تابع جمهور كبير الحفل الغنائي على مسرح القرية التراثية في مهرجان سلطان بن زايد التراثي بسويحان 2019، الذي حمل طابعاً تراثياً مميزاً أحيته الفنانة الإماراتية أريام والأردنية عريب في أجواء ملأتها السعادة، وسط إعجاب الجمهور مع الطرب الشعبي الأصيل، وترك مساحة كبيرة للتفاعل مع الأداء الجميل. حضر الحفل الغنائي الدكتور عبيد علي راشد المنصوري، نائب مدير عام مركز سلطان بن زايد، نائب رئيس اللجنة العليا، رئيس اللجنة الإعلامية في المهرجان، وسعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، إلى جانب الجمهور الكبير الذي أشاد بالأمسيات الفنية في المهرجان، الذي يزخر بالأنشطة والمسابقات والحرف التقليدية التي تحيي تراث الإمارات العريق. جمهور سويحان أريام استهلت فقرتها الغنائية بأغنية سويحان التي نالت إعجاب الحضور، حيث شهدت تفاعلاً كبيراً وترديد كلمات أغانيها، وارتسمت البسمة على وجهها، وهي تتابع ترديد الكلمات قبل أن تنطق بها. وعن ارتباطها القوي بمهرجان سلطان بن زايد التراثي، وتقديرها الكبير لجمهور ليالي سويحان قالت أريام: «أنتظر المهرجان في كل عام وأرقب قدومه، وقد اعتدت على جمهور سويحان، واعتاد الجمهور على حضوري كل عام، فأصبحت أرى نفسي جزءاً من هذا المهرجان التراثي الكبير». وأشارت إلى اعتمادها في اختيار الأغاني التي تقدمها على عدة أمور، منها طبيعة المكان ونوعية الجمهور وتتطلب التفكير جيداً في جميع الأغاني التي تحظى بإعجابهم، بالإضافة للعديد من الأغاني التي تحمل كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والأغاني الخاصة بالتراث الإماراتي. تراث الآباء وقدمت أريام شكرها الخاص لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وقالت :«أقدم محبتي وشكري واحترامي لما يقدمه سموه من دعم كبير لإحياء تراث الآباء والأجداد، وتواصله المستمر في إحياء هذا المهرجان، ومتابعته المستمرة، وتوجيهاته السديدة للوقوف على إنجاح هذا المهرجان». عادات وتقاليد وقالت عريب إن مهرجان سلطان بن زايد التراثي من أهم المهرجانات بالنسبة للمطربين، ومشاركتنا فيه تمنحنا دفعة كبيرة لمشوارنا الفني، حيث تعتبر مشاركتي هذا العام هي الرابعة على التوالي التي أشارك فيها في هذا المهرجان الكبير الذي تعودت عليه وأصبحت جزءاً منه. وحول نوعية الأغاني التي يفضلها الجمهور، أوضحت أن هذا المهرجان من أهم المهرجانات التي تسلط الضوء على جزء مهم من حياة الإنسان وهي عاداته وتقاليده، فالمهرجان يحيي تراث الأجداد ويذكرنا بالزمن الماضي الجميل وبعاداتنا التي ما زالت مزروعة في نفوسنا. وأعربت عن تقديرها للاهتمام البالغ بالتراث من مختلف جوانبه المتعددة، مشيرة إلى أنها تعتبر مهرجان سلطان بن زايد التراثي متكاملاً، من جهة الناحية التنظيمية وتنوع الفعاليات. وقد اختارت عريب في حفلها عدة أغانٍ تراثية من كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخرى شعبية يحبها ويتفاعل معها جمهور سويحان. إقبال على المعروضات التراثية.. وتوافد السياح على الفعاليات شهد مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2019، في سويحان باقة من الأنشطة والفعاليات والبرامج، التي حظيت باستقطاب أكثر من 3 آلاف شخص من سياح أجانب ووفود زائرة، وجمهور من مختلف الجنسيات، وسجلت قرية الأطفال الواقعة بمحاذاة السوق الشعبي، نفسها المكان المفضل للأطفال وعائلاتهم، حيث يكتشفون فيها ركن الألعاب بألوانه الزاهية، وباقة من الألعاب التي تتيح لهم فرصة نزهة ترفيهية خاصة والتمتع بأجواء المهرجان، وبالتجول في أرجاء القرية يجد الأطفال ضالتهم في قسم الفروسية التابع لإسطبلات بوذيب العالمية للقدرة التابعة لنادي تراث الإمارات. وعن تعليم الأطفال قواعد وأصول رياضة الفروسية والهجن، والأدوات المستخدمة في تجهيز الخيل، أوضح مبارك سيف الخصواني المنصوري منسق عام قرية بوذيب للقدرة، أنه تم تجهيز مجموعة من الخيول والهجن، وأن الأطفال والسياح والزائرين من محبي الخيول والهجن يجدون فريقاً متكاملاً للقيام بهذه المهمة، وتعريفهم بأهمية رياضة الآباء والأجداد، وكيفية التعامل مع الخيول والجمال، مشيراً إلى هذه الرياضة ضمن اهتمامات نادي تراث الإمارات لتأسيس أجيال جديدة من الفرسان، فركوب الخيل رياضة ممتعة، وفي الوقت نفسه تسمح للطفل بتعلم أسس التربية الحازمة، إذ يتعين عليه تعلم احترام الحيوان في جميع الظروف ومداراة مشاعره، ومعرفة كيفية العثور على حلول تتناسب مع الموقف، وكيفية إدارة جسده والتحكّم في حركته. الجلسات التراثية وأعرب الزوار عن تقديرهم للجلسات التراثية المخصصة للضيوف، واستمتاعهم بكرم الضيافة الإماراتي، وتواصلت جوالتهم بين أروقة 70 محلًا، تعرض الأكلات الشعبية والعطور والصناعات البحرية، ثم الاستماع إلى شرح واف عن هذه الأركان من قبل اللجان المختلفة في السوق، بهدف تأكيد قيمة الموروث الإماراتي، الذي صار أيقونة المهرجان، بما يضمه من معروضات شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار. في قلب المهرجانوحول المهام التي يقوم بها الركن المخصص للتواصل الاجتماعي في السوق الشعبي قال راكان فرج العرياني رئيس لجنة التواصل الاجتماعي في نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد، إنه الواجهة الإعلامية الأولى لنقل كافة فعاليات ونشاطات وبرامج وأحداث المهرجان في بث مباشر، عبر 11 منصة من وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أولى المهام تتمثل في تنظيم فقرة التواصل الاجتماعي على المسرح المكشوف بالسوق الشعبي، وتشتمل على مسابقات ثقافية وتراثية، وتوجيه أسئلة للجمهور والزوار. وبالنسبة للترويج للفعاليات، أشار إلى التركيز على نقل فعاليات المسابقات الرئيسية في المهرجان، خاصة المزاينة، المحالب، السلوقي العربي، سباق الإبل التراثي، والتنويه إعلامياً وبصورة مباشرة وإلقاء المزيد من الأنوار الكاشفة على كافة الفعاليات اليومية المصاحبة مثل: عربات الطعام المتنقلة، مكشات سويحان، خيمة التسامح، خيمة الاستعلامات، وغيرها مما يعطي صورة وافية عن تفاصيل المهرجان. توقيع كتاب وضمن فعاليات المهرجان استضاف جناح مركز زايد للدراسات والبحوث حفل توقيع كتاب «بن نعيف العامري.. سيرة وتاريخ وديوان»، لمؤلفه الشاعر والمؤرخ الإماراتي محمد سيف بن نعيف العامري، وقد قدم للكتاب أحمد شبيب الظاهري أمين عام المجلس الوطني الاتحادي، وقد تناول الكتاب لمحة تاريخية حول الإمارات وجوارها، وقيام الدولة، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، إضافة إلى لمحة في تاريخ القبائل، وأيامها الشهيرة بالإباء والشهامة. أقدم الصناعات في ركن الفخار سجل «ركن الفخار» التابع للقرية التراثية بكاسر الأمواج حضوره القوي في السوق الشعبي، حيث تعتبر صناعة الفخار التي يتبنى النادي المحافظة عليها من أقدم الصناعات التقليدية في الإمارات، وتشكل رابطاً بين الإنسان الإماراتي المعاصر، وتلك الحقب الطويلة الماضية، وتكشف تطور الإنسان وتقدمه، وتزود الباحثين بالمعلومات التاريخية عن التتابع التاريخي لحضارات الإمارات القديمة، فهي من أقدم وأبقى مآثر الإنسان، وقد حظي الركن بزيارات لافتة لعدد كبير من الزوار والسياح، والتعرف على منتجات هذا الركن، الذي يتحف الجمهور بعرض حي حول كيفية تجهيز القطع الفخارية. استقطاب الوفود السياحية تعمل لجنة الترويج السياحي، على استقطاب الوفود السياحية الأجنبية لزيارة المهرجان والاطلاع على فعالياته وبرامجه ومشاريعه التراثية، وذلك في إطار رسالة النادي الهادفة إلى نشر التراث الوطني على كافة المستويات. من أبرز المهام التي تقوم بها اللجنة: استقبال الوفود السياحية الأجنبية، وتنظيم برنامج لها يشتمل على جولات للاطلاع على نشاطات السوق الشعبي، ومسابقات المهرجان، والتركيز على حضورهم للحظات تتويج الفائزين في «المزاينة»، إلى جانب تزويدهم بمعلومات وافية عن المهرجان ورسالته في المحافظة على تقاليد الهجن، والعادات الأصيلة لدى شعب الإمارات، وغير ذلك مما يسهم في ربطهم بالحدث، وإضافة معرفة جديدة بالنسبة لهم حول تراثنا الوطني وأهميته. وشهدت الفعاليات حضور عائلة كاملة من جنوب أفريقيا لفعاليات السوق، العائلة مكونة من توماس إستريوم، وزوجته شانتاو إستريوم، ووالدته ليتي فنزوين، حيث أكدوا أنهم يحضرون المهرجان للمرة الأولى، وقد عبروا خلال جولتهم في السوق عن إعجابهم بالمعروضات التراثية والأشغال اليدوية، حيث أتيحت لهم الفرصة للمشاركة في ورشة الخوص التي ينظمها مركز أبوظبي النسائي التابع لنادي تراث الإمارات، كما تجولوا في ركن الكتب لمركز زايد للدراسات والبحوث، والاطلاع على عديد الصناعات اليدوية التقليدية خصوصاً التطريز والمشغولات والأزياء والعطور المحلية وغيرها، مؤكدين في ختام جولتهم أهمية المهرجان الذي لبي رغباتهم وتوقعاتهم من ناحية ارتباطه بالصورة المشرقة للموروث الشعبي الإماراتي، وقالوا: قرأنا الكثير عن المهرجان قبل أن نزوره، ووجدنا المكان مميزاً في قلب الصحراء، حيث يستقبلك الناس بكل محبة واحترام.
مشاركة :