قد يعتقد البعض أن زمن الرومانسيّة ولّى إلى غير رجعة ليحلّ مكانه إيقاع حياتنا العصري ذات الطابع الرقمي المتطوّر. ولكن يبدو أن للمصمم جورج شقرا رأياً آخر في هذا المجال، فقد استحضر زمن الرومنسيّة في مجموعة أزيائه، التي قدّمها ضمن فعاليات أسبوع باريس للموضة، وجعله يتناسب مع متطلّبات المرأة العصريّة. في هذه المجموعة التي تألّفت من 47 إطلالة، يحتفل شقرا بأنوثة المرأة. فقد انطلق من خبرته وشغفه بالموضة لابتكار تصاميم حديثة غنيّة بلمسات رومنسيّة. وهو افتتح عرض أزيائه بإطلالات بيضاء اتخذت أشكال جامبسوت رافقتها تنانير طويلة انسدلت من الجهة الخلفيّة فقط للإبقاء على الطابع العصري للإطلالات من الأمام. هذا الخليط بين العصرية والرومانسيّة انسحب على العديد من التصاميم الأخرى التي دخلت عليها اللمسات المعدنيّة، وتزيّنت بالريش، والشبك، والباييت، والعقد، والورود الكبيرة. اعتمد شقرا على لعبة الازدواجية في العديد من تصاميمه. وهي تجسّدت بمزيج من الكورسيهات المشبّكة وأقمشة البليسيه مع تنانير الموسلين، والشيفون، والتول التي تحوّلت إلى تصاميم هندسيّة فريدة تجمع بين حدّة القصات ونعومة القماش. التدرجات الباستيليّة طغت على هذه المجموعة الرومنسيّة، فرصدنا العديد من الإطلالات بألوان الزهري، والأزرق، والأخضر المائي بالإضافة إلى ألوان حيويّة كالأصفر، والبرتقالي، والفضي البرّاق. أما الأقمشة فتنوّعت بين بين الساتان، والغيبور، والتويد التي تمّ تطريزها بالأحجار، واللؤلؤ، والريش. وقد استعان شقرا بأنواع من الأقمشة غير الاعتيادية مثل الجلد المعدني، والرافيا، والشراريب البلاستيكيّة. كما التقت االرومنسيّة بالحداثة في فساتين من الأورغنزا المطبّع بالأزهار، والغازار المرسوم يدوياً. أما عروس جورج شقرا فأطلّت بثوب من الرافيا فريد من نوعه وقد رافقتها مجموعة من الوصيفات بفساتين قصيرة متلألئة تحت أثواب من التول بلمسات ورديّة ناعمة.