محمد بن ثعلوب الدرعي للتاريخ بقية وحكاية آسيا 2019 لم تنتهِ بعد، وفصولها ما زالت تختزن ملامح المشهد الأخير للبطولة التي اقتربت من خط النهاية، ولأن (الأبيض) الإماراتي أحد فرسان مربع الكبار، فإنه معني بشكل مباشر بملامح الختام، عندما يسجل ظهوره الثاني على التوالي في نصف نهائي كأس أمم آسيا والثالث في تاريخ الأبيض بعد 96 و2015، ولكن الوضع هذه المرة يبدو مختلفاً نتيجة للمتغيرات الكثيرة التي طرأت على المنتخب مؤخراً، وتوقف البطولة على أرض الإمارات للمرة الثانية بعد مرور 23 عاماً، إعادة ذكريات وأحداث آسيا 96 عندما بلغ الأبيض المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه قبل أن تتدخل ركلات الحظ الترجيحية وتمنح اللقب للمنتخب السعودي، ومنذ تلك اللحظة تنتظر الجماهير الإماراتية تكرار مشهد بلوغ النهائي وتحقيق اللقب القاري الذي لا يزال حلماً إماراتياً مؤجلاً وقد اقترب تحقيقه.في مثل هذه المواقف تتوقف لغة الكلام لأنها غير مجدية في الوقت الذي أصبح العمل هو حب الشعار، والعمل سيكون على اللاعبين الذين سيحملون طموحات وآمال الوطن بأكمله، في مهمة انتزاع بطاقة النهائي وتحقيق الفوز اليوم، في مهمة لن تكون سهلة وتحيط بها المخاطر من كل نوع، ولكن ثقتنا بأبطالنا لا حدود لها وواثقون بأن يحقق الأبيض النصر والعبور للدور النهائي، بذات الروح وقوة الدفع التي منحت الأبيض بطاقة نصف النهائي بالفوز على المنتخب الأسترالي حامل لقب آسيا وإبعاده من البطولة، بعد ملحمة بطولية أثبت فيها رجال الإمارات أنهم قادرون على قهر المستحيل، وكتابة تاريخ جديد من خلال هذا الجيل الذي عاهد الوطن على أن يكون فخرا لكل أبناء الوطن.رهاننا على فرسان الأبيض بدأ قبل انطلاق البطولة ولا نزال على ثقة بقدراتهم وغيرتهم على شعار بلدهم، رغم صعوبة المهمة التي تفوق عليها لاعبونا بالروح والعزيمة وهم يرفعون شعار نكون أو لا نكون، وكانوا بالفعل على قدر ثقة القيادة والشعب الذي تابع ودعم الأبيض بمختلف الأساليب وصولاً إلى هذه المرحلة المتقدمة من المنافسة، والمهمة لم تنتهِ بعد وهناك خطوة منتظرة نتطلع لاجتيازها اليوم، ثم خطوة أخيرة ننتظرها في النهائي، وإلى أن يأتي ذلك الموعد كلنا ثقة بقدرة شبابنا على تحقيق النصر اليوم، ونشر الفرح والسعادة في مختلف أرجاء الوطن الذي ينتظر الفرحة بالفوز والوصول للنهائي، بإذن الله تعالى، وشدوا الحيل يا عيال زايد ومنصور يا الأبيض.آخر الكلامحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتواجد سمو الشيخ هزاع بن زايد ومبادرة سمو الشيخ نهيان بن زايد، مشاهد غيرت مسار الأبيض وكانت بمثابة الحافز الذي منح اللاعبين دفعة معنوية كنا في أمس الحاجة إليها في مثل هذا التوقيت، الذي استقبلته الجماهير فخراً واعتزازاً بقيادتنا الرشيدة.