تحل اليوم الأحد 27 يناير ذكرى ميلاد العالم النحوي الكبير الدكتور تمام حسان، حيث ولد في محافظة قنا عام 1918، ورحل عن عالمنا في 11 أكتوبر 2011.ويعتبر "حسان" أول من استنبط موازين التنغيم وقواعد النبر في اللغة العربية؛ حيث لم تكن مدروسة قبله، كما درس "المعجم" باعتباره نظاما لغويا متكاملا تربطه علاقات محددة وليس مجموعة مفردات أو كلمات كما كان المستقر، فهو الذي نبه إلى فكرة النظام اللغوي للمعجم، وأن هناك كلمات تفرض الكلمات التي تستعمل معها، وهناك أفعال لابد لها من فاعل وأخرى لابد أن يكون فاعلها عاقلا.خالف "حسان" البصريين والكوفيين في دراسة الاشتقاق حين اقترح "فاء الكلمة وعينها ولامها"، كأصل للاشتقاق في حين كان أصل الاشتقاق عند البصرة "المصدر"، وأصله عند الكوفة "الفعل الماضي"، وأعاد تقسيم الكلام العربي على أساس المبنى والمعنى رافضا التقسيم الثلاثي "اسم، فعل، حرف"، وجعل التقسيم سباعيا "اسم، فعل، صفة، ظرف، ضمير، خالفة، حرف" بحسب السلوك النحوي الخاص بكل قسم.فرّق في دراساته بين الزمن النحوي والزمن الصرفي، فقال بالزمن الصرفي الذي هو وظيفة الصيغة المفردة من دون جملة "ماض، مضارع، أمر" والزمن النحوي الذي يختلف عنه وقد يخالفه، مثلما هو الحال في قوله تعالى "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب" فهو زمن مضارع صرفيا لكنه ماض نحويًا.كما سعى إلى التضييق على فكرة الشذوذ والندرة وعدم القياس التي اعتادها النحويون، والتي تهدر ميراثا لغويا وتؤدي إلى جمود اللغة؛ فقال بالترخص في القرائن المبنية على التضافر في إيضاح المعنى وزيادة بعضها عن الحاجة إلى الإفادة، كما كشف عن نوع من الاستعمال يخالف القواعد ولكنه يقاس عليه، وأطلق عليه اسم الأسلوب العدولي.
مشاركة :