قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال قمة مشتركة مع الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، إن «التاريخ يؤكد أن الرباط بين مصر والسودان ترابط أزلي لا انفصام فيه»، مؤكداً أن المحادثات المشتركة «تتوج جهود تعزيز العلاقات الثنائية تحقيقاً لمصالح الشعبين وتأسيساً على المصالح المترابطة».وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك أن اللقاء بينهما، هو الثامن، مشيراً إلى أن «الجهود المشتركة التي جرت على مدى العام الماضي تكللت بانعقاد اللجنة العليا المشتركة في أكتوبر الماضي في الخرطوم، وشهدت التوقيع على 12 اتفاقية، وشهدت تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين في مختلف المجالات». وتابع «بحثنا تطورات المفاوضات حيال سد النهضة، وأهمية التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا، وفي أقرب وقت». من جهته، قال البشير «يربط بين السودان ومصر الجغرافيا والتاريخ المشترك والحاضر والمستقبل والمصير المشترك، وقادة البلدين مستمران في التواصل لدفع العلاقات في المجالات المختلفة من خلال الاتفاقيات»، مؤكداً أنه «منذ وصول السيسي للسلطة في مصر ظلت العلاقات بين القاهرة والخرطوم مستقرة، بل تتطور يوما بعد يوم في إطار قناعة البلدين بأهمية دعم المصالح المشتركة».وأضاف: «بيننا اتفاق تام وتحدثنا عن مشروعات ربط الطرق البرية القائم، وقريباً مشروع الربط الكهربائي، ودراسات ربط السكك الحديد التي ستجمع بين مصر والسودان على أن تمتد إلى إريتريا وإثيوبيا وتشاد ودكار وجيبوتي». ولفت إلى أن «العلاقات بين مصر والسودان وأفريقيا، قديمة وراسخة»، مؤكداً أهمية القضايا المشتركة، خصوصاً أمن البحر الأحمر، مضيفاً أن «هناك اتفاقيات وستكلل بالنجاح». وأكد «أن سد النهضة يعد قضية حيوية لمصر والسودان، ومصر لها مصلحة كبيرة في مياه النيل والنيل الأزرق يمثل 85 في المئة من مياه النيل وما يدور الآن من بناء وتشغيل سد النهضة يهم السودان ومصر وعلينا مواصلة الاتفاق في شأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع إثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها».وشدد على أهمية التعاون الثنائي الأمني، لافتاً إلى أن «هناك منظمات سالبة تعمل على زعزعة الأمن في المنطقة، وأطلعنا الرئيس السيسي على تطورات الأوضاع في السودان بعيداً عما يثار في الإعلام». وأكد أن «هناك مشكلة ولكنها ليست بالحجم الذي يعكسه الإعلام، وهناك محاولات لاستنساخ الربيع العربي في السودان بالمواقف والشعارات ذاتها، ولكن الشعب واع ويفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الاستقرار، ونقدر لمصر إرسال وفد رفيع المستوى للخرطوم في بداية الأزمة حرصاً منها على استقرار السودان الذي يهمه أيضاً أمن واستقرار السودان».من جانب ثان، أجرى السيسي، مساء السبت، محادثات هاتفية مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تناولت العلاقات الثنائية، وآخر تطورات الملفات الإقليمية. وأعلن السيسي عن دعم مبادرة «نور الحياة» بمبلغ مليار جنيه من صندوق «تحيا مصر»، للكشف على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية على مستوى المحافظات، إضافة إلى مليوني مواطن من الحالات الأولى بالرعاية وتوفير مليون نظارة طبية وإجراء 250 ألف عملية جراحية في العيون. في سياق منفصل، أعلن الجيش، أمس، مقتل اثنين من قادة تنظيم «داعش»، إضافة إلى العديد من العناصر الإرهابية بغارة جوية مركزة، استهدفت إحدى البؤر في شمال سيناء.
مشاركة :