الشارقة: «الخليج» شهد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مساء أول أمس، بحضور الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة ومؤسسة الشارقة للفنون، حفل ختام فعاليات الدورة الأولى من منصة الشارقة للأفلام التي كانت قد انطلقت في 18 يناير الجاري، بمشاركة 140 فيلماً، من 40 دولة، تنوعت بين الروائية، والوثائقية، والتجريبية، وعرضت في أربعة مواقع من إمارة الشارقة هي: سينما سراب المدينة، وسينما الحمراء، ومعهد الشارقة للفنون المسرحية، وقاعة إفريقيا.بدأت مجريات حفل الختام، بوصول راعي الحفل صاحب السموّ حاكم الشارقة، حيث كان في استقباله الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب سموّ الحاكم، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، مديرة التطوير بمؤسسة الشارقة للفنون، وخولة الملا، رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، واللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، وعدد من رؤساء الدوائر وأعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، وممثلي الجهات الداعمة والراعية للمنصة، وأعضاء لجنة الحكم لفئات منصة الشارقة للأفلام.وألقت الشيخة حور بنت سلطان، كلمة قالت فيها «نرحب بكم في ختامِ الدورة الأولى من منصة الشارقة للأفلام التي أطلقتها مؤسسةُ الشارقة للفنون، مبادرةً سنويةً تتوسّمُ عرضَ الأفلامِ السينمائية الفارقة، وتكريسَ الأعمالِ الفيلمية التي تتقاطع مع الفنون المعاصرة».وأضافت «جاء هذا المشروعُ تتويجاً لجهودنا التي بدأناها منذ بينالي الشارقة السادس عام 2003، واستمرّت حتى يومنا هذا، في مختلف البرامج الموازية للمؤسسة. وها نحنُ اليوم نحتفلُ معكم في خطوتنا الأولى التي شهدتها أرضُ الشارقة العامرةِ بالفنون والإبداع، وعبر هذا المناخ الثقافي الخصب الذي يجعلنا نمضي في مشروعنا، ونحن على يقين بأنه سوف يتبلور ويتنامى بصورةٍ تليقُ بأهدافِ مؤسسة الشارقة للفنون وتطلّعاتها، كما يليقُ بصورةِ إمارة الثقافة وسِدرةِ العطاء، ومكانتها».وأردفت «وفي هذا المقام، اسمحوا لي أن أهدي غِراسنا الأول إلى صاحب الغِراس الوفير، الذي زيّن أرضنا بعطائه الذي لا ينضب، وأضاء خطانا بوجهته التي لا تخطئ، ورؤيته التي لا تخيب، إلى والدنا صاحب المقام الأسمى حاكم الشارقة، الذي أرسى بحكمه وحكمته ملامح هذه الإمارة. كما نهدي هذه المبادرة إلى أهلنا وجمهورنا الذين كانوا نصب أعيننا في كل ما نسعى إليه، وغايتنا في كلّ ما نقدمه من برامجَ وفعالياتٍ ومبادرات، نريدُ لها أن تتكامل وتتواشج ضمن مشروع الشارقة الكبير».واختتمت كلمتها بقولها «اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر إلى كل من أسهم معنا في إنجاح هذا الحدث، من سينمائيين ونقاد وإعلاميين، كما أتقدم بوافر الشكر إلى كلّ من أسهم بدعم هذا الحدث ورعايته، وأخص بالذكر مصرف الشارقة الإسلامي».كما أعلنت ضمن فقرات حفل الختام، أسماء الفائزين بجوائز الدورة الأولى، فقد حصل على جائزة أفضل فيلم روائي، المخرج دوبرافكا توريك عن فيلم «الكرز»، مع إشادة خاصة بفيلم «عطلة» لدنيز إيروغلو، حيث تناول «الكرز» قصة الطفل ياكوف، ذي العشر سنوات الذي يمر ببعض التوترات الأسرية، نتيجة للصراع المستمر بين أخيه الأكبر ووالديه، غير مدرك لسبب هذه المتاعب ومستشعراً الظلم العميق في تصرفات الكبار، بينما تناول فيلم «عطلة» الذي حصل على إشادة لجنة التحكيم، قصة حسين إيستتشي، الذي حبس لمدة ستة أشهر للاشتباه في دعمه لانقلاب عام 2016 في تركيا، وخوفه من أن يدان بذلك.وحصل المخرج محمد زيدان على جائزة أفضل فيلم وثائقي عن فيلم «عندي صورة: الفيلم 1001 في حياة أقدم كومبارس في العالم»، ويقودنا الفيلم للتشكيك في قدرة الإنسان على التمييز بين الحقيقي والمزيف، حيث تؤدي لعبة السلطة بين المخرج المساعد والمخرج، إلى إدراك أننا جميعاً نعيش حياتنا إضافاتٍ قابعةً في الخلفية نترقب الفرصة كي نصبح نجوماً. كما حصلت المخرجة مي زايد على جائزة أفضل فيلم تجريبي عن فيلم «ذاكرة عباد الشمس»، وفيه تستعيد ذكرياتها مع جدها الراحل، الذي كان، مع تقدمه في السن، يفقد ذكرياته، بينما تبني هي ذكريات جديدة. وعرض، خلال حفل الختام، فيلم تسجيلي لأبرز الأعمال السينمائية المشاركة في الدورة الأولى من منصة الشارقة للأفلام، كما أضيء على الأفلام الفائزة بمنحة المنصة، وهي فيلم «ليمون» للمخرج عبد الرحمن المدني، الذي يناقش مصاعب الحياة الزوجية، والعقبات التي تواجهها الزوجة في سبيل الحصول على اهتمام زوجها، وفيلم «مريم» للمخرج محمد الحمادي، الذي يروي قصة شابة إماراتية طموحة تسعى لمتابعة مهنة التمثيل في نيويورك، رغم معارضة والديها.ويأتي تنظيم مؤسسة الشارقة للفنون، فعاليات الدورة الافتتاحية من منصة الشارقة للأفلام، استجابة لتنامي أهمية السينما في مشاريع المؤسسة، وهو برنامج سنوي يدعم إنتاج الأفلام في الإمارات والمنطقة.
مشاركة :