أدى الخروج المبكر لمنتخب «الأرز» من كأس آسيا 2019 في الامارات، إلى فتح النقاش مجددا حول مدى استفادة الكرة اللبنانية من وجود عدد كبير من اللاعبين المحترفين في الخارج، والنتائج التي قد تتحقق جراء مشاركتهم كأساسيين على حساب بعض نجوم أندية المقدمة في الدوري المحلي.ويأتي النقاش في ظل الفارق الكبير في الإمكانيات الفنية بين المحترفين في السويد وألمانيا واليونان وكرواتيا وهم جوان العمري والأخوان ألكسندر وجورج ملكي وهلال الحلوة وباسل جرادي (خلال اللقاء الوحيد الذي خاضه في كأس اسيا) من جهة، والمحليين من جهة أخرى خصوصاً على مستوى اللياقة البدنية، حيث قدم المحترفون مستوى مميزا.ولاحظ المتابعون ان بروز المحترفين لفت الانظار في ظل تراجع أداء بعض العائدين إلى الملاعب المحلية من الخارج، مثل حسن معتوق ومحمد حيدر وسمير أياس وربيع عطايا وعلي حمام وعدنان حيدر وغيرهم، وعزاه البعض إلى المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الكرة اللبنانية التي تفتقد الى الإمكانيات الكفيلة بحفاظ بعض النجوم على قدراتهم العالية والعمل على تطويرها. وفي هذا الإطار، أكد الإعلامي الرياضي باسم الرواس، أن لبنان يملك كنزاً كبيراً من اللاعبين المحترفين في الخارج خصوصاً في أميركا الجنوبية وأستراليا، لافتاً إلى أن الموضوع يحتاج إلى اتحاد قادر على التواصل معهم وإقناعهم باللعب لصالح المنتخب، خصوصاً وأن التجربة أثبتت نجاحها في دول عديدة أخيرا مثل تونس والجزائر وإيران.واعتبر الرواس أن الاعتماد على المحترفين في الخارج يجب أن يشكل دافعاً للاعب المحلي من أجل خوض تجربة احترافية في الدوريات الخارجية، ما يساعد على تطوير مستواه.وبيّن بأن تجربة استدعاء المحترفين لخوض كأس آسيا أثبتت نجاحها، مشدداً على أنه يمكن أن تحقق نجاحاً أكبر في حال انخراط هؤلاء بشكل أكبر مع المحليين في معكسرات إعدادية، واجراء مباريات ودية بوتيرة أعلى وقبل فترة كافية من اي مشاركة.ورأى الرواس أن عودة بعض النجوم من بوابة الاحتراف إلى الدوري المحلي، أضرت بالمنتخب وإن عادت بالفائدة المادية على هؤلاء. من جهته، اعتبر الصحافي ميثم قصير، أن البطولة أظهرت فارقا كبيرا في الإمكانيات الفنية والبدنية بين المحترفين وأولئك الذين ينشطون محليا، لافتاً إلى أن الأمر ظهر جلياً من خلال ضعف اللياقة البدنية لدى الفئة الثانية نتيجة المشاكل التي يعاني منها المقيم في لبنان، وعدم تركيزه في اللعبة فقط.واعتبر أن الكرة اللبنانية لا تبشر بالخير حاليا، مشيرا الى أن استدعاء المحترفين لخوض مباريات محدودة مع المنتخب قد لا يكون مفيداً دون وجود عقلية احترافية في الإدارة تتيح الاستفادة من القدرات المتاحة لدى هؤلاء.وطالب المسؤولين بالبحث عن 11 لاعباً محترفاً ومنحهم الجنسية، إن لم يكونوا قد حصلوا عليها من قبل، ليشكلوا النواة الأساسية للمنتخب خلال الفترة المقبلة، وبالتالي الاستفادة من التجربة القطرية وغيرها في هذا المجال، شرط أن يكون هؤلاء من ذوي المهارات العالية، حتى لا يتكرر ما حصل من خلال تجنيس 5 برازيليين في كأس آسيا التي استضافها لبنان عام 2000.وشدد قصير على أن هذه الخطوة من شأنها أن تتيح الفرصة لتحقيق إنجازات مشرّفة للبنان، وقد تشكل باباً للدخول إلى كأس العالم، لافتاً إلى ضرورة اقتصار الاستدعاء على اللاعبين الذين يثبتون قدرتهم على تقديم الإضافة اللازمة للمجموعة، خصوصاً وأن البطولة الآسيوية كشفت على سبيل المثال عن عيوب عدة في مستوى عدد من النجوم الذين تأثروا سلباً بالعودة من عالم الاحتراف إلى الدوري المحلي.من جهته، أشار الصحافي في «يورو سبورت عربية» حسين وهبي، إلى أن الذين يلعبون خارج لبنان، يقدمون مستويات أعلى من نظرائهم المحليين، نظراً الى الفوارق الكبيرة في اللياقة البدنية بالدرجة الأولى والقدرة على التكيف مع مجريات اللعب طيلة الدقائق التسعين بالاداء نفسه.وقال إنه يتوجب على الاتحاد اللبناني للعبة العمل على أن يكون المحترف في الخارج على تماس دائم مع اللاعبين المحليين عن طريق خوض معسكرات ومباريات ودية والقيام بتحضيرات قبل فترة كافية من اي مشاركة.وذكر أن اللاعب المحترف في الخارج يتفوق على «المحلي» بالنظام الذي يتبعه طيلة الوقت من حيث نوعية الغذاء والتعود على ملاعب العشب الطبيعي وهي مشكلة أساسية تعاني منها الكرة اللبنانية.
مشاركة :