حين نتلحف الحزن ونعيش لحظاته العصيبة لا يمكننا معرفة ردة الفعل وما يخلفه فقد عزيز، ولكن موت الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان ثوبا لبسه كل سكان المملكة، بل امتد ليشمل جمعا كبيرا من سكان الأرض؛ نظرا لما يحمله في قلبه ــ رحمه الله ــ من إنسانية وحب للخير، ورغم صعوبة المواقف الحزينة إلا أنها تبقى في الذاكرة طويلا، وقصيدة «وين رايح» تكسرت أمامها مفردات؛ لأنها كانت من القلب إلى القلب. فمن الناس من ينزل حزنه دمعا، ومنهم شعرا ، والشاعر سليمان الصقعبي ما إن سمع بخبر وفاة الملك عبدالله ــ رحمه الله ــ حتى جاشت قريحته شعرا ونثرا، بقصيدة حظيت بشعبية كبيرة من شمال المملكة حتى جنوبها. يقول الصقعبي: لم أتمالك نفسي في تلك اللحظات، ولم أمنعها عن الكتابة، فولدت قصيدة «وين رايح» التي صاحبت لوحة الملك عبدالله ــ رحمه الله ــ «وين رايح»، كانت خاطرة ولدت أثناء سماع الحدث بدقائق ونبعت من القلب. وقال بأنه «عند سماع هذا الخبر وقفت على جانب الطريق أنظر في صور الملك عبدالله ــ رحمه الله ــ ووقعت عيني على صورة التقطتها الأميرة سحاب بنت عبدالله للملك الراحل، فخطرت في بالي تلك الخاطرة، بالفعل حظيت بشعبية كبيرة وإشادات من قبل الأدباء في المملكة ومجاراة من بعض الشعراء». وأكد الصقعبي أن «بيان الديوان الملكي هو البلسم الذي خفف حالة اليتم التي شعرت بها وشعر بها كل السعوديين عندما أعلن عن سلمان الوفاء ملكا وقائدا يحتوينا أبا رحيما وموجها لأعظم وطن، وليحلق بنا بمعاونة جناحيه مقرن ومحمد، واستطرد كانت أعظم مكافأة تلقيتها هي اتصال الأمير متعب بن عبدالله وتعزيتي بوفاة والد الجميع عبدالله، وهذا غير مستغرب من رجل تربى في كنف حكيم العرب أبو متعب». وحول الأضواء التي حظيت بها خاطرة «وين رايح»، قال الصقعبي «لم أكن أتوقع تلك الشعبية والجماهيرية، وأنني وضعت الخاطرة على الصورة نفسها التي التقطتها الأميرة سحاب بعد أخذها من موقع الأميرة، والتغريد بها في تويتر. وبعدها انهالت علي الاتصالات، يخبرونني بشخص رسم التغريدة، وهي صورة الملك ــ رحمه الله ــ مع الخاطرة على أحد الجدران في جدة». وعن تنسيق الفنان الذي قام برسم الصورة مع الخاطرة، أشار الصقعبي أنه لم يتم التنسيق بينهما، ولكنني اتصلت به وأخبرته أن يضع اسمي على اللوحة المرسومة، أو يزيل القصيدة من اللوحة، وأخيرا وضعه بخط صغير وكأنه نوع من المجاملة لي، وهنا زاد الصقعبي أن من صاغ القصيدة، وصممها على اللوحة هو أنا، ولكن ــ للأسف ــ لم يؤخذ حقي إعلاميا، وتمنى الصقعبي المحافظة على مثل هذا النوع من الرسم على الجدران، خصوصا أن الكثير من الشباب من الجنسين تفاعلوا مع اللوحة، مؤكدا أن اللوحة لامست إحساس الناس. وحول سماعه أخبارا تفيد بنية أمانة جدة إزالة اللوحة، قال سمعت بهذا مؤخرا، وهو أن الأمانة ستقوم بطمس اللوحة وإزالتها من الجدار؛ لذلك أتمنى من الأمير خالد الفيصل كشاعر وفنان أن يعمم ذلك النوع من الرسم على جميع ميادين جدة. ونحن مستعدون كشعراء وفنانين تشكيليين بوضع صور تحتوي على قراءات في كل ميادين جدة. وعن تعاونه الغنائي مع الفنان محمد عبده، أكد الصقعبي أن «فنان العرب صديق، ولم أحاول أن أدخل معه في هذه المواضيع، ولكن كانت هناك تعاونات خاصة من قبل»، مؤكدا أنه كتب عملا وطنيا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ويقول مطلع العمل: سلمان قلب وكلنا قلب سلمان سلمان روح وكل ابونا فداها. وين رايح وين رايح.. التفت.. سلم علينا.. ما روينا من حنانك.. ومنك والله ما اكتفينا.. وين رايح.. يا بو متعب.. وقتنا برد بغيابك.. ومؤلم وقاسي ومتعب.. ما عرفنا ايش تعني.. سافروا ما ودعونا.. لين فارقناك يا من.. كنت ابونا.. وكنت اخونا.. نذكر انك قلت مرة.. دامكم انتم بخير.. مثلكم آنا بخير.. بس طوّلت الغياب.. وطال ليل الناس دونك.. وأصبح احزان وجروح.. تكفى ارجع بس لحظة.. ولوّح بكفك لنا مرة وروح.
مشاركة :