الرباط - بين توظيف الحجاب لأغراض سياسية و"تجارة" الدين وبين الحرية الشخصية، لم يهدأ ضجيج ظهور أمينة ماء العينين النائبة المغربية عن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، متحررة خارج بلادها بلا حجاب وبلباس يخرج عن مبادئ وإيديولوجية الحزب الإسلامي الذي يرفض غير المحجبات في صفوفه. وفيما يلتزم حزب العدالة والتنمية الصمت تقريبا حول هذه المسألة التي أثارت جدلا واسعا في الساحة المغربية خاصة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر هذا التناقض بين الانضباط الحزبي داخليا والخروج عن ضوابطه في الخارج، ازدواجية في خطاب جماعات الإسلام السياسي التي ترفع شعارات إيديولوجية تعزف أساسا على الوتر الديني في محاولات لا تهدأ لاستقطاب المزيد من الأنصار والمنتسبين. أمينة ماء العنين اسلامية في المغرب متحررة في فرنسا جماعات الاسلام السياسي توظف الدين للاستقطاب السياسي وظهور النائبة الإسلامية بلباس متحرر في باريس، قد يكون أمرا عاديا ويدخل في باب الحرية الشخصية، لكن التناقض الصارخ مع ضوابط حزبها الإسلامي ومع الشعارات التي يرفعها طيلة سنوات حكمه ومنها تلك التي استخدمها الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة الأسبق عبدالاله بن كيران في مهاجمة غير المحجبات ورفض انتسابهن للحزب الإسلامي ومواقفه من المرأة عموما، أعطى المسألة بعدا آخر وسلط الضوء على توظيف الديني في الأجندة السياسية للإسلاميين. بن كيران ذاته الذي واجه في السابق انتقادات حادة بسبب مواقفه في قضايا تتعلق بالمرأة، لاذ إلى مبدأ الحرية الشخصية الذي طالما رفضه في حزبه، ليبرر ظهور النائبة أمينة ماء العنين بلباس متحرر وبلا حجاب في فرنسا، في تبرير انتقائي يرى البعض أنه يدخل في باب النفاق السياسي والديني أيضا. ويبدو ما وصفه محللون ومتابعون لنشاط جماعات الإسلام السياسي بـ"الفضيحة" لحزب العدالة والتنمية، أمرا لافتا يختزل ازدواجية خطاب الإسلاميين تحت عنوان "محجبة تحت في بلادها، متحررة خارجها". أمينة ماء العنين تخرج عن الضوابط الايديولوجية لحزب العدالة والتنمية الاسلامي المغربي ماء العنين تحرج اسلاميي المغرب وتسقط اقنعة التوظيف الديني وقد يشكل هذا الأمر حرجا لحزب العدالة والتنمية ولرئيس الحكومة المغربية سعدالدين العثماني كون النائبة ماء العنين من الشخصيات البارزة في الحزب والتي كانت صوتا من الأصوات المروجة لسياسات الحزب رغم أنها محسوبة على تيار عبدالاله بن كيران. ويعتبر بن كيران أن لا دخل للحزب في مثل هذه المسائل أن نزع النائبة للحجاب أمر شخصي يتعلق بـ"علاقتها بالله". وغلّف بن كيران هذا التناقض بأن حزب العدالة والتنمية حزب كل المغاربة وأن ماء العنين لم تخالف قانونا مغربيا أو حزبيا أو تعاليم الدين الإسلامي. وفي تناقض مع خطاباته ومواقفه السابقة كان رئيس الحكومة السابق قد قال في تصريحات إنه "يكفي أن نعرف من هم المترافعون ضد ماء العينين لنعرف أن الأمر كيد سياسي". وتابع "المغربيات فيهن المحجبات وغير المحجبات وفي النهاية حزبنا للمغاربة وليس لطائفة لها لون قميص معين. ليس من عادة حزب العدالة والتنمية أن يساند أي شخص".
مشاركة :