استبعد خوان جويدو رئيس البرلمان الفنزويلي،الذي أعلن نفسه الأسبوع الماضي رئيسا مؤقتا للبلاد، إمكانية نشوب نزاع مسلّح في بلاده على خلفية الصراع على السلطة مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو .وأبدى جويدو - في مقابلة مع صحيفة "ذا جارديان" البريطانية - عزمه على "إتمام العمل" المتعلق بالإطاحة بمادورو وإنهاء حالة الطوارئ الإنسانية التي تشهدها فنزويلا، والتي أجّجت أكبر موجة هجرة في التاريخ الحديث لأمريكا اللاتينية، حسب ما نشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم /الاثنين/ .وتشهد فنزويلا حالة من التوتر على خلفية تنصيب مادورو رئيسا للبلاد لولاية جديدة بدأت رسميا في 10 يناير الجاري ؛ إذ لا تقر قوى المعارضة بنتائج الانتخابات الرئاسية الفنزويلية التي أجريت في مايو الماضي، وقاطعتها معظم تلك القوى وفاز مادورو على أثرها بولاية جديدة تستمر 6 أعوام.واندلعت الأربعاء الماضي في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، احتجاجات ضد مادورو، وفي نفس اليوم أعلن رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه رئيس مؤقتا للبلاد.من جانبها ، أعلنت الولايات المتحدة وعدد من الدول اعترافها بجويدو؛ وشاركت واشنطن في هذا الموقف كل من كندا، والأرجنتين، والبرازيل، وشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، وجواتيمالا، وهندوراس، وبنما، وباراجواي، وبيرو، وجورجيا، وألبانيا، ودول أخرى.كما طالبت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي بالإعلان عن انتخابات جديدة في فنزويلا في غضون 8 أيام قبل أن يتم الاعتراف بجوايدو رئيسا انتقاليا، وهو ما يرفضه مادورو.وقال جويدو إن بلده - الذي يمر بأزمة اقتصادية طاحنة - يعيش "لحظة سحرية تقريبا" في مسعاه الجديد نحو انتقال السلطة، مؤكدا أن الدعم الدولي ووحدة أحزاب المعارضة والقاعدة الشعبية المنشَّطة تعني أن لدى فنزويلا الآن فرصة فريدة من نوعها "لأن تترك الفوضى خلفها".وأشارت "ذا جارديان" إلى أن جويدو أعلن أمس أنه سيكثّف جهوده لانتزاع السلطة من حكومة مادورو عبر تنظيم مسيرات احتجاجين، الأربعاء والسبت المقبلين، مع اقتراب الموعد النهائي أذي حددته الدول الأوروبية .وأضاف المعارض الشاب في حواره للصحيفة: "الإحباط تحول إلى أمل.. الناس يجرؤون على الحلم مجددا.. لقد استيقظنا من كابوس لتكون لدينا أحلام جديدة، كي نحلم بالمستقبل، نحلم ببلدنا، ليس بما نحن عليه، وإنما بما بإمكاننا أن نصير عليه".ويتهم مادورو جويدو -الذي لم يكن معروفا بشكل كبير حتى بداية ذلك الشهر- بانتهاك دستور البلاد بإعلان نفسه رئيسا مؤقتا، مشددا على رفضه المهلة الدولية المعلنة من القوى الغربية للدعوة لإجراء انتخابات، لكنه أبدى استعداده للحوار.
مشاركة :