أطلق سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري على اللقاء الحواري الذي عقده مع رؤساء وممثلي جمعيات وهيئات أهلية وشبابية في مدينة صيدا، في مكتب الرئيس فؤاد السنيورة في الهلالية، عنوان " جسور 3" ووضعه في سياق المبادرات التي أطلقتها السفارة السعودية تحت العنوان نفسه في أكثر من منطقة لبنانية. بدأ اللقاء بكلمة للسنيورة الذي قال: "سعادة السفير بدأ بمبادرة من ضمن جهوده للتواصل مع شتى مدن لبنان ومناطقه والانفتاح على مختلف المكونات اللبنانية وفتح مجالاً رحباً لأن تكون هناك لقاءات سواء عبر" فنجان قهوة" او عبر "جسور" . المقصود منها الانفتاح على الشعب اللبناني وهذا شيء نقدره. واليوم احببنا ان تكون هذه الجلسة وأن تتسم بكثير من الانفتاح . أمر مهم ان يستمع سعادته الى من يحدّثه عن اجواء صيدا. وشرحت له كم تحملت المدينة خصوصا في ظل الأجواء الحافلة بالمشكلات الاقتصادية الناتجة عن متغيرات في المنطقة والظروف الناتجة عن تراجع النمو الاقتصادي في المنطقة ولبنان والتي كان لصيدا القسم الكبير من نتائجها السلبية وبالتالي إلى تحملها قدراً كبيراً من المعاناة الاقتصادية بهذا الشأن". الديبلوماسية السعودية ثم تحدث السفير البخاري شاكرا الرئيس السنيورة على مبادرته بالدعوة الى هذا اللقاء وقال: "إن الديبلوماسية السعودية بدأت تشهد تغيراً بالتوجه أكثر نحو الإنسان، بمعنى آخر بعدما اجرينا تقويما لمستوى العلاقات الثنائية خلال العام الماضي خرجنا باستراتيجية مصغرة، وهي الديبلوماسية السعودية المستدامة في لبنان والتي ترتكز على الانسان اللبناني بغض النظر عن انتماءاته وطائفته او مكان تواجده. تهتم المملكة كثيرا، ورسالتها في لبنان منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله وحتى هذه اللحظة بكل اعتزاز وافتخار، كانت ولا تزال شديدة الحرص على امن وسيادة واستقرار وازدهار لبنان وهذا دأبها لم تتغير، وهذا مصدر فخر واعتزاز لمستوى هذه العلاقة المتميزة التي تربطنا بلبنان روابط اخوية وانسياب وصهر وتواصل". اضاف: "لقد دشنت السفارة السعودية في لبنان مبادرة بعنوان "جسور" تعنى بالتواصل بكل مناطق لبنان وبكل المراكز والدراسات الاستراتيجية والجمعيات الأهلية الموجودة داخل لبنان واضيف اليها محور جديد واللبنانيين في دول المهجر، من خلال سفاراتنا ومن خلال ايضا السفارات اللبنانية، لنرى كيف يمكن ان نتواصل أكثر. ونحن نعتبر ان الانسان اللبناني قد اثبت جدارته عبر كل هذه العقود التي مرت وهو يمتلك خبرات كبيرة ومدربة وعلى كفاية عالية واينما وجد اللبناني وجدت الفرص للإبداع والاستثمار والاقتصاد". وتابع: "اليوم الرئيس السنيورة مشكورا اتاح لي الفرصة لأن تكون مبادرة "جسور3" في صيدا، بعدما بدأنا في طرابلس وايضا أقمنا جسورا مع العشائر العربية. واليوم نحن في صيدا لنسمع ونرى كيف يمكن ان نتعاون أكثر، خصوصا ان المملكة الآن اتجهت نحو الرؤية 2030، هذه الرؤية فيها الكثير من الفرص الاستثمارية المتاحة بين البلدين، بشكل مؤسسي، وبشكل يمكننا من ان ندرس اوجه الفرص الموجودة من خلال المشاريع وحزم المشاريع التي تضمنتها الرؤية في العديد من المجالات ومنها صناعة السياحة والترفيه في العالم العربي والتي تعتبر الكفاءات اللبنانية في هذا المجال من أفضل الكفاءات المدربة في العالم العربي، وبالتالي كيف يمكن ان نستفيد مثلاً من هذه الأوجه. وهذا محور للنقاش، واعتقد ان الرئيس السنيورة كان حريصاً على ان نجلس معا ونضيء على النقاط التي يمكن ان نستفيد منها ولنخرج بخريطة طريق لنرى معا الزوايا التي لا نراها من جهتنا". بعد ذلك جرى حوار بين السفير البخاري والحضور بمشاركة السنيورة، تناول العديد من القضايا والمواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية. لقاء البخاري - سليمان والتقى السفير السعودي الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، الذي شدد على "ضرورة تحسين العلاقات مع الأشقاء العرب كافة، لتحصين لبنان بما يتناسب مع مصلحته، لناحية تحييده عن الصراعات من جهة والتزامه كعضو فاعل في جامعة الدول العربية من جهة أخرى". ورأى ان "التعثر الذي ظهر في القمة الاقتصادية وأدى الى ما أدى إليه، يجب ان يشكل مناسبة لإعادة النظر في السياسات المتبعة تجاه الدول الصديقة التي تحب لبنان وتساعده من دون مقابل". أما السفير البخاري فقال أن زيارته للرئيس سليمان "بروتوكولية في اطار الزيارات التي اقوم بها. وتم التباحث في العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وتطرقنا الى الاوضاع في المنطقة". أضاف: "أكدت لفخامته على دور المملكة في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وازدهاره، وتمنينا تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن. وشكرته على مشاركته في فعاليات مهرجانات طنطورة. واتفقنا على لقاءات مقبلة".
مشاركة :