكل «الميلودراما»، التي تتأرجح بين الرمز والواقع، واحتل المركز 51 في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية من 1896الى 1996. دارت الأحداث حول «الخديوي الجد» الحائر بين ابنه الأصغر المهندس النموذجي الغائب، والأكبر الذي لم يستكمل دراسته، وقد صار طاغية في القرية، تسانده أمه المعروفة بقوة شخصيتها، ويضع أهل البلدة آمالهم على عودة الابن الغائب منذ 12 عاماً لينقذهم من بطش أخيه، لكنه يعود مغلوباً على أمره، ويعمل تحت إمارة أخيه في المعصرة، ويصطدمان في النهاية عندما يجدان نفسيهما كلاً في مواجهة الآخر، وشارك في بطولة الفيلم الذي عرض في 24 سبتمبر 1976 كل من سهير المرشدي، وشكري سرحان، ورجاء حسين، وسيد علي كويرات، وعلي الشريف، والفنانين الكبيرين هدى سلطان، ومحمود المليجي، ولأول مرة ماجدة الرومي، والوجهين الجديدين أحمد محرز، وهشام سليم مع أحمد عبدالوارث، وأحمد بدير، ومحمد رفعت، ورؤية سينمائية ليوسف شاهين، وصلاح جاهين، وفارق بلوفة، وأغاني صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل، وبليغ حمدي، وسيد مكاوي. وأكد نقاد أن الفيلم يعد الأفضل بين كل أفلام شاهين، فهو عمل مركب وجريء ومتعدد المستويات، ويبدو كلوحة مشغولة بعناية في بناء جدلي حداثي، ممتع للعين والفكر والعقل، وأنه ليس فقط خاتمة ثلاثية شاهين عن الهزيمة، بل وقصيدة سينمائية حزينة تعبر عن نهاية عصر كامل.. وقال الناقد محمود عبدالشكور إنه يرى الفيلم من أجرأ أفلام شاهين على كل المستويات، شكلاً ومضموناً، وأنه كان الجزء الثالث من ثلاثية أطلق عليها «الحساب مع الآخر»، بدأت بفيلم «الاختيار» الذي يحاكم المثقفين، ثم «العصفور»، الذي يتأمل أسباب كارثة يونيو، ثم «عودة الابن الضال» الذي يمكن أن يُقرأ من عدة زوايا، أوضحها الانحياز لجيل شاب قادم، وأشار إلى أن عظمة المعالجة في الفيلم في أنها تنتقد ضمنياً جيل مؤلفي الفيلم صلاح جاهين وشاهين، وأنه لا يحاكم أجيالاً سابقة فحسب، ولكنه يسخر من فكرة الانتظار السلبي، ويرفض كذلك الأحلام التي لا تساندها إرادة فعل وتغيير.
مشاركة :