رفضت فنزويلا، أمس السبت، مهلة حددتها دول أوروبية؛ للإعلان عن تنظيم انتخابات جديدة تحت طائلة الاعتراف برئاسة المعارض خوان جوايدو، فيما ازدادت حدة المواجهة بين الولايات المتحدة؛ الساعية لحشد التأييد لجوايدو، وروسيا المستميتة في الدفاع عن الرئيس نيكولاس مادورو، وأفشلت موسكو والصين محاولة واشنطن لاستصدار بيان يدعم موقفها في مجلس الأمن.ومع ذلك، لم تنجح روسيا في منع انعقاد اجتماع حول فنزويلا في مجلس الأمن؛ بعدما صوت تسعة أعضاء؛ لعقد الجلسة، فيما رفضت ثلاث دول أخرى، إضافة إلى موسكو التي اعتبرت الأزمة «شأناً داخلياً»، متهمة واشنطن وحلفاءها بدعم «انقلاب»، نافية بذلك حق مجلس الأمن في مناقشة الوضع في هذا البلد. ووصف المندوب الروسي في الأمم المتحدة، التصرفات الأمريكية في هذه الأزمة بأنها «وقحة وعدوانية». ورد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن «نظام نيكولاس مادورو قمع شعبه» منذ سنوات، مضيفاً: «ليس مفاجئاً دعم روسيا للنظام الفاسد في فنزويلا»، داعياً المجلس؛ لدعم جوايدو، وأكد أن «الوقت حان لدعم الشعب الفنزويلي، والاعتراف بالحكومة الديمقراطية بقيادة جوايدو».وأمهلت دولة أوروبية، بينها إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، كاراكاس ثمانية أيام؛ لإجراء انتخابات، قبل أن تعترف بزعيم المعارضة خوان جوايدو «رئيساً» مؤقتاً. وتأتي المهلة الأوروبية مع تصاعد الضغوط الدولية على مادورو؛ للموافقة على إجراء اقتراع جديد، خاصة مع اعتراف الولايات المتحدة وكندا إلى جانب دول في أمريكا اللاتينية بجوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة خلال تظاهرات حاشدة الأربعاء.وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في إعلان رسمي: «إذا لم تتم الدعوة خلال ثمانية أيام إلى انتخابات نزيهة وحرة وشفافة في فنزويلا، فإن إسبانيا ستعترف بخوان جوايدو رئيساً».وخرجت مواقف مماثلة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحكومتين الألمانية والبريطانية، إضافة إلى الحكومة البرتغالية في وقت يستعد الاتحاد الأوروبي لبيان مشترك، يتعلق بموقفه من الأزمة، وأبدت معه دول؛ مثل: النمسا واليونان ترددها حيالها.ورفضت فنزويلا، أمس، المهلة الأوروبية لإجراء انتخابات. وقال وزير خارجيتها خورخي أريازا خلال جلسة مجلس الأمن: «لا أحد يحدد لنا مهلاً. ويقول لنا ما إذا كان ينبغي الدعوة إلى انتخابات أو لا. من أنتم لتوجهوا إنذاراً إلى حكومة لها سيادتها؟».وأكّدت ليما أن «البيرو استقبلت 700 ألف لاجئ»؛ بسبب سياسات فنزويلا، فيما شددت بريطانيا على أن «اشتراكية مادورو دمّرت بلداً بأكمله». وطلبت غينيا الاستوائية، من الأمين العام للأمم المتحدة تولى دور الوسيط في الأزمة.وأبدى مادورو انفتاحاً إلى لقاء خصمه؛ لكن جوايدو الذي ظل ليومين في مكان سري رفض عرضه، قائلاً: «القمع عندما لا يعطي نتيجة يتحول إلى حوار شكلي». وواصل هجومه على مادورو، داعياً إلى «تعبئة كبرى» في الشارع هذا الأسبوع.ودعا مادورو المدعوم من الجيش إلى «تمرد شعبي ضد الانقلاب» الذي يتهم واشنطن بالوقوف وراءه. وقال: «أيها الشعب، إلى الشارع». وشهدت التظاهرات في البلد النفطي الكبير، سقوط 26 قتيلاً خلال أربعة أيام. وصرحت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، أن أكثر من 350 شخصاً أوقفوا خلال التظاهرات هذا الأسبوع. (وكالات)
مشاركة :