للفصلين المقبلين قدم المصمم الإيطالي المخضرم جورجيو أرماني تشكيلة واسعة من أزياء الملابس الجاهزة Ready-to-Wear، وذلك ضمن أسبوع ميلانو لموضة ربيع وصيف الـ 2019، مستعرضا من خلالها نماذج بديعة من القطع والموديلات، من تلك التي تجمع عناصر الترف والابتكار، كما تعكس في الوقت ذاته والأوان روح الأناقة المعاصرة في أروع صورها، بحيث تمنح من ترتديها من النساء هالة أثيرية وضاءة من الأناقة. صياغات آسرة والمتابع لنمط أرماني على مدى السنوات الماضية سيلاحظ بلا شك كيف أنه وخلال مراحل مشواره الطويل في صناعة الأزياء لا يزال يعد واحدا من أهم المصممين الذين تألقوا في ابتداع توازن خلاّق بين طرازي الأناقة الكلاسيكية والمعاصرة، مبتكرا بدوره وموسما بعد آخر أيقونات لأزياء آسرة تنضح بسمات الرقي والسفسطائية، معتمدا في تشكيلاته الموسمية صياغات متغيّرة متجددة على الدوام، بحيث يرسمها وفق تصورات وأفكار غاية في الجمال والإبداع، ويعكس من خلالها خصوصية ذوقه وبصمته المميّزة في مجال التصميم، متحفا أسابيع الموضة العالمية بمجموعات تبقى حاضرة ضمن نطاق الأناقة لعدة مواسم وسنوات. ترف التفاصيل عبر باقة الربيع والصيف هذه اعتمد المصمم قطع متعددة الملامح والتفاصيل، مبتكرا حوالي 72 زياً مميّزاً من الملابس التي تلائم مختلف المناسبات، لتأتي موزعة على شكل مجموعة فاخرة من الأطقم الشبابية والتايورات العصرية مع عدد من الفساتين والجوبات، بالإضافة إلى بدلات شبه ذكورية مكونة من طقم الجاكيت والبنطلون التقليدي والمفضّل عند أرماني من عدة مواسم وسنوات، موظفاً إياه وفق نمط معاصر وجديد، لتتألق عارضاته الرشيقات بتشكيلة من البناطيل الحريرية اللامعة مع أخرى شفافة ومثيرة من خامة لأورغنزا الشنجان، تعلوها قمصان وسترات ذات قصّات ابتكارية مفعمة بجمال التفاصيل، من تلك التي تحتضن حنايا الجذع وتغلفه بحنو ودلال، فتجعل من ترتديها من النساء أكثر أنوثة، ثقة، وجرأة، فيما عكست موديلات الفساتين القصيرة والطويلة منها خطوطا أكثر كلاسيكية وتكلف. شفافية وبريق في هذه المجموعة رسم Armani أفكاره البديعة وفق أطر متحررة مدهشة نابضة بالحياة، منفذا قطعه الجميلة بمنتهى الحرفية والرقي، بحيث يندرج الكثير منها تحت خانة أسلوب ملابس الطراز الشبابي المعاصر ولكن ضمن مخرجات أكثر ترف، فخامة، وثراء، مولفا بذكائه المعهود ما بين خصوصية القصّات وبين طبيعة الخامات والأقمشة، والتي ظهرت بدورها وفق نوعيات تتميّز بالشفافية والنعومة والترف، كما تتميّز بذات الوقت بخفة الوزن ولمعان النسيج، ملتقطة أطياف الضياء مع كل حركة وانحناء، كان بطلها خامات كالشيفون اللاميه، الأورغنزا الشانجان، الحرير الطبيعي، والتفتا الساتان، مع بعض من المخمليات الوثيرة والبروكار البّراق، وشيئا من الأتوال الشفافة التي تطايرت بخفة وأثيرية حول قوام العارضات. ملامح الأنوثة أما ناحية الألوان فقد اختارها المصمم ضمن مسطرة لونية معدنية، دخانية، ووضاءة، مع بعض التدرجات الربيعية الزاهية التي تضج مرحا وحياة، وكأنه أراد أن يلف سيدة أرماني في الموسمين المقبلين بهالة ضبابية من الألق والبريق، فيجعلها جميلة، أثيرية، وبعيدة المنال، مركزا في ذات الأوان على إبراز أجمل ما لديها من ملامح الأنوثة والغواية، ولكن وفق أسلوب رقيق ومدروس، بحيث تنسجم قصاته مع انحناءات الجسد وتضاريس القوام، وتحيطهما معا بكياسة وأناقة، حملت الكثير من لباقته المعتادة مع النساء، منسقا ظلاله القوس القزحية بشكل لامع ومشرق، لتأتي أما بوجهها السادة أو المطبوع، فيما تتألق خاماته الأخرى بشغل يدوي فريد و طبقات متعددة، بالإضافة إلى مطرزات بلاستيكية ثلاثية الأبعاد.