مكّن عملاق التواصل الاجتماعي مستخدميه من التعرّف على طاقات تمارس هواية كتابة الخواطر بعيدًا عن هيبة الورق وحمولة المكتبات. غير أن هذا الاكتشاف، لم يجعلنا أمام نماذج تشبه ما هو معروف في أسواق المؤلفات، بل أمام أشخاص يرغبون في تحطيم كل الحواجز التي قد تقف أمام أحرفهم، حتى ولو كلّفهم ذلك الكثير من المتاعب. مينة بوشكيوة، التي سبق أن عاقبتها وزارة التربية المغربية بأن نقلتها من قسمها في الثانوية إلى الابتدائي، بسبب منشوراتها على فيسبوك، تُقدم أحد الأمثلة على كتابة متحرّرة من القيود، ربما لم تكن لتظهر بهذا الشكل، لو لم تستند على جدران فيسبوك الافتراضية. تقول بوشكيوة لـ CNN بالعربية: "نصوصي الإبداعية رأت النور فقط على فيسبوك منذ قرابة سنتين، لأنني لم أكن أعتبرها جنسًا أدبيًا بقدر ما اعتمدتها نافذةً لاستنشاق هواء حرية والصراخ بصوت عالٍ. كنت كمن يشحذ سكين قلمه فقط، في انتظار بلوغ مستوى أرفع قبل الوصول للنشر على الورق". أسباب اختيار فيسبوك وسيلة للكتابة، تعود إلى "حالة إحباط شديدة ألمت بها بعد الحراك الاجتماعي الذي قادته حركة 20 فبراير في المغرب، زيادة على معاناتها في عملها ووجودها كامرأة متحررة تعاني في مجتمع متزمت ومنافق"، تقول مينة، مؤكدة أن فيسبوك "منح الفرصة لأقلام مغربية شابة ومغمورة لأجل الانفلات من الرقابة الدينية، وحتى السياسية". قصتها مع قرار وزارة التربية الوطنية تعود إلى يناير/ كانون الثاني الماضي عندما شكاها مديرها بسبب كتاباتها التي تحمل أحيانًا طابعًا جنسيًا، غير أن هذا القرار لم يدفعها إلى التراجع، بل على العكس: "شجعني ذلك على رفع التحدي والاستمرار بوتيرة أقوى، خاصة بعد اكتشافي لتتبع الكثيرين لكتاباتي وإعجابهم بها" تتابع بوشكيوة. بيدَ أن مينة لا تحبذ تسمية الأدب النسائي: "الأدب أدب، هو أجناس مختلفة وليس له جنس بيولوجي، المرأة في مجتمعنا نتاج لنفس المعاناة والتركيبة الاجتماعية والثقافية كالرجل تمامًا، رغم كونها موضوعا للقهر والعنف الرمزي والمادي أكثر منه، لكن الأدب نتاج إنساني وحسب، ولذا، فأنا أحب الكتابة بنفس التحرر الذي يمارسه الكتاب الذكور".
مشاركة :