معرض كويتي مئة في المئة.. تعمّدتُ الكتابة عنه بعد انتهائه حتى لا يعتبر ترويجاً.. ولو أن ذلك واجب لتشجيع عيالنا من الجنسين. معرض «مرزام» للديكور، الذي انتهى أمس.. نقلة نوعية في مستوى المعارض في الكويت بهذا الحجم؛ لأننا تعوّدنا أن يكون المعرض لأي منتج عندنا مكاناً ترصّ فيه المنتجات بغرض البيع وليس لتمتّع الزوار بكل لحظة يقضونها فيه. إحدى الزائرات قالت عبارة جميلة لخّصت فيها سبب نجاح هذا المعرض المتخصّص: «عندما تجتمع التجارة مع الفن يكون هو النجاح». معرض مرزام لا أمتدحه لكون القائمة عليه فلذة كبدي؛ بل لأن فلذات أكبادنا من المبدعين من بناتنا وشبابنا الكويتيين الذين أبهروا الزائرين وأثاروا فيهم الغبطة والفخر بأنهم كويتيون، كانوا اصحاب أعمال، بمعنى الكلمة؛ فقد رأيتهم متابعين، شارحين، يعرفون عن ماذا يتكلمون، واضعين أيديهم في كل صغيرة وكبيرة، ويقفون على كل صغيرة وكبيرة.. حوّلوا أفكارهم وإبداعاتهم الى لوحات جمال، أينما وجّهت عينيك ترَها في هذا المعرض. كَمّ الإطراءات وعبارات التشجيع والاعجاب التي تلقاها المشاركون غير طبيعي من اهل الكويت وضيوفنا من الخليج. كمية حبايبنا من الخليج الذين قدموا الى الكويت خصيصا لحضور المعرض والالتقاء بالمشاركين فيه ممن يتابعونهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كانت غير متوقّعة، ما يشير الى ان سياحة المعارض بالكويت ستكون مصدر رزق وعمل لعيالنا، إذا ما قدّرت الدولة هذا النوع من الأنشطة، وهذا النوع من السياحة. جاء الوقت لألخّص لكم سرّ النجاح عندنا في الكويت.. انه إتاحة الفرص لعيالنا ليظهروا ابداعاتهم (وهذا أمر مشهود له على مستوى يتخطّى الكويت) والادارة الناجحة التي تعرف ماذا تعمل؟ ومع من؟ يؤسفني ان اقول إن جزءا كبيرا ونسبة عالية من اخفاقات شبابنا المبدع سببها الاول والاخير انها لم تجد من يقدمها للسوق، ومن يتيح لها الفرصة لذلك.. ولم تجد الادارة الناجحة التي تؤدي هذه المهمة بخبرة ومهنية تحتويان هذه الابداعات بالشكل المطلوب والصحيح. العارضون شباب كويتيون، والمعروضات جزء كبير منها بإبداعات كويتية، والادارة كويتية والنجاح كويتي.. انتهت المعادلة. اصحي يا دولة.. شبابك مبدع بشكل غير عادي.. يحتاج الى احتواء واهتمام فحسب؛ لأنه متميّز وقادر على رفعة شأن وطنه في المحيط الذي يعيشه. إقبال الأحمد Iqbalalahmed0@yahoo.com
مشاركة :